عناصر تتبع لميليشيا الحوثي
عناصر تتبع لميليشيا الحوثيأ ف ب

وسط تحشيد عسكري حوثي.. تصاعد التوتر في "مأرب"

تدخل الأزمة التي تشهدها محافظة مأرب النفطية، أسبوعها الثالث، دون التوصل إلى حلول، بين القبائل والسلطات المحلية في المحافظة، نتيجة ارتفاع أسعار الوقود، وسط مخاوف من تصاعد حدة التوتر في آخر معاقل الحكومة اليمنية في مناطق شمال البلاد.

يواصل مسلحون قبليون من أبناء مأرب الاحتشاد في مديرية الوادي، لمنع مرور الناقلات من منشأة "صافر" النفطية، احتجاجًا على ارتفاع سعر صفيحة البنزين سعة 20 لترًا من 2.5 دولار إلى نحو 5.5 دولار، قبل أن تتطور الأمور إلى مواجهات مسلحة ضد القوات الحكومية.

أخبار ذات صلة
هل تشكل "مُسَّيرات الحوثي" تهديدا للأمن القومي المصري؟

وكثّف عضو مجلس القيادة الرئاسي، محافظ مأرب، سلطان العرادة، لقاءاته مع أعضاء المكتب التنفيذي للمحافظة وزعماء قبائل، في محاولة لاحتواء الموقف المتصاعد وتنفيذ القرارات الحكومية برفع أسعار البنزين، الأدنى بين المحافظات اليمنية.

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم القبائل المحتجين في مأرب محمد ميقان، عدم وجود مستجدات حتى اللحظة، مشيرًا إلى أن التأخير في إلغاء قرار رفع أسعار البنزين سيؤدي إلى ارتفاع مطالب المحتجين ودعوة إلى ضرورة إشراك أبناء مأرب في السلطة والثروة ومكافحة الفساد.

ترقب حوثي

في المقابل، ترقب ميليشيا الحوثي تطورات الأوضاع في مدينة مأرب التي فشلوا في اقتحامها عسكريًا منذ العام 2020، وسط تواتر أنباء منذ مطلع الأسبوع عن تحشيد عسكري للحوثيين في محافظة الجوف من الجهة الشمالية، لمحافظة مأرب التي تعيش حصارًا من جهتيها الغربية والشمالية.

ويقول رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، إن الحوثيين يعتمدون بشكل دائم في سياستهم على إشغال المجتمعات من داخلها حتى يتمكنوا منها.

عناصر الحوثي خلال مهاجمتها سفينة غالاكسي في البحر الأحمر
عناصر الحوثي خلال مهاجمتها سفينة غالاكسي في البحر الأحمرأ ف ب

وأشار إلى أن الوضع مختلف حاليًا بالنسبة للحوثيين في مأرب، حيث لا يستطيعون إدارة معركة واضحة، ولذلك يعتمدون على خلاياهم في تأجيج الأوضاع وإشعال حروب داخلية بين القبائل، في ظل عدم قدرتهم على تفجير الوضع في مأرب، في ظل غرقها في عمليات ضد السفن في ممرات الملاحة الدولية.

وأضاف أن الحوثيين يستفيدون حاليًا من إبقاء مثل هذه التوترات بشكل دائم في مأرب لأطول فترة ممكنة، حتى يتمكنوا من تفكيك البنية المجتمعية وإضعاف سلطة الدولة في مأرب تمهيدًا للانقضاض.

آخر الموارد الاقتصادية

المحلل الاقتصادي محمد الجماعي يرى، أن ما يحدث في مأرب في أي توقيت كان، هو أمر وارد جدًا، بسبب ما يخلقه النفط من مشاكل منذ أن وضعت الحكومة الشرعية يدها على المحافظة، على الرغم من الانخفاض الكبير لأسعار النفط في مأرب، وهو ما يمثل إشكالًا.

وقال الجماعي في حديث لـ"إرم نيوز"، إن السلطات المحلية في مأرب تخوض حوارًا جادًا مع المعترضين، وإذا ما تم تحرير أسعار النفط خلال هذه الفترة، "فإن ذلك سيكون إيجابيًا 100%، لأن الحكومة ستضع أيديها على آخر مصادر الدخل التي يجب إيصالها إلى خزينة الدولة".

وأشار إلى أن قوات الجيش والأمن في مأرب ليست لديها أي مشكلة كجهات حكومية في التعامل مع أي احتمالات، وقد سبق أن واجهت هذه القوات عدة تمردات محلية وتم وأدها نهائيًا.

وأضاف أن محاولات الخلايا الحوثية للإيقاع بين القبيلة المناصرة للدولة وبين من يناصر السلطة المحلية مستمرة، لكنها تفشل في كثير من الأحيان، "وبحسب ما أراه، لا توجد هناك أي احتمالات لنشوب فتنة واسعة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com