الخرطوم.. سودانيون يواجهون خطر الموت عطشا

الخرطوم.. سودانيون يواجهون خطر الموت عطشا

مضى أكثر من أسبوعين، ولا يزال أهالي منطقة بحري في العاصمة السودانية الخرطوم يواجهون خطر الموت عطشًا؛ بسبب العمليات العسكرية التي اندلعت منتصف نيسان/أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ووسط نيران القصف وحدة الاشتباكات، يخرج الأهالي في تلك الأحياء بحثًا عن شربة ماء، يواجهون خطر الموت إما عطشًا، أو برصاصة أو قذيفة طائشة، لكنهم لا يستطيعون البقاء في منازلهم وعيون أطفالهم تبكي عطشًا لنقطة ماء.

معاناة حقيقية يواجهها هؤلاء في رحلة البحث عن المياه، التي شقت عليهم في ظل الأوضاع الأمنية السيئة التي تواجه المنطقة والبلاد عمومًا، ما جعل كثيرين يلجؤون للآبار المهجورة والشرب مباشرة من مياه النيل.

يقول محمد الطيب عبدالله لـ"إرم نيوز": "يومًا بعد آخر نقترب من الموت عطشًا، فضلًا عن تعرضنا يوميًا لخطر الموت جراء القصف والاشتباكات المستمرة في المنطقة، ولا ندري إلى متى ستستمر تلك الأزمة".

ويضيف: "سئمنا من قطع مسافات بعيدة راجلين على أمل الحصول على مياه نظيفة، دون فائدة، فكافة الأحياء التي حولنا في بحري تعاني من الأزمة ذاتها.. لم يكن أمامنا خيار سوى اللجوء للآبار المهجورة رغم معرفتنا بخطورة ذلك، كما أن بعضنا لجأ للحصول على المياه من النيل مباشرة، ليصبح الاستحمام وغسل الملابس ترفًا نربأ بأنفسنا عنه، كما نلجأ في أحيان كثيرة للوضوء من أجل الصلاة بالتيمم لأن خياراتنا للاحتفاظ بالمياه محدودة".

ويروي عبدالله، وهو يشعر بالبؤس، معاناته وأطفاله في الأيام الأولى من حالات الإسهال جراء المياه الملوثة، رغم اهتمامهم بتعقيمها بالطرق التقليدية عبر التسخين ووضع بعض الأعشاب الطبيعية.

ويتابع: "حاليًا استطعمنا المياه الصدئة، وتأقلمنا مع الوضع، وأصبحت لدينا مناعة للمياه الملوثة".

ويلاحظ المتجول في بعض أحياء بحري المنكوبة انتشار بائعي المياه عبر براميل وضعت بوسائل نقل تقليدية، معروف محليًا بـ "الكارو"، وهو عبارة عن حمار يجر عربة خشبية بإطارين، إذ يقومون ببيع المياه لساكني تلك الأحياء بأسعار مرتفعة، قد تصل إلى ما يقارب الخمسين دولارًا، والمغلوب على أمرهم يضطرون للشراء.

ويأمل المواطنون هناك في حل مشكلتهم قريبًا، أو تدخلًا عاجلًا من شرطة الدفاع المدني لتوفير حاجاتهم من مياه الشرب النقية، بعد أن أصبحت مطلبهم الأساسي، إلا أن بعضهم يرى أن الأوضاع الأمنية في المنطقة قد تقف عائقًا أمام تحقيق آمالهم في الحصول على ما يطمحون.

أخبار ذات صلة
منظمة الصحة العالمية تحذّر من "كارثة" في السودان

ومع اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تضررت محطات المياه بالعاصمة الخرطوم عمومًا، إلا أنها عادت تدريجيًا في عدد من الأحياء في وسط وجنوب وشرق وغرب الخرطوم، بجانب أم درمان بعد انقطاع دام ثلاثة أيام، لكن أحياء بحري ظلت أزمتها قائمة.

وأكدت هيئة المياه في ولاية الخرطوم أن الأوضاع الأمنية تسببت في تأخير إصلاح المحطة لانسياب المياه بالمنطقة، مشيرة إلى أنها تعمل جاهدة لحل الأزمة في القريب العاجل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com