إعلانات الخير والفقراء.. موسم التبرعات الرمضاني المثير للجدل في مصر
إعلانات الخير والفقراء.. موسم التبرعات الرمضاني المثير للجدل في مصرإعلانات الخير والفقراء.. موسم التبرعات الرمضاني المثير للجدل في مصر

إعلانات الخير والفقراء.. موسم التبرعات الرمضاني المثير للجدل في مصر

ينطلق مع بداية شهر رمضان موسم إعلانات الجمعيات الخيرية والمنظمات والهيئات والمستشفيات لطلب التبرعات التي تستحوذ على أكثر من 50% من إعلانات الفضائيات.

وتتكلف ملايين حيث وصلت تكلفتها العام الماضي إلى 50 مليون جنيه من خلال مشاهد تعرضها قد تكون حية وطبيعية أو شخصيات ممثلة.

الجمعيات الخيرية تتكفل التكلفة بالتعاون مع الجهة الراعية وهناك إعلانات مخفضة بنسبة تصل إلى 30% حيث يختلف سعر الإعلان من قناة لأخرى. وقد تصل تكلفة إعلان لمدة 30 ثانية في المرة الواحدة 50 ألف جنيه ولمدة 3 أيام يكلف الجمعية ما يصل لمليون و250 ألف جنيه.

ويختلف سعر الإعلان من قناة إلى أخرى حسب شعبية القناة ومدة الإعلان وميعاد عرضه، وقد تُحسب في قنوات بالثواني وفي قنوات أخرى تحسب بالدقيقة حيث قد تصل الثانية لـ16 ألف جنيه للمرة الواحدة ويختلف وقت الذروة عن الوقت العادي، ويبلغ سعر الثانية الواحدة في قنوات الأفلام والدراما إلى الدقيقة 1500 جنيه.

وفيما يصل في قنوات مثل الحياة ودريم وسي بي سي والنهار إلى 16 ألف جنيه للمرة الواحدة، بمتوسط 30 ثانية فتصل تكلفة الإعلان الواحد 50 ألف جنيه حيث تلجأ بعض القنوات لنظام الباقة للإعلانات بأن يصل قيمة الـ30 ثانية في اليوم 100 ألف، ويكون في الشهر حوالي 3 ملايين جنيه.

وسط هذه الإعلانات الخيرية التي يراها البعض تشوه المجتمع المصري وتتاجر بآلام الناس، بهدف السعي لجذب الملايين تؤكد هذه المنظمات بأن قانون الجمعيات يتيح لها الإعلان للحصول على التبرعات، وأن شهر رمضان الموسم الأكبر لها، وأن الكلام عن تكلفتها بالملايين مبالغ فيه، وأن عائدها يكون 10 أضعاف تكلفة الإعلان.

وتوجد شركات راعية قد تتحمل تكلفة الإعلانات أو تساهم بالجزء الكبير به مثل جمعية دار الأورمان ومؤسسة بهية التي ترعاها مؤسسة جهينة وتتحمل التكلفة وكذلك مستشفى 57357 التي تعتبر شركة المصرية للاتصالات أبرز رعاياها وتتحمل تكلفة الإعلانات.

وهناك بعض الجهات التي تتحمل حملتها الإعلانية مثل بنك الطعام الذي تكون إعلاناته مدفوعة الأجر، كما تقوم بعض القنوات بتخفيض التكلفة بنسبة تصل لـ30% كما تضع مؤسسة مصر الخير 30 مليونا لتكلفة الإعلانات في شهر رمضان وبنك الشفاء الذي يضع نصف مليون للإعلانات سنويًا.

من جانبها، قالت سحر الشربيني مدير العلاقات العامة بجمعية الأورمان، إن الإعلانات الرمضانية للجمعيات الخيرية ينظمها قانون الجمعيات حيث يسمح بنسبة معينة من دخل الجمعية بأن يتوجه لدعاية بشكل عام سواء كانت تلفزيونية أو صحفية أو إذاعية، حيث تلجأ الجمعية لدفع حوالي 4% من حجم الدخل السنوي لها للإعلانات مع تحمل الرعاة الجزء الأكبر من تكلفة الإعلان، وتشمل عددًا كبيرًا من البنوك والشركات.

وتابعت: "هناك بعض القنوات الفضائية مثل دريم تسمح بعمل الإعلان مجانًا وهناك قنوات تخفض نسب من تكلفة الإعلان تصل لـ40 % حيث تختلف الميزانية المخصصة للإعلانات من عام لآخر".

وأضافت في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن شهر رمضان من المواسم الأساسية للجمعيات الخيرية يختلف قيمة الإعلان به عن باقي السنة ويليه موسم الأضاحي والشتاء ويوم اليتيم، لافتة إلى أن مضمون الإعلان يختلف من حيث التكلفة فقد تلجأ المؤسسة للأشخاص الحقيقيين أو ممثلين، وأحيانًا يكون أغلب الإعلان جمل توصل فكرة الإعلان.

وحول ما يتردد عن استغلال الأطفال أو تشويه المجتمع اعتبرته كلامًا غير حقيقي، متابعة: "نحن نبرز مشاكل المجتمع وقضاياه واحتياجاته، إذ إن رمضان موسم لكل الجمعيات التي يعتمد عليها الجزء الأكبر من التبرعات السنوية لأي جمعية، فيتم التركيز عليه، كما أن ثقافة الشعب المصري تتمحور حول الزكاة الرمضانية خاصة في العشر الأواخر".

وتابعت أن "سعر الإعلان يختلف من قناة لأخرى حسب شعبية القناة ووقت عرض الإعلان ويوم عرضه ونسعى دائمًا للإعلان في القنوات الشعبية، كما يوجد بعض التسهيلات المقدمة من القنوات للإعلانات الخيرية، وترفض قنوات أخرى هذه الإعلانات الخيرية مكتفية بالإعلانات العادية"، مؤكدة أن الحديث عن أن تكلفتها بمليارات مبالغ فيه فهي تتكلف ولكن لها عائدها الذى يصل لعشره أضعاف ما تكلفه، فإذا تكلفت جنيها تدر عائد 10 جنيهات.

من جانبه، قال طلعت عبد القوي رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية، إن إعلانات الجمعيات الخيرية ينظمها قانون الجمعيات الأهلية التي تعتمد مواردها على اشتراكات الأعضاء والتبرعات والتمويل الخارجي ولكي تحصل الجمعية على التبرعات لتنمية مواردها تسعى للدعاية والإعلان عن نشاط المؤسسة لتحفيز المواطن على التبرع.

وأضاف عبد القوي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أنه من الناحية التسويقية، فإن كل جنيه يصرف يأتي مقابله عائد مضاعف قد يصل لعشرة جنيهات حسب قيمة المشروع وأهميته.. قد يُصرف مليون على الحملة الإعلانية ويدر عائدًا 5 ملايين، مؤكدًا بأن الجمعية تنفق على الإعلان إما من خلال الرعاة أو من خلال أموال التبرعات التي تجمعها، وتعتبر إدارة هذه الأموال التي تدر أضعاف ما تنفقه وقد تعرض بعض القنوات الفضائية إعلانات الجمعية مجانًا أو توجه الجمعية جزءًا من دخلها السنوي للإعلانات بنسبة تصل لـ4%.

وتابع أن ما تتضمنه الإعلانات من مشاهد إنسانية أليمة لأطفال، تلجأ إليها لبيان كم الحاجة للمساعدة والفقر والمعاناة يراها البعض تشويهًا للمجتمع ولكن يمثل الاحتياج الذي يعانيه الكثير.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com