مدينة بورتسودان
مدينة بورتسودانأرشيفية - أ ف ب

النزوح يفاقم أزمة مياه الشرب في بورتسودان

تستمر مأساة مدينة بورتسودان، التي تقع شمال شرق السودان على الساحل الغربي للبحر الأحمر، المتمثلة في عدم توفر مياه الشرب منذ سنوات عديدة.

ويعتمد سكان المنطقة أساسًا على مياه محطات التحلية التي تصل عبر براميل محمولة على عربات تجرها الحمير، وأحيانًا عبر شاحنات تُباع بأسعار مرتفعة، ولا سيما بعد تصعيد الأحداث في الخرطوم وموجة النزوح لمدينة بورتسودان.

وإثر الحرب، نقلت مؤسسات الدولة، وعلى رأسها مجلس السيادة السوداني، مقارها إلى مدينة بورتسودان، لتصبح "العاصمة البديلة" بعد أن تحولت الخرطوم إلى ساحة معارك وتعرضت البنية التحتية للتدمير جراء القصف.

آمال أحمد آدم تعاني من قلة المياه الصالحة للشرب، حيث تبحث لساعات طويلة حتى تجد مياهًا نقية قابلة للاستخدام، من أجل أسرتها الصغيرة المكونة من ثلاثة أطفال.

سيدات يملأن الماء من "السقا"
سيدات يملأن الماء من "السقا"إرم نيوز

وتقول آمال (35 عامًا)، لـ"إرم نيوز"، إن "مشكلة المياه في بورتسودان ليست جديدة.. وأحيانا لا نجد مياهًا نظيفة للشرب بما يقارب يومًا كاملًا، ونضطر لشراء مياه التحلية، وهي عبارة عن مياه يتم تعقيمها لتبدو صالحة للاستخدام".

وتضيف: "أحيانًا يجلب بائعو المياه مياهًا ملوثة لها لون وطعم ورائحة، ولا يمكن استخدامها إلا بعد غليها في النار، وإضافة بعض القرنفل"، معربة عن تخوفها من الإصابة بمرض الكوليرا الذي تفشّى في شرق السودان بحسب وزارة الصحة السودانية.

وتشتري آمال ستة أطنان من المياه النقية شهريًّا بمبلغ 40 ألف جنيه سوداني (ما يعادل 40 دولارًا)، فيما لا تغطي شبكات المياه العمومية معظم أحياء المدينة، خاصة الأحياء الشعبية التي استقبلت عددًا كبيرًا من النازحين من جحيم الحرب في الخرطوم، ما زاد الضغط على المياه الصالحة للشرب.

بينما استهجنت نادية أبو بكر أحمد، النازحة من ولاية الخرطوم، بيع المياه في مدينة بورتسودان، بدل الحصول عليها بفواتير رمزية مثل مدينة الخرطوم.

نادية، نازحة من الخرطوم
نادية، نازحة من الخرطومإرم نيوز

وتقول لـ"إرم نيوز": "في كل صباح أبدأ رحلة البحث عن الماء النقي الصالح من محطات التحلية وأحيانًا من السقا (بائع الماء)، وأحيانًا تكون المياه ملوثة وفيها رواسب وطعم ورائحة كريهة نضطر لغليها أو إضافة الليمون عليها، خوفًا من تسببها باضطرابات في المعدة".

وتضيف نادية: "أنفق خمسة آلاف جنبه سوداني يوميًّا لشراء مياه تكفي احتياج أسرتي".

"السقا" مصطفى علي همنباب يقول لـ"إرم نيوز": "أشتري المياه من خزانات بعيدة جدًّا خارج مدينة بورتسودان وذات تكلفة عالية، أو من محطة تحلية المياه، أو من محطة الشاحنات، أو من آبار أربعات".

مصطفى، "سقا" في بورتسودان
مصطفى، "سقا" في بورتسودانإرم نيوز

ويؤكد همنباب أن "المياه أحياناً تكون غير نقية؛ فمثلاً مياه أصحاب الخزانات ملوثة وغير صالحة للشرب، يتم جلبها من خور دار السلام، وهذا الخور تتجمع فيه مياه الأمطار والسيول".

ويضيف: "لا نجد مياهاً نظيفة دائماً؛ فمثلاً أصحاب الخزانات يملؤونها بمياه ملوثة ويجلبونها من الأودية، مثل خور دار السلام.. والسلطات السودانية ألقت القبض مؤخراً على عشرة تناكر (سيارات جلب المياه) تملأ من الخور وتباع للمواطنين".

ويقول محمد عمر، جيولوجي، لـ"إرم نيوز"، إن "منطقة بورتسودان تتكون من صخور الأساس التي تفتقر للطبقات الرسوبية (الأحواض الرسوبية) التي تحمل المياه الجوفية في مسامها عكس الأحواض الرسوبية في السودان كالحوض النوبي الذي يغطي معظم أراضي السودان وجزءا من مصر".

أخبار ذات صلة
السودان.. نقص حاد في الماء وثلث السكان بحاجة لدعم عاجل

ويضيف: "هذا الحوض مقسم إلى عدة أحواض، مثل: حوض الجزيرة، وحوض الخرطوم، وحوض النيل الأبيض، وحوض النيل الأزرق، وحوض البقارة.. والمياه القليلة الموجودة في كسور الصخور المتحولة سريعة التجوية (التفتت)، وهذا سبب نقص المياه النقية".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com