صياد بالقرب من شواطئ غزة
صياد بالقرب من شواطئ غزةأ ف ب

الحرب في غزة تُدمر مهنة الصيد "المتهالكة"

دمرت الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مهنة الصيد المتهالكة أصلاً بفعل الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا؛ ما جعل آلاف العائلات في غزة دون أي مصدر رزق وعطلت عمليات الصيد.

ومنذ الحرب الإسرائيلية على القطاع، لم يتمكن الصيادون من الدخول للبحر وممارسة مهنة الصيد، التي تراجعت منذ سنوات بسبب إجراءات إسرائيل بحقهم، علاوة على حالات الاعتقالات وإطلاق النار التي يتعرضون لها.

خسائرنا فادحة وفي كل حرب على غزة نضطر للتوقف عن العمل.
الصياد محمد بكر

قيود إسرائيلية

ولا تسمح إسرائيل للصيادين بالدخول لبحر غزة إلا لستة أميال بحرية؛ ما يحرمهم من الصيد الوفير أو الوصول لأنواع محددة من الأسماك؛ ما أدى لانخفاض أعداد الصيادين على مدار الأعوام الماضية.

وبسبب القيود الإسرائيلية فإن الصيادين يحرمون من تنوع وكمية الأسماك التي يمكن صيدها، علاوة على أن الصادرات من القطاع البحري انخفضت بشكل كبير لتشكل 6% فقط من إجمالي صادرات غزة، وفق الأمم المتحدة.

أخبار ذات صلة
ردًا على إطلاق الصواريخ.. إسرائيل تقلص مساحة الصيد في بحر غزة

ويعد قطاع الصيد بغزة مصدرًا حيويًّا لتوفير فرص العمل، إذ يستفيد منه نحو 100 ألف شخص من سكان القطاع، في حين تسببت الإجراءات الإسرائيلية بِقلة أعداد المستفيدين وعزوف البعض عن المهنة.

صيادون مشردون

وقال الصياد محمد بكر، إنه "ومنذ الحرب الإسرائيلية على غزة لم يتمكن من ممارسة مهنة الصيد؛ ما تسبب بتوقف مصدر رزقه الوحيد"، لافتًا إلى أن الحرب تسببت بتدمير قطاع الصيد في غزة بشكل كامل.

وأوضح بكرلـ"إرم نيوز"، إن "الحرب دمرت مراكب الصيد الخاصة بهم، فهي منذ بداية الحرب تعرضت للاستهداف وتم قصفها بالمدفعيات البحرية، كما إن منازلهم القريبة من البحر دُمرت إما بشكل كامل أو جزئي".

لا يمكن للصيادين العودة للعمل بعد انتهاء الحرب بسبب تدمير الميناء بالكامل.
نقيب الصيادين في غزة نزار عياش

وأضاف: "خسائرنا فادحة وفي كل حرب على غزة نضطر للتوقف عن العمل، ولا نجد من يعوضنا في النهاية"، لافتًا إلى أن جميع من يعرفهم من الصيادين باتوا مشردين هم وعائلاتهم ونزحوا إلى مناطق أخرى.

وتابع بكر: "قطاع الصيد هو أكثر القطاعات التي لا توليها أي جهات حكومية أو إغاثية اهتمامًا، ونلاحَق من قبل الجيش الإسرائيلي على مدار العام"، مبينًا أن وضع قطاع الصيد متهالك جدًّا قبل الحرب وانهار بسببها.

تدمير الميناء

ويؤكد نقيب الصيادين في غزة، نزار عياش، أن "الدمار الكبير الذي تعرَّض له قطاع الصيد بغزة يقدر بملايين الدولارات"، مشيرًا إلى أن الاجتياح الإسرائيلي لميناء غزة تسبب بدمار كبير للميناء ولسفن الصيد فيه.

وأوضح عياش، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الميناء تدمر بالكامل بسبب الحرب الإسرائيلية، وأن الجيش الإسرائيلي قصف ودمر جميع السفن البحرية المتواجدة فيه"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن للصيادين العودة للعمل بعد انتهاء الحرب بسبب ذلك.

وأضاف: "الميناء طُور بجهد استثنائي خلال سنوات الحصار الإسرائيلي، وكنا نعاني حتى نحصل على معدات الصيد وأدوات الصيانة الخاصة بالسفن، والتي كانت إسرائيل تمنع إدخالها إلى غزة، والآن نحن بحاجة لسفن جديدة".

وأشار إلى أن "تلك السفن لا يمكن تصنيعها بغزة بسبب عدم وجود ورش صناعية مخصصة لذلك، وعدم توفر المعدات أيضًا"، مؤكدًا أن 4 آلاف صياد باتوا دون عمل، وضِعف هذا العدد من بائعي السمك أيضًا فقدوا أشغالهم.

آثار الدمار جراء القصف الإسرائيلي
آثار الدمار جراء القصف الإسرائيليمتداولة

وتابع: "الصيادون يتركزون في بحر غزة، وهناك عدد قليل منهم في وسط وجنوب القطاع، وهؤلاء أيضًا تعرضوا للاستهداف والقصف الإسرائيلي"، مستكملًا: "ما يمكنه العمل في قطاع الصيد بعد الحرب عشرات قوارب الصيد الصغيرة فقط".

وأكد نقيب الصيادين، أن "النقابة ستعمل على توثيق اعتداءات الجيش الإسرائيلي بحق قطاع الصيد، وستقوم بنقل جرائمه للساحة الدولية"، مشددًا على أن المطلوب دعم هذا القطاع بشكل فوري بعد الحرب وإعادة تأهيل ميناء غزة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com