ما مستقبل دارفور في حرب الجيش السوداني والدعم السريع؟

ما مستقبل دارفور في حرب الجيش السوداني والدعم السريع؟

هناك اتهامات طالت الجيش والشرطة بأنهما سلحا قبيلة المساليت ضد القبائل العربية، في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور.
المحلل السياسي السوداني عباس التجاني

أكثر من مئة قتيل أحصتهم لجنة طبية، هم حصيلة الاشتباكات العرقية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، التي اندلعت خلال الأيام الماضية، كواحدة من إفرازات حرب "الجيش والدعم السريع" في الخرطوم، على الإقليم المضطرب.

ويتخوف ناشطون ومثقفون من إقليم دارفور من أن تنعكس حرب الخرطوم، بصورة سلبية على الإقليم الهش أمنيا، مثل أن يندلع الصراع هناك على أساس العرق والقبيلة، ما يُدخل المنطقة كلها في حرب أهلية شاملة، لأن قبائل الإقليم لها امتدادات عرقية في دول الجوار.

وما يعزز التخوف من انفراط عقد الأمن في دارفور، هو أن غالب قوات الدعم السريع تتحدر من القبائل العربية في إقليم دارفور.

مخاوف الثأر

وقال المحلل السياسي السوداني الدكتور عباس التجاني، إن كثيرا من المجموعات العرقية بدارفور، لم تشف جراحها التي تسببت فيها قوات الدعم السريع خلال حرب نظام البشير السابق ضد الحركات المسلحة، ومن السهل أن تتولد لديها رغبة الثأر من الحاضنة الاجتماعية لهذه القوات.

وأضاف التجاني لـ"إرم نيوز"، أنه "من الوارد أن يستعين الجيش بمجموعة القبائل الإفريقية، في حربه ضد قوات الدعم السريع، كما استعان نظام المخلوع عمر البشير، من قبل بالقبائل العربية في حربه ضد الحركات المتمردة في الإقليم".

وذكر عباس التجاني أن هناك اتهامات طالت "الجيش والشرطة" بأنهما سلحا قبيلة المساليت ضد القبائل العربية، في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، خلال الأيام الماضية، مما أشعل فتيل الصراع المسلح الأخير.

بؤرة صراع

ويرسم الباحث في مركز الخاتم عدلان للاستنارة، أبو هريرة عبدالرحمن، صورة قاتمة لمستقبل إقليم دارفور في ظل استمرار الحرب بين الجيش والدعم السريع.

وقال عبدالرحمن إن "الإقليم قد يتحول إلى بؤرة صراع مشتعلة، يصل لهيبها إلى جميع دول المنطقة؛ ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن إقليم دارفور مرشح ليصبح قاعدة انطلاق لقوات الدعم السريع باعتباره الحاضنة الاجتماعية لها، في وقت يتوقع أن يكون الصدام العرقي داميا بين القبائل العربية التي ستقاتل بسلاح الدعم السريع، والقبائل الإفريقية التي تقاتل بسلاح الجيش والشرطة، باعتبار أن أغلب أبنائها يعملون في هذه القوات.

وأشار إلى أن مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، تشهد حالياً انقساما مجتمعيا حادا بين الجيش وقوات الدعم السريع، موضحا أن جنوب المدينة يقف مع الجيش الذي تقع قاعدته العسكرية هناك، بينما شمال المدينة يساند الدعم السريع الذي يسيطر على المنطقة بما فيها مطار نيالا.

ومع ذلك، أكد عبدالرحمن أن أصوات الحكمة والعقل التي تنطلق من بعض رجالات الإدارة الأهلية في الإقليم، قادرة على أن تجنبه الفتنة والسيناريوهات الكارثية التي تلوح في الأفق.

ومن جهته، يجزم المحلل السياسي محي الدين زكريا، بأن الأوضاع في إقليم دارفور لن تتدحرج إلى الحرب الأهلية، ما لم يوجد طرف ثالث يعمل على تأجيج الصراع، لأجندة تخصه.

وقال زكريا وهو مقيم في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، لـ"إرم نيوز" إن المجتمعات في الإقليم وصلت مرحلة الاكتفاء من القتل والدماء، وهي مستعدة أن تدخل في سلام مجتمعي الآن أكثر من استعدادها لخوض حرب جديدة.

واستدل المحلل بما جرى في مدينة الجنينة مؤخرا من قتال قبلي استمر لنحو أسبوع، قبل أن تتوقف الأطراف من تلقاء نفسها عن القتال، وتدخل قياداتها الأهلية في حوار مباشر حول جدوى الحرب، انتهى بتوقيع قبيلة المساليت ومجموعة القبائل العربية، على وثيقة وقف عدائيات ينتظر أن تصل إلى وقف الحرب بشكل نهائي.

أخبار ذات صلة
التعاون الخليجي يدين اقتحام مبنى الملحقية الثقافية السعودية في السودان

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com