عاجل

البيت الأبيض: إسرائيل عثرت على 6 جثث لرهائن لدى حماس بينهم مواطن أمريكي

logo
العالم العربي

بعد حرب غزة.. هل يمكن إحياء حل الدولتين؟

بعد حرب غزة.. هل يمكن إحياء حل الدولتين؟
05 نوفمبر 2023، 2:03 م

قال تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، إن "اليوم التالي" لنهاية الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس قد يكون بعد أسابيع أو أشهر لكنه سيأتي يومًا ما .

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا والتي قال فيها إن الحرب عندما تنتهي "لا بد أن تكون هناك رؤية لما سيأتي بعد ذلك، ومن وجهة نظرنا، يجب أن يكون حل الدولتين”.

وأردفت الصحيفة "وعلى خلفية دورات العنف المتكررة والاحتلال العسكري الذي دام أكثر من نصف قرن، يتفق الدبلوماسيون والمحللون على أن السلام الدائم يجب أن يتبع القتال الأكثر دموية بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ عقود."

وأضافت الصحيفة أن حل الدولتين للصراع المرير الذي عانت منه المنطقة منذ ما يقرب من قرن من الزمان والذي يقضي بتقسيم الأرض بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط لإقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية مستقلتين وذواتي سيادة تعيشان جنبًا إلى جنب، قد حظي مرارًا وتكرارًا بتأييد قادة العالم.

ورأت الصحيفة أنه ثبت أنه من المستحيل بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين التوصل إلى اتفاق، مشيرة إلى أنه "ومنذ انهيار المحادثات التي توسط فيها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عام 2014، ومع انتشار المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كان الإجماع على أن حل الدولتين قد مات."

وأفادت الصحيفة بأن وجهة النظر تلك تعززت من خلال استطلاعات الرأي التي أجريت قبل وقت قصير من الهجوم الذي شنَّته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مشيرة إلى أن الاستطلاع الذي أجراه مركز بيو للأبحاث في سبتمبر/أيلول الماضي وجد أن 35% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أنه "يمكن إيجاد طريقة لتعايش إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقلة بسلام" ــ وهو انخفاض قدره 15 نقطة مئوية منذ عام 2013.

وعلى الجانب الآخر أيضًا وجد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب أن 24% فقط من الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية يؤيدون حل الدولتين، مقارنة بـ 59% في عام 2012 إذ "كان الشباب الفلسطيني أقل حماسة بشكل ملحوظ من آبائهم." بحسب الصحيفة .

هل يمكن إحياء حل الدولتين؟

وتساءل تقرير الغارديان أنه وفي ضوء الحرب المستمرة والتوترات الإقليمية، ووجود المستوطنين في الدولة الفلسطينية المستقبلية فكيف سيبدو شكل هذه الدولة ؟

وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة عن يوسي ميكلبيرج، الزميل المشارك في المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" قوله : "لا توجد بدائل أخرى قابلة للتطبيق"، مضيفًا "حل الدولتين هو الخيار الأقل سوءًا بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء لتمكينهم من الحصول على حقوقهم السياسية والمدنية والإنسانية."

خليفة عباس الوحيد، هو مروان البرغوثي وهو أحد كبار زعماء حركة  فتح ويُنظر إليه كبطل من قِبل العديد من الفلسطينيين

ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست الإسرائيلي ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، يوسي بيلين وهو مفاوض السلام الإسرائيلي السابق قوله إن حل الدولتين  "هو الحل الوحيد - لا توجد منافسة واقعية".

لكن في المقابل اعتبر آرون ديفيد ميلر، مستشار شؤون الشرق الأوسط لكل من الإدارات الديمقراطية والجمهورية الأمريكية أن "علينا أن نميز بين الطموح والواقع"، محذرًا من أن “الاحتمالات منخفضة جدًّا جدًّا إنها في الأساس مهمة مستحيلة."

وتابع ميلر "إن هناك العديد من العقبات التي تقف في طريق حل الدولتين وليس أقلها أننا في أعقاب الحرب الحالية مباشرة سنكون أمام مجتمعين مصابين بصدمة عميقة".

