عاجل

اشتباكات بين فصائل فلسطينية وقوات إسرائيلية في محيط مدينة جنين بالضفة الغربية

logo
العالم العربي

خبراء: غموض وتعقيدات تعرقل تنفيذ مقترح بايدن لإنهاء حرب غزة

خبراء: غموض وتعقيدات تعرقل تنفيذ مقترح بايدن لإنهاء حرب غزة
01 يونيو 2024، 5:34 م

أثار ترحيب حركة حماس وإسرائيل بمقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن التهدئة في قطاع غزة، تساؤلات حول إمكانية تطبيق المقترح بسبب تعقيداته وبعض الغموض الذي يكتنفه، وفقاً لمحللين، تزامناً مع تعثر المفاوضات التي يديرها الوسطاء الإقليميون.

ويوم أمس الجمعة، قدم بايدن مقترحًا للتهدئة بغزة يشمل 3 مراحل، الأولى تستمر لـ6 أسابيع تشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية، والثانية إطلاق سراح المحتجزين، والثالثة تنفيذ خطة إعمار شاملة للقطاع.

موافقة إسرائيل وحماس

وأكدت حماس، أنها تنظر بإيجابية لمقترح بايدن، ومستعدة للتعامل بشكل إيجابي وبناء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من غزة، وإعادة الإعمار وعودة النازحين وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى، مشددة على ضرورة إعلان إسرائيل الالتزام الصريح بذلك.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "الحكومة الإسرائيلية موحدة في الرغبة في إعادة الرهائن في أسرع وقت، وإن الحرب في غزة لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك عودة جميع المختطفين، والقضاء على قدرات حماس".

وأوضح أن "الخطوط العريضة الدقيقة التي تقترحها إسرائيل في المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي، بما في ذلك الانتقال المشروط من مرحلة إلى أخرى، تسمح لإسرائيل بالحفاظ على هذه المبادئ"، ما يعني موافقة على المقترح.

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، قولهم، إن "مقترح بايدن هدفه تعبئة الدعم الدولي والضغط على حركة حماس"، مؤكدين أن الأمر يتوقف على قبول حماس بالعودة لطاولة المفاوضات.

خطوط عامة

ويرى المحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، أن "مقترح الرئيس الأمريكي يمكن اعتباره بمثابة خطوط عامة يمكن البناء عليها من أجل التوصل لاتفاق مبدئي بين حماس وإسرائيل"، لافتًا إلى أن ذلك يحتاج للتوافق على بعض النقاط.

هناك نقاط كثيرة يجب التوافق عليها قبل توصل الطرفين لاتفاق.
مصطفى إبراهيم

وقال لـ"إرم نيوز"، إن "هناك نقاطاً كثيرة يجب التوافق عليها قبل توصل الطرفين لاتفاق، أبرزها طبيعة وقف إطلاق النار وإن كان دائمً أم مؤقتًا، والمساعدات التي ستدخل للقطاع خلال فترات التهدئة الثلاث، والجهات المسؤولة عن توزيعها".

وأوضح إبراهيم أن "هناك 3 نقاط رئيسة يجب التوافق عليها والتي تعتبر محط خلاف بين طرفي الحرب بغزة، وهي: عودة النازحين، والانسحاب الإسرائيلي من غزة، وأسماء الأسرى والمحتجزين المنوي الإفراج عنهم"، مشددًا أن هذه النقاط قد تفجر أي اتفاق للتهدئة.



وبين أن "هذه النقاط تحتاج لمشاورات معمقة بين الوسطاء وطرفي النزاع من أجل التوصل لاتفاق مرضٍ للطرفين"، لافتًا إلى أن أي مشاورات بهذا الشأن مرهونة بالضغوط التي يمارسها الوسطاء والولايات المتحدة على طرفي القتال.

ورجح أن يكتسب "المقترح الأمريكي النجاح، خاصة وأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تغامر بمكانتها الدولية ودورها في الشرق الأوسط"، مبينًا أن طرفي القتال سيستجيبان بشكل غير مسبوق للتحرك الأمريكي.

أهداف أمريكية

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد رفيق عوض، أن "المقترح قُدم من الإدارة الأمريكية بهدف إحراج الحكومة الإسرائيلية بما يحقق جملة من الأهداف أبرزها التوصل لصيغة يمكن أن تؤدي لوقف الحرب في غزة".

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "إدارة بايدن تسعى لتحقيق هدف من اثنين من خلال المقترح الجديد، الأول إنزال حكومة نتنياهو عن الشجرة، وإجبارها على وقف الحرب بالقوة، والثاني محاولة تفكيك الحكومة التي ترفض وقف الحرب".

وأشار عوض إلى أن "تحقيق أمريكا لأحد الهدفين يمثل انتصارًا سياسيًا لإدارة بايدن التي ترغب باستبدال حكومة نتنياهو، وترفض التعامل مع وزرائها اليمينيين"، مشيرًا إلى أن أمريكا ستمارس ضغوطًا غير مسبوقة على نتنياهو وحكومته.

المقترح الأمريكي بكامل تفاصيله ليس جديدًا وسبق أن وافقت عليه حماس، وإسرائيل لم توافق عليه

وأضاف أن "المقترح الأمريكي بكامل تفاصيله ليس جديدًا وسبق أن وافقت عليه حماس، وإسرائيل لم توافق عليه"، متابعًا: "لهذا السبب ألصقت الولايات المتحدة المقترح زورًا بإسرائيل باعتبار أنها الجهة التي قدمته".

ولفت عوض إلى أن "المقترح وعلى الرغم من خطوطه العريضة الإيجابية؛ إلا أنه لا يزال بحاجة لمناقشات مطولة للاتفاق على التفاصيل كافة"، لافتًا إلى أن أي موقف إعلامي من المقترح لا يمكن أن يكون الموقف النهائي لأي من الطرفين.

مقترح غامض

ويرى المحلل السياسي، رياض العيلة، أن "المقترح وبالرغم من تركيزه على الشروط التي تطالب بها حماس؛ إلا أنه يبقى غامضًا لعدم وضوح التفاصيل المتعلقة بآليات تنفيذه وأعداد الأسرى المتوقع الإفراج عنهم وأسمائهم، وآلية إعادة الإعمار، ومواقع تمركز الجيش الإسرائيلي والمنطقة الأمنية العازلة".

هناك غموض فيما يتعلق باليوم التالي للحرب.
رياض العيلة

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "هذه التفاصيل يمكن أن تكون محط خلاف كبير بين حماس وإسرائيل، وأن تؤدي لتفجر المفاوضات والعودة لنقطة الصفر بين الجانبين"، لافتًا إلى أن ذلك سيكون في صالح اليمين الإسرائيلي.

وقال العيلة إن "هناك غموضًا أيضاً فيما يتعلق باليوم التالي للحرب؛ إلا أن موافقة حماس عليه تأتي لأنها أدركت أن الاتفاق سيبقي على حكمها للقطاع، وأن نتنياهو فشل في القضاء على الحركة، ما يعتبر هزيمة له ولحكومته".

وأشار إلى أن "هذا الأمر قد يدفع نتنياهو لوضع عراقيل أمام الاتفاق على التفاصيل المتعلقة بالاتفاق، وأنه سيمرر أي اتفاق على أساس الضغوط الممارسة عليه من قبل الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل"، مشددًا على أن أي اتفاق سيسقط حكومة نتنياهو.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC