الصراع في الشرق الأوسط يُغيِّب الحرب في أوكرانيا

غابت أخبار الحرب في أوكرانيا متأثرة بالأزمة في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل في قطاع غزة.

طوال أيام الحرب العشرة والتي يبدو أنها ستطول أكثر، واصلت موسكو وكييف بشكل متزامن بالتصريح حول تطورات الصراع، ليس على جبهة دونباس هذه المرة بل على جبهة غزة.

المدافع تفرق حتى بالقضايا الخارجية، موسكو والتي تخوض حربًا مستمرة منذ عام ونيف، شغلتها الحرب الدائرة في قطاع غزة، ولقيت تصريحات مسؤوليها استحسانًا كبيرًا لدى الفلسطينيين، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ موقف الحياد نوعًا ما، مشددًا على أن الأزمة الحالية سببها عدم إعطاء الفلسطينيين حقهم في إقامة دولة مستقلة، محملًا الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية ما يجري.

في المقابل اتخذت كييف موقف الحليف الأساس لإسرائيل، وشدد رئيسها فلاديمير زيلينسكي، على حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها إلى أبعد الحدود، محملًا حماس وحدها مسؤولية الصراع.

الشيء الوحيد الذي كان يشغل بال سلطات كييف هو الدعم العسكري لتل أبيب، وخوفها على حصتها من السلاح الغربي إذا ما ذهب إلى إسرائيل.

الدونباس مشتعل دون ضجيج، لم تتوقف المعارك بين الجانبين الروسي والأوكراني، ولم تختلف قواعد المعارك، وما زالت الصواريخ الروسية تحلّق فوق سماء المدن الأوكرانية، فيما تحلّق المسيّرات الأوكرانية بدورها فوق المدن الحدودية الروسية.

وبحسب إحصاء أصدرته وزارة الدفاع الروسية فقد نفَّذت قواتها في الفترة من الـ7 إلى الـ13 من أكتوبر ما يقرب من 8 ضربات بـصواريخ "إسكندر"، بالإضافة إلى مسيرات استهدفت مستودعات ومؤسسات تصنيع أسلحة ومراكز للقوات الأوكرانية.

وبحسب وزارة الدفاع أيضًا فقد بلغت خسائر القوات الأوكرانية أكثر من 830 عسكريًّا بين قتيل وجريح على جبهة كوبيانسك وحدها، فيما بلغت على جبهة دونيتسك أكثر من 1580 عسكريًّا بين قتيل وجريح.

في المقابل شنَّت القوات الأوكرانية ما يقرب من 100 هجوم على بضع جبهات قالت روسيا، إنها صدَّت جلَّها، فيما سعت أوكرانيا لمدة أسبوع لإنشاء رؤوس جسور، لوصل الضفة اليسرى باليمنى لنهر دنيبر في خيرسون، ولم تهدأ وتيرة الطائرات المسيّرة الأوكرانية حيث سجل أكثر من اختراق لها فوق المدن الحدودية الروسية خاصة فوق مقاطعتي بيلغورود وبريانسك.

بالمقابل أشار بوتين في تصريح له حول تطورات الحرب في أوكرانيا، إلى أن الهجوم المضاد الأوكراني قد فشل تمامًا، وكشف أن كييف تعد العدة لهجمات مضادة جديدة، لكن القوات الروسية ستفشلها على حد قوله.