إيمانويل ماكرون وبنيامين نتنياهو خلال زيارة سابقة لإسرائيل
إيمانويل ماكرون وبنيامين نتنياهو خلال زيارة سابقة لإسرائيلرويترز

"لوفيغارو": مواقف ماكرون المتناقضة من حرب غزة تعمّق عزلته في الغرب

سلط تحليل إخباري فرنسي الضوء على المواقف الفرنسية المتباينة من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، التي بلغت يومها الثامن والثلاثين، وسط انقسام دولي بشأن إقرار هدنة إنسانية أو الوقف الفوري لإطلاق النار.

وتسببت مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ بدء المواجهات، في 7 من الشهر الماضي، بما اعتبر "انتكاسة قوية" وأزمة تنبئ بالتصعيد في العلاقات بين باريس وتل أبيب، إضافة إلى خلق حالة من العزلة بين باريس والدول الغربية، بحسب ما أورده تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، اليوم الثلاثاء.

وقال التقرير إن "ماكرون ظهر بأكثر من وجه في الصراع العربي الإسرائيلي، ما سبب له كثيرًا من المتاعب، فبعد اعترافه بشكل لا لبس فيه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في الأسبوعين الأولين لاندلاع المواجهات في قطاع غزة، وقف ماكرون، الأسبوع الماضي، في الجهة الأخرى، داعيًا بشكل علني إلى وقف إطلاق النار، ليثير ردود أفعال شديدة وانتقادات لاذعة من الجانب الإسرائيلي".

وأضاف التقرير أنه منذ 7 من الشهر الماضي، "بدا واضحًا أن سياسة إيمانويل ماكرون في الشرق الأوسط أصبحت أشبه بالزوبعة التي لا يعرف من أي جهة تهب، ولا أين تذهب، بل تتقاذفها مشاعر الخوف التي تمليها الأحداث الدولية والمحلية".

وأوضحت "لوفيغارو" أن "الخطوة الأولى لقصر الإليزيه كانت واضحة ولا تحتمل اللبس: لقد أدان الرئيس الفرنسي بشكل صريح هجمات "حماس"، ووصفها بالإرهابية، ودعم، دون قيد أو شرط، حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

أخبار ذات صلة
ماكرون لهرتسوغ: لم أتهم إسرائيل بإيذاء المدنيين "عمدًا"

وتابعت: "كما أن باريس قررت، في البداية، حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في البلاد، وأعقب ذلك زيارة ماكرون إلى تل أبيب، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ونظيره الهولندي مارك روته، في إعلان واضح لدعم تل أبيب بالكامل".

واستطردت بالقول: "لكن الموقف الفرنسي، وبشكل خاص ماكرون، تغير بشكل واضح رغم الحفاظ على المسار السياسي، والتأكيد مجددًا على ضرورة الانتصار على الإرهاب، والقضاء على حماس"، وفق تعبير الصحيفة.

وأشارت إلى أن النقطة الأولى في تغير موقف ماكرون هي تعثر "التحالف الدولي"، حول اعتبار حركة حماس حركة إرهابية، وتشبيهها بتنظيم داعش، وذلك باعتبار أن الحركة غالبًا ما يُنظر إليها في الدول العربية على أنها حركة مقاومة.

أما النقطة الثانية التي أحدثت فجوة عميقة بين باريس وتل أبيب، فكانت خطاب الرئيس الفرنسي في قمة السلام، ثم المقابلة التي أجراها مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، يوم الجمعة الماضي، في باريس، والتي كشفت بشكل لم يعد يحتمل الشك التحولات الكبرى لدى ماكرون في موقفه من الحرب في غزة، وهي مواقف كانت محملة بالكثير من المعاني، بحسب "لوفيغارو".

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي كان قد دعا، مثل معظم حلفائه، إلى "هدنة إنسانية"، لكنه غيّر خطابه وأصبح فجأة يتحدث عن "وقف إطلاق النار" في غزة، كما "حث إسرائيل على وقف" القصف ضد السكان المدنيين، قائلًا إن الضربات ليس لها "سبب" و"لا شرعية".

وقال ماكرون في مقابلته مع "بي بي سي": "في الواقع، اليوم، يتم قصف المدنيين.. هؤلاء الأطفال، هؤلاء النساء، هؤلاء كبار السن يتعرضون للقصف والقتل بشكل غير مشروع"، وهي كلمات تسببت بحدوث ارتباك في إسرائيل، لكنها فجّرت فوق ذلك سيلاً من الانتقادات الإسرائيلية ضد ماكرون، في وقت لاحظ فيه الكثير من الخبراء التناقض الواضح بين الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وبين المطالبة بوقف إطلاق النار، "الذي من شأنه أن يحظر استمرار تدمير حماس، ويصب في صالح الحركة"، وفق التقرير.

قوات إسرائيلية تجتاح قطاع غزة
قوات إسرائيلية تجتاح قطاع غزةأ ف ب

ووصف خبراء تصريحات ماكرون الأخيرة بأنها دليل على انحراف الرئيس الفرنسي عن المواقف التي دافع عنها حلفاؤه المقربون، مثل الولايات المتحدة وألمانيا، الذين تحدثوا عن "وقفات إنسانية" وليس وقف إطلاق النار، وهو ما يجعل ماكرون ليس فقط تحت وطأة الانتقادات اللاذعة من الدولة اليهودية، وإنما أيضًا في دائرة المخاطر من عزلة وسط الدول الغربية المساندة للجيش الإسرائيلي، بحسب الصحيفة.

وخلص تقرير "لوفيغارو" إلى أن هذه التصدعات داخل فرنسا بخصوص معاداة السامية المتزايدة، هي التي تمنع ماكرون من اتخاذ الموقف نفسه الذي اختاره بشكل طبيعي في السابع من الشهر الماضي.

المصدر: صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com