حسني مبارك حرًا.. أقصى أمانيه سفيرًا في لندن لكنه حكم مصر 30 عامًا
حسني مبارك حرًا.. أقصى أمانيه سفيرًا في لندن لكنه حكم مصر 30 عامًاحسني مبارك حرًا.. أقصى أمانيه سفيرًا في لندن لكنه حكم مصر 30 عامًا

حسني مبارك حرًا.. أقصى أمانيه سفيرًا في لندن لكنه حكم مصر 30 عامًا

من حاكم مطلق لمصر لثلاثين عاما إلى أول رئيس مصري يقدم للمحاكمة ويسجن إثر ثورة شعبية أطاحت به في العام 2011، عاد حسني مبارك (88 عاما) حرا بعد حوالي ست سنوات من السجن أمضى معظمها في المستشفى العسكري.

ومطلع الشهر الجاري، حصل مبارك على حكم نهائي بالبراءة من تهم قتل المتظاهرين والفساد.

وكان اتهم بالتورط في قتل 850  متظاهرا أثناء الثورة الشعبية التي أسقطته في شباط/فبراير 2011 بعد 18 يوما من التظاهرات خاصة في ميدان التحرير في القاهرة ضد نظامه الذي اتسم بقبضة بوليسية وشبهات الفساد، كما يقول معارضوه.

وأوقف مبارك في نيسان/إبريل 2011، ثم بدأت محاكمته في آب/أغسطس من العام نفسه بتهم التواطؤ في قتل متظاهرين مناهضين له وبتهم الفساد.

ومع بداية محاكمته، دخل قفص الاتهام ممددا تحت أنظار العالم والمصريين، لكن محاكمته بدأت تفقد الزخم والمتابعة مع تطورات صعود الإخوان المسلمين إلى الحكم، ثم الإطاحة بهم لاحقا.

وحكم على مبارك في حزيران/يونيو 2012 بالسجن المؤبد (25 سنة) بعد إدانته بالتواطؤ في قتل مئات المتظاهرين المناهضين له خلال ثورة 2011 وبالفساد، لكن محكمة أعادت محاكمته برأته في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 من تهم بالفساد ، خاصة في صفقة بيع غاز طبيعي مصري لإسرائيل بأسعار أقل من السوق. وثبتت محكمة النقض ذلك في حزيران/يونيو 2015.

وفي الثاني من آذار/مارس الجاري، اصدر محكمة النقض حكما نهائيا غير قابل للطعن، ببراءة مبارك من تهمة قتل المتظاهرين، ليوافق النائب العام بعدها بأيام على إخلاء سبيله مع إبقائه ممنوعا من السفر.

وكان مبارك قال في مداخلة نادرة  خلال فترة توقيفه عبر الهاتف لبرنامج في محطة فضائية محلية تعليقا على الاتهامات بحقه في العام 2014 "أنا لم ارتكب شيئا إطلاقا".

وقتل نحو 850 متظاهرا في مواجهات مع الشرطة عبر البلاد إبان الانتفاضة التي أطاحت مبارك الذي تنازل عن السلطة في 11 شباط/فبراير 2011 وسلم السلطة للمجلس العسكري ثم غادر للإقامة في شرم الشيخ.

ورويدا رويدا، تحولت المشاعر السلبية في الشارع والإعلام تجاه مبارك وعصره إلى تعاطف مع الرجل الطاعن في السن إلى حنين إلى عهده الذي اتسم  بالاستقرار الاقتصادي خاصة مع تردي الأحوال الاقتصادية للمصريين بشكل حاد خلال السنين الماضية.

سجين في المستشفى

تحت ضغط الشارع آنذاك، تم القبض على مبارك ونجليه علاء وجمال واحتجزوا في سجن طرة قبل إحالتهم للمحاكمة.

وعانى مبارك من اكتئاب حاد وصعوبة في التنفس ومشاكل قلبية وارتفاع في ضغط الدم، ونقل أكثر من مرة إلى المستشفى منذ إيداعه السجن خاصة بعد إصابته بجلطة دماغية في نهاية حزيران/يونيو 2012 وسقوطه في الحمام في 19 كانون الأول/ديسمبر من العام ذاته.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2012ـ، نقل إلى مستشفى المعادي العسكري لإصابته بارتشاح في الرئة وكسور في الضلوع. ومنذ ذلك الحين لم تصدر أي معلومات تفصيلية عن حالته الصحية.

وفي أيار/مايو 2015، ثبتت محكمة مصرية حكما نهائيا بالسجن ثلاث سنوات على مبارك ونجليه بتهمة اختلاس أكثر من 10 ملايين يورو، كانت مخصصة لصيانة القصور الرئاسية.

وفتح الباب أمام تولي مبارك الرئاسة عند اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات العام 1981 حيث كان نائبا للرئيس في وقت لم يكن أحد يتوقع مستقبلا كبيرا لهذا الرجل الذي يفتقد إلى الكاريزما.

وذكر مقربون له أن أقصى أمانيه كانت أن يعين سفيرا لمصر في لندن بعد تقاعده من منصبه العسكري.

شخصية عنيدة

عرف عن مبارك أنه رجل براغماتي غير أنه فقد شيئا فشيئا صلته بالشعب وأصبح عنيدا ومتكبرا واعتمد على جهاز امني مخيف وحزب يأتمر بأوامره ليحكم البلاد بشكل فردي طوال ثلاثين عاما، كما يقول المعارضون لحكمه.

ورغم كل الاحتجاجات تمسك بمعاهدة السلام التي ابرمها سلفه مع إسرائيل العام 1979 وحرص على أن يظل ضمن ما عرف بمعسكر الاعتدال في العالم العربي فضمن تأييد الغرب لنظامه، خاصة الولايات المتحدة التي ظل حليفا لها على الدوام.

وظل مبارك بشعره الأسود المصبوغ وبنظرته التي كان يخفيها في غالب الأحيان خلف نظارات سوداء، وجها مألوفا في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.

وتلقