عاجل

اشتباكات بين فصائل فلسطينية وقوات إسرائيلية في محيط مدينة جنين بالضفة الغربية

logo
العالم العربي

خبراء لـ"إرم نيوز": الحرب تترك آثارًا مدمرة على أطفال غزة

 خبراء لـ"إرم نيوز": الحرب تترك آثارًا مدمرة على أطفال غزة
11 نوفمبر 2023، 12:37 م

منذ 36 يومًا يرزح قطاع غزة تحت وطأة حرب مدمرة شنتها القوات الإسرائيلية ردًا على هجوم حماس، خلفت حتى الآن أكثر من 11 ألف قتيل و27 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال، فضلًا عن دمار هائل في المباني السكنية والبنية التحتية.

هذه الآثار المدمرة للحرب المستمرة، تنذر بتداعيات نفسية كارثية على الأطفال، وسط دعوات تنادي بتقديم الدعم النفسي لهم خلال وبعد الحرب.

وأدت الحرب إلى توقف المستشفيات الخاصة برعاية الأطفال، وهو الأمر الذي حرم الآلاف منهم من خدمات الرعاية الصحية، خاصة مرضى السرطان، كما أن حياة بعضهم معرض لخطر الموت.



تحذيرات دولية

وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن "طفلاً يقتل في المتوسط كل 10 دقائق في قطاع غزة"، مؤكدًا أنه لا يوجد مكان آمن ولا أحد آمن بالقطاع.

كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، أمس الجمعة، من أن "حياة مليون طفل في القطاع باتت معلقة بخيط رفيع مع انهيار خدمات صحة الأطفال بجميع أنحاء القطاع تقريبًا".

وأكدت المنظمة الأممية، أن "الانهيار شبه الكامل والهجمات على الخدمات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء القطاع، لاسيما المناطق الشمالية، تهدد حياة كل طفل".

وبينت أنه "خلال الساعات الماضية توقفت الرعاية الطبية في مستشفى الرنتيسي والنصر للأطفال، ولم يكن هناك سوى مولد صغير يزود وحدات العناية المركزة والعناية المركزة لحديثي الولادة بالطاقة.

آثار مدمرة

وفي السياق، قال الأخصائي النفسي، أشرف زقوت، إن "آثار الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة ستكون كارثية للغاية خاصة على شريحة الأطفال".

وأوضح زقوت، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الأمر هذه المرة مختلف بسبب القوة التدميرية للجيش الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن التأثيرات النفسية للحرب ستكون مختلفة من طفل لآخر بحسب البناء النفسي.

وأشار زقوت، إلى أن "أكثر الأمور التي يعاني منها الأطفال خلال الحرب هي اضطرابات الهلع، وذلك بسبب أصوات الطائرات والقصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع".

وبين أن "بعض الأطفال سيعانون أيضًا من الصدمات النفسية العنيفة، وسيخلقون داخلهم حوارًا نفسيًا صعبًا للغاية أساسه عدم الشعور بالأمان، خاصة في حال استشهاد أحد أفراد العائلة أو إنقاذ الطفل من تحت الأنقاض".



وبحسب الأخصائي النفسي، فإن "من بين المشاكل النفسية التي سيعاني منها الأطفال اضطرابات النوم والأرق، كما أن مناظر القصف والدمار التي شاهدها ستبقى في مخيلته لفترة طويلة جداً، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا على صحته النفسية".

وزاد: "هناك مخاوف من أن يعاني الأطفال من أمراض انفصام الشخصية والانسحاب العاطفي ونوبات الغضب، كما سيكون الأطفال عاجزين عن تطوير تكيفهم من الأحداث الحالية"، محذرًا من خطورة ذلك على المجتمع والعالم.

مشاكل صحية

من جهته، يقول أخصائي الطب النفسي، أكرم أبو القمصان، إن الحرب ستترك آثارًا نفسية ومشاكل صحية كبيرة على الأطفال سواء حاليًا، أو على المدى البعيد.

وأوضح أبو القمصان، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "هذه المشاكل ستتمثل في صعوبات بالحركة والنطق والتعلم أيضًا، كما أن بعض الأطفال سيعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي وسيفقدون شهيتهم للأكل، وهذا أكثر شيء متوقع".

وبين أن "العديد من الأطفال سيعانون من اضطرابات التأقلم خاصة الذين تعرضوا لبتر بالأطراف أو شلل وإصابات شديدة"، مؤكدًا أن "هذه الصدمات النفسية والمشاكل النفسية ستكون حادة وسيكون من الصعب عليهم تخطيها".

وأضاف أبو القمصان: "جميع الأطفال الذين أصيبوا بفعل القصف الإسرائيلي يعانون من أعراض نفسية حادة جدًا أبرزها الصدمات واضطرابات الهلع والخوف"، قائلًا: "بتقديري فإن 100% من أطفال غزة بحاجة لعلاج نفسي".

وأشار إلى أن "فقدان الطفل لعدد كبير من عائلته أو جميعهم سيؤدي إلى إصابته بالعجز النفسي وآلام الفقدان، والتي تنتج بالأساس عن أفكار سوداوية خاصة بالطفل حول كيفية إدارة حياته دون معيل أو ولي أمر".

مبادرات ترفيهية

وفي مبادرة خاصة منه، قام الأخصائي الرياضي، محمد عابد، بتنفيذ مبادرات ترفيهية للأطفال النازحين للمدارس ومراكز الإيواء في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك للتخفيف من الأعباء النفسية لهذه الشريحة من النازحين.

وقال عابد، لـ"إرم نيوز"، إنه "أسس منذ سنوات فريقًا ترفيهيًا للأطفال يشمل العديد من الألعاب والفقرات التي ترفه نفسيًا عنهم"، لافتاً إلى أنه استغل هذا العمل خلال الحرب للتخفيف من الضغوط النفسية على الأطفال.

وأضاف عابد: "نقوم وبجهود ذاتية بإعداد برامج ترفيهية للأطفال تشمل العديد من الفقرات والألعاب، وهو الأمر الذي يخفف من الضغوط النفسية عليهم، ويفرغ الكبت الذي يعانون منه بعيدًا عن نوبات الغضب والعنف".

وأكد عابد "ضرورة وجود برامج ترفيهية نفسية لجميع الأطفال في قطاع غزة سواء خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع أو بعد الحرب"، مشددًا على أهمية أن تكون الصحة النفسية للأطفال في غزة على رأس الأولويات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC