شولتس خلال افتتاح كنيس يهودي في مدينة ديساو الألمانية
شولتس خلال افتتاح كنيس يهودي في مدينة ديساو الألمانيةمتداولة

تقرير: حرب غزة تدفع ألمانيا لإعادة النظر في "ثقافة الترحيب"

كشف تقرير لقناة "يورونيوز" أن ألمانيا بدأت تعيد النظر في مفهوم "ثقافة الترحيب" بالمهاجرين إليها، والتي اعتمدته منذ سنوات، وذلك فيما يبدو بسبب حرب غزة وتداعياتها على المجتمع.

وأوضح التقرير أن المَسيرات المؤيدة للفلسطينيين، وموجة الأحداث "المعادية للسامية"، والاحتفال بهجوم حركة "حماس" على المستوطنات الإسرائيلية، في بعض الأحياء التي تشهد ارتفاعًا في معدلات الهجرة، كانت بمثابة تذكير صارخ بأن كل شيء ليس على ما يرام فيما يتعلق بالهجرة والاندماج".

ويشرح التقرير دواعي أخرى لتغيّر النظرة الألمانية للقضية، مع الإشارة إلى أن المستشار الألماني أولاف شولتس بدأ يتخذ موقفًا أكثر صرامة بشأن الهجرة تُرجِم في سياق محاولته تكثيف الجهود لطرد الأشخاص المتواجدين بطريقة غير قانونية على الأراضي الألمانية.

وربط التقرير هذا المسار الجديد لـ"شولتس" بهزيمة ائتلافه السياسي في محطتين انتخابيتين، موضحًا أن ألمانيا خلال أزمة المهاجرين بين سنتي 2015 و2016، في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، كانت تفتح بلادها أمام موجات كبيرة من المهاجرين، وسط ذعر أوروبي واسع النطاق حينها.

واستدركت القناة بالقول إن ألمانيا، اليوم، تجد نفسها في مواجهة موجة جديدة من الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، وبذلك هي مضطرة، إلى إدارة ظهرها لثقافة الترحيب التي اعتمدتها واعتادت أن تفخر بها.

وأشار التقرير إلى أن "شولتس" أعلن في مقابلة أجريت معه، مؤخرًا، مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية ضرورة "العمل على الحد من الهجرة غير الشرعية إلى ألمانيا، حيث يصل عدد كبير للغاية من الأشخاص، ونحن بحاجة إلى ترحيلهم بشكل أكبر وأسرع ".

وشكّل هذا القرار نقلة نوعية هائلة بالنسبة لألمانيا وبالنسبة لشولتس، الذي كان يُتوقع منه أن يواصل السير على خطى ميركل.

ونقل تقرير "يورونيوز" عن مايكل برونينج، أستاذ العلوم السياسية وعضو لجنة القيم في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قوله إن "هناك تغيرًا ملحوظًا في الخطاب والسياسة، والهدف الواضح هو خفض أرقام الهجرة". 

وفسَّر برونينج هذا التحول في الموقف الألماني بقوله: "تشمل الإجراءات المقترحة تسهيل عمليات الطرد، وتشديد العقوبات على المتاجرين بالبشر، وإعادة فرض المزيد من الضوابط المؤقتة على الحدود، وإبرام اتفاقيات ثنائية جديدة مع البلدان المصدرة للمهاجرين وتوسيع قائمة البلدان قيد النظر، ويُعدّ هذا تحولاً جذريًا في السياسة يمثل نهاية مرحلة "ثقافة الترحيب" في البلاد".

أخبار ذات صلة
البرلمان الفرنسي يبدأ مناقشة مشروع قانون مثير للجدل حول الهجرة

 ووفقًا للتقرير، يتعرض شولتس، الآن، لضغوط شديدة لخفض العدد المتزايد من طالبي اللجوء في بلاده، مع استمرار تزايد عدم الرضا عن تعامل الحكومة مع وضع اللاجئين.

وعلق مايكل برونينج بأن "مشكلة الهجرة مدرجة على صدارة جدول الأعمال، ويتمثل التحدي الراهن في كيفية إدارة الأزمة دون المساس باستقرار الائتلاف الحكومي أو بتماسك أحزابه".

وتابع برونينج أنه "رغم التغيير الذي طرأ على سياسة المستشار الألماني شولتس، لا يزال الكثير من الألمان يؤيدون الترحيب بالمحتاجين، وما زالوا يعبرون عن تبنيهم الواسع لفكرة المسؤولية الإنسانية، ومع ذلك كان للأرقام تأثير، وتغيرت العقلية، من العام 2015، بشكل كبير" وفق تعبيره.

وأوضح المحلل أن "الجمهور الألماني أصبح، اليوم، مقتنعًا بأن الأعداد يجب أن تنخفض، ولعبت ردود الفعل تجاه التصعيد الراهن في الشرق الأوسط دورًا محددًا وغير متوقع في إنجاز هذا التحول في النقاش".

أخبار ذات صلة
توقيف فتيين وضبط سلاحين مزيفين بعد إخلاء مدرسة في ألمانيا

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com