الأمم المتحدة تحذر مجلس الأمن من مجاعة وشيكة في غزة
أصدرت الأمم المتحدة، السبت، تحذيرا شديد اللهجة إلى مجلس الأمن، من مجاعة وشيكة في غزة، وفق ما جاء في مجلة " فورين أفيرز" الأمريكية.
وبحسب المجلة، فإن "المجاعة التي تلوح بالأفق قد تؤدي إلى عدد مذهل من الوفيات يتجاوز تلك الناجمة عن الحرب، إلا أنه لا يزال هناك نافذة ضيقة لفرصة تجنب هذه الكارثة، شريطة اتخاذ إجراءات فورية."
وقالت "لا يمكن التنبؤ بالمجاعة فحسب، بل يمكن الوقاية منها أيضا، بوسع أنظمة الإنذار المبكر المتقدمة أن تتنبأ بمخاطر المجاعة بدقة ملحوظة، أشبه بتنبؤات الأعاصير، ولاسيما أن المنظمات الإنسانية تمتلك إستراتيجيات راسخة للتخفيف من مثل هذه الأزمات، بما في ذلك توزيع المنتجات الغذائية الغنية، وعلاجات سوء التغذية المبتكرة، وتدخلات الصحة العامة".
وأضافت أنه "من المؤسف أن العقبات السياسية الإسرائيلية، تعمل على تفاقم محنة غزة وإعاقة جهود الإغاثة، وأن حوادث مثل قصف قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة رغم حصولها على تصريح مسبق، تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها وكالات الإغاثة؛ ما يعيق قدرتها على تنفيذ التدابير الحيوية للوقاية من المجاعة".
وأردفت أن "الولايات المتحدة تملك المفتاح للتحذير من الكارثة الوشيكة، ولاكتساب المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى زخماً، يتعين على الولايات المتحدة أن تستفيد من علاقتها مع إسرائيل لتسهيل التدخل الإنساني على نطاق واسع، يتعين على الرئيس جو بايدن إعطاء الأولوية لمنع المجاعة والاستعداد لممارسة ضغوط كبيرة، بما في ذلك تعليق مبيعات الأسلحة، إذا لزم الأمر".
ولمعالجة الأزمة المباشرة، من الضروري القيام بعملية مساعدات شاملة، منها استعادة إمكانية الوصول إلى الغذاء من خلال زيادة عمليات تسليم المساعدات والواردات التجارية، إضافة إلى توسيع إمدادات الوقود لدعم الخدمات الأساسية، وتكثيف الجهود الرامية إلى مكافحة سوء التغذية، مع التركيز على الفحص والعلاج وتوزيع الأغذية العلاجية، وإعادة بناء مرافق الرعاية الصحية لإدارة تفشي الأمراض.
ودعت إلى "أهمية إعطاء الأولوية للحصول على المياه النظيفة ومواد الإيواء المؤقتة، للتخفيف من انتشار المرض وتخفيف المعاناة الإنسانية، وإنشاء آليات لحماية العاملين في المجال الإنساني والمرافق الإنسانية من الضربات العسكرية؛ الأمر الذي يعد ضروريا لضمان فعالية جهود الإغاثة".
وختمت المجلة بقولها "رغم التحديات، فإن المجاعة في غزة ليست حتمية بعد، ومع التحرك الحاسم والتعاون الدولي، لا يزال هناك أمل في التحذير من هذه الكارثة الإنسانية، إلا أنه يتطلب اهتماما فوريا وجهودا متضافرة لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة، فمع تدهور الوضع في غزة، لا يستطيع العالم أن يغض الطرف عن معاناتها".