وشددت الصحيفة على أن "الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل تعارض بشدة فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، وقد عرقل زعيمها بنيامين نتنياهو التقدم في هذه القضية لسنوات عديدة".

ورأت الصحيفة أنه وفيما لا يتوقع كثيرون أن يظل نتنياهو رئيسًا للوزراء بمجرد انتهاء الحرب إلا أنه لا يوجد حاليًّا في إسرائيل بديل واضح مؤيد للسلام في الانتظار.

وتابعت الصحيفة أما السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس والذي غاب إلى حد كبير عن الساحة في الشهر الماضي، فهي سلطة غير فعالة وتفتقر إلى المصداقية لدى الجمهور .

 وقد استمرت ولاية الرئيس عباس البالغ من العمر 87 عامًا ما يقرب من 19 عامًا.

ورأت الصحيفة أن خليفة عباس الوحيد، هو مروان البرغوثي وهو أحد كبار زعماء حركة  فتح وينظر إليه كبطل من قبل العديد من الفلسطينيين، لكن البرغوثي يقبع الآن في السجون الإسرائيلية منذ 21 عامًا، ويقضي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل.

وفي هذا الصدد اعتبر يوسي ميكلبيرج زميل معهد تشاتام هاوس، أن ما يفتقده الجانبان هو القيادة والإرادة السياسية قائلًا إنه “يتعين على الجانبين أن يستيقظا بعد هذه الحرب الرهيبة وأن يبحثا عن قيادة جديدة”.

أما أمريكيًّا وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة هي المحرك التقليدي لعملية السلام في الشرق الأوسط، فمن المحتمل أن يتم نفاد طاقات بايدن في القتال من أجل الاحتفاظ برئاسته على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة.

مشيرة إلى أنه إذا ما خسر بايدن السباق الرئاسي أمام دونالد ترامب، فإن فرص إحياء حل الدولتين تقترب من الصفر.

وبالنسبة للدول العربية التي قالت الصحيفة إن من شأنها أن تلعب دورًا حاسمًا في أي عملية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فرأت الصحيفة أن هذه الدول قد يتم تقييدها بسبب الغضب السائد بين شعوبها إزاء الأعداد الهائلة من القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية اليائسة في غزة.

حل الدولتين وقضايا الوضع النهائي

ورأت الصحيفة أنه حتى لو كانت إسرائيل والفلسطينيين والولايات المتحدة والدول العربية جميعها عازمة على المضي قدمًا في عملية سلام جديدة، فإن تحديات الوضع النهائي التي تواجه أي اتفاق ستبقى مطروحة على الطاولة وهي قضايا الحدود والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومستقبل القدس، و"حق العودة" للاجئين الفلسطينيين وأحفادهم، وقضايا الأمن وغزة .

ونقلت الصحيفة عن المحامية الفلسطينية هبة الحسيني، من رام الله قولها " إن المبادئ العامة للاتفاق تم قبولها لسنوات عديدة نحن نعرف كيف سيكون حل الدولتين."

وقالت الصحيفة إن الحسيني وبيلين طرحا اقتراحًا بإنشاء "كونفدرالية إسرائيلية فلسطينية" وهي بمثابة "تعايش بين دولتين ذواتي سيادة" لمعالجة عدد من القضايا .

وأردفت الصحيفة "سيتم دمج بعض المستوطنات اليهودية القريبة من "الخط الأخضر" قبل عام 1967 وخط اتفاق الهدنة الذي تم رسمه في عام 1949 في نهاية الحرب العربية الإسرائيلية، والذي أعقب إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948، مع منح تعويضات بالإضافة إلى تبادل الأراضي من أجل إقامة دولة فلسطينية جديدة وهو مبدأ مقبول على نطاق واسع من قبل جميع الأطراف."

