جنود من سلاح المدرعات الإسرائيلي في شمال غزة
جنود من سلاح المدرعات الإسرائيلي في شمال غزةأ ف ب

خبراء: الجيش الإسرائيلي يعود إلى شمال غزة تحضيرا لإنشاء منطقة عازلة

قال الخبير في الشؤون العسكرية رائد موسى، إن "عودة قصف منطقتي بيت حانون ومخيم جباليا شمالي قطاع غزة، من قبل الجيش الإسرائيلي، هو تكتيك عسكري استخدمه الجيش في عدة مناطق من القطاع".

وأضاف موسى لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش يستخدم هذا الأسلوب في المناطق التي انسحب منها بعد مراقبة حثيثة تدوم لعدة أسابيع عن طريق أدوات التجسس والمعلومات الاستخباراتية، بالإضافة لرصد تحركات المسلحين، إلى جانب تعامل الأجهزة الأمنية التابعة لحماس مع هذه المناطق".

وتابع أنه "بالتالي يعود إلى هذه المناطق مستندًا على معلومات دقيقة مرتبطة بماهية الأهداف التي أطلقها الكابينيت الحربي منذ اليوم الأول لهجوم حركة حماس، أبرزها إنهاء حكم الحركة للقطاع من خلال اغتيال مسؤولي لجان الطوارئ والأمن في تلك المناطق، بالإضافة إلى اعتقال عشرات العناصر المتهمة بممارسة أنشطة أمنية ميدانية لضبط الشارع".

وأردف أن "من جملة الأهداف التي يستند عليها الجيش بعمليات إعادة الاقتحام هو تدمير سبل الحياة أمام الغزّيين؛ لدفعهم للنزوح باتجاه مناطق الجنوب بعد ايصال رسائل عسكرية مفادها بأنهم لن ينعموا بالأمان الذي شعروا بجزء منه في الأسابيع الماضية".

وأفاد موسى بأن "منطقة بيت حانون تمثل مناطق أقصى شمال غزة التي يجري فيها الآن التحضير لإنشاء منطقة عازلة تصل إلى كيلو متر في عمق المدينة؛ مما يعني أن عمليات الاقتحام هي تهيئة لإخلائها تمامًا من المدنيين تمهيدًا للاستيلاء على جزء كبير منها".

أما الخبير في الشؤون السياسية، طلال أبو ركبة، فأوضح أن "هناك مخططا إسرائيليا تصفويا لغزة يتمثل بقضم أراضيها وتقسيمها إلى نصفين على أقل تقدير، إلى جانب بناء ممرات عسكرية تمتد من داخل اسرائيل إلى عمق غزة، فضلًا عن المعابر المستحدثة شرقي القطاع".

وقال أبو ركبة لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذه الأهداف تحتاج إلى خطط إعادة انتشار واقتحام للمناطق التي جرى الانسحاب منها لأسباب عسكرية بحتة كما حدث في كمين مجمع الشفاء الطبي الذي أتاح للجيش فرصة الانقضاض على شخصيات عسكرية وأمنية وسياسية وازنة في حركتي حماس والجهاد، إلى جانب مجازر مروّعة بحق المدنيين والسكان المحيطين بالمشفى".

وأكد أن "الجيش يستطيع خداع العالم بعملية اقتحام مدينة رفح والتلويح بها بين الفينة والأخرى لتعلو وتيرة الرفض أكثر وأكثر، ويقتصر الدور العالمي على رفض الإعلان عن أي عملية عسكرية بالمدينة، في حين أن هدفه الأساسي مرحليًّا هو اقتحام مناطق أخرى وارتكاب مجازر واسعة دون أن تشهد زخما إعلاميا".

وخلص أبو ركبة إلى أن "المخطط الإسرائيلي الذي بدأت ملامحه بالتشكل يتمحور حول خفض الزيادة الديموغرافية لسكان غزة من خلال إعدام سبل الحياة أمامهم، ودفعهم للنزوح وللهجرة جنوبًا ومنها إلى خارج القطاع ما يتناسب مع الواقع الأمني والجيوغرافي الجديد لغزة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com