ردا على السوداني.. خبراء: العراق غير جاهز لإنهاء وجود التحالف الدولي

كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، عن سعي حكومته لإنهاء وجود قوات التحالف الدولي في البلاد مع تأكيد رفضه للاعتداءات الأمريكية على العراق، فيما حذرت أطراف سياسية من خطورة تخلي العراق عن التحالف الدولي.

وقال السوداني في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز الذي يجري زيارة هي الأولى من نوعها إلى بغداد، "نحن في طور إعادة ترتيب العلاقة، ففي ظل وجود قوات عراقية متمكنة فإن الحكومة العراقية ماضية في اتجاه إنهاء وجود قوات التحالف الدولي الذي يضم مستشارين أمنيين يدعمون القوات الأمنية في مجالات التدريب والمشورة والتعاون الاستخباري".

وأضاف أنه "حصلت اعتداءات مؤخرا على القواعد العسكرية العراقية والبعثات الدبلوماسية، وقد أكدنا موقف الحكومة الرسمي والسياسي إزاء هذه الهجمات التي نعتقد أنها أعمال عدائية تضر المصلحة الوطنية للعراق، وتؤثر على أمن واستقرار البلد".

وشدد بالقول: "أكدنا من جانب آخر أهمية الالتزام بالتفويض القانوني الممنوح من قبل الحكومات العراقية السابقة لهذا الوجود، الذي يجب أن يكون في إطار دعم القوات الأمنية في مجالات التدريب والمشورة، وألا يتجاوز إلى حد القيام بأعمال عسكرية كونها تمثل المساس بالسيادة العراقية، وهو أمر مرفوض".

وختم رئيس الوزراء العراقي بالقول إن "الحكومة العراقية واعية وملتزمة وقادرة على القيام بواجباتها لحفظ أمن البعثات الدبلوماسية، وأماكن وجود المستشارين الأمنيين".

إلى ذلك رأى السياسي العراقي البارز مثال الألوسي، لـ"إرم نيوز"، أن "العراق ما زال بحاجة إلى التحالف الدولي، خصوصاً أن خطر تنظيم داعش ما زال قائما مع شن التنظيم عمليات إرهابية مختلفة بين حين وآخر في مدن مختلفة تستهدف المدنيين والقوات العراقية".

وبين الألوسي أن "وجود التحالف الدولي وكذلك القوات الأمريكية في العراق يعتبر ضامنا مهما للاستقرار الأمني وحتى السياسي والاقتصادي، ولهذا فهناك رغبة سياسية من أطراف عراقية مختلفة ببقاء هذه القوات حتى لا يتم توغل النفوذ الإيراني بشكل أكبر وأخطر في عمل الدولة العراقية الأمني والعسكري".

وأضاف أن "حديث السوداني عن سعي حكومته لإنهاء التحالف الدولي، ربما يكون الهدف منه إعلاميا، وإيصال رسائل إلى طهران والميليشيات المدعومة من قبلها، فهو يدرك صعوبة هذا الأمر، وكذلك خطورته، وهذه التصريحات دائما ما نسمعها من كل حكومة، لكن الواقع يقول عكس ذلك، فالكل يدرك أهمية وجود التحالف الدولي والقوات الأمريكية تحديدا في العراق".

من جهته، قال الخبير في الشأن العسكري مخلد حازم، لـ"إرم نيوز"، إن "القدرات العراقية العسكرية والأمنية ما زالت ليست بمستوى الطموح والتحديات، ولهذا فالعراق ما زال بحاجة لوجود التحالف الدولي، وبحاجة الإسناد الجوي، وكذلك تبادل المعلومات مع هذا التحالف، ولهذا نرى صعوبة أمنية وعسكرية بإنهاء وجود هذا التحالف".

وبين مخلد أن "العراق يحتاج إلى تعزيز قدراته العسكرية والقتالية، وبعد ذلك يمكن الحديث عن إنهاء وجود التحالف الدولي، لكن إنهاء هذا الوجود أمر فيه مخاطر أمنية كبيرة، ووفق كل المعطيات الأمنية والعسكرية، فالعراق ما زال بحاجة حقيقية للتحالف الدولي، وهذا أيضا ضمن للعراق أمنه الخارجي، من أي تحد إقليمي قد يتعرض له".

وأضاف أن "الدولة يجب أن تعمل وفق المصالح العليا للعراق، وليس وفق الأجندة السياسية والتوجهات الحزبية، ولهذا فإن ملف التحالف الدولي، يجب أن يبقى وفق المصلحة الأمنية للعراق، وألا يكون هناك تسرع بهذا الأمر لمنع أي تداعيات أمنية وعسكرية وحتى سياسية اقتصادية على العراق، إذا ما أقدم على هذا الأمر بشكل متسرع ودون دراسة".

يذكر أنه تم في 5 سبتمبر/أيلول 2014 الإعلان عن تأسيس "التحالف الدولي"، بقيادة الولايات المتحدة، إبان إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، إثر اجتياح تنظيم "داعش" مساحات شاسعة من العراق، وباشر التحالف عملياً تنفيذ غاراته الجوية على مواقع التنظيم في 7 سبتمبر 2014.

ويشهد العراق حاليا حالة من الاستقرار الأمني بعد التراجع الكبير لخطر "داعش"؛ إثر تلقي التنظيم ضربات نوعية، فيما يؤكد مراقبون أن هذا الاستقرار الأمني يبقى قلقاً في ظل تواجد خلايا التنظيم، التي تتحرك بين حين وآخر.