رأت الصحيفة أن فكرة " الدولة الواحدة " والتي تعني وجود دولة ديمقراطية واحدة على الأرض التي أصبحت الآن إسرائيل والأراضي الفلسطينية يعني حتمًا نهاية "الدولة اليهودية"

وتابعت "وبموجب خطة الكونفدرالية، سيكون الإسرائيليون الذين يعيشون في مستوطنات أعمق في الضفة الغربية قادرين على اختيار ما إذا كانوا سينتقلون إلى منازل داخل إسرائيل أو البقاء حيث هم كمواطنين إسرائيليين مقيمين دائمين في فلسطين، ويوافقون على الالتزام بقوانين الدولة الجديدة وسيتمكن عدد مماثل من المواطنين الفلسطينيين من الانتقال إلى إسرائيل بالشروط ذاتها".

القدس مدينة مفتوحة

وأشارت الصحيفة إلى أنه وبموجب هذه الخطة فستصبح مدينة القدس القديمة، موطن الأماكن المقدسة الإسلامية واليهودية والمسيحية المهمة، "مدينة مفتوحة" تدار بشكل مشترك من قبل البلدين وسيتم توسيع المدينة المفتوحة لاحقًا لتشمل جميع الأحياء اليهودية والإسلامية في القدس.

أما غزة بحسب الحسيني فإنه “لا يمكن استبعادها” من الدولة الفلسطينية المستقبلية وستكون هناك حاجة إلى وجود ممرات برية بين الضفة الغربية وقطاع غزة للسماح بالوصول، معتبرة أن هناك "بالفعل مخططات لإقامة هذه  الممرات".

ورأت الصحيفة أنه "وبموجب هذه المخططات القائمة فسيكون للدولة الفلسطينية قوة شرطة ولكن ليس جيشًا أو قوة جوية وسيُسمح لعدد رمزي من أحفاد اللاجئين الفلسطينيين بالعودة للعيش في إسرائيل."

الدعم الشعبي و"حل الدولة الواحدة"

وشددت الحسيني على أن مبدأ الدولتين اللتين تعيشان جنبًا إلى جنب "ليس ممكنًا فحسب، بل مهم أيضًا"، مضيفة “قبل هذه الحرب، كانت هناك سياسة “إدارة” الصراع ومن الواضح الآن أنها كانت سياسة فاشلة”.

من ناحية أخرى اعتبرت الصحيفة أن "حل الدولة الواحدة اكتسب قدرًا كبيرًا من الاهتمام، وخاصة بين الفلسطينيين ومؤيديهم، في غياب أي تحركات نحو إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية."

لكن في المقابل رأت الصحيفة أن فكرة " الدولة الواحدة " والتي تعني وجود دولة ديمقراطية واحدة على الأرض التي أصبحت الآن إسرائيل والأراضي الفلسطينية يعني حتمًا نهاية "الدولة اليهودية" إذ سيصبح اليهود أقلية بين سكان الدولة الواحدة.

وأفادت الصحيفة وفقًا لمكتب الإحصاء الإسرائيلي العام الماضي، بأن اليهود كانوا يشكلون 74% من سكان إسرائيل، أي 7 ملايين نسمة فيما بلغ عدد السكان العرب في إسرائيل 21%، أو ما يقرب من 2 مليون نسمة.

 وفي هذا العام، قدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة بنحو 5.5 مليون نسمة وإذا أضفنا ذلك إلى المليوني فلسطيني الذين يعيشون في إسرائيل، فإن المجموع يصل إلى ما يقرب من 7.5 مليون - أي أكثر من عدد السكان اليهود في إسرائيل، مضيفة أن السكان الفلسطينيين أصغر سنًّا بكثير من اليهود وبالتالي فهم ينمون ويتكاثرون بشكل أسرع.

وقال يهودا شاؤول، من مؤسسة  "أوفيك"، الإسرائيلية المستقلة المكرسة للدفاع عن حل الدولتين، إن فكرة "الدولة الواحدة غير واقعية".

 مضيفًا “هل يمكنك رؤية واقع يتخلى فيه اليهود الإسرائيليون عن هيمنتهم الديموغرافية داخل الخط الأخضر، ويقررون تقاسم الأرض ويصبحون أقلية؟” لكنه أضاف أن "المشروع الوطني لدولة إسرائيل هو منع التوصل إلى حل الدولتين."

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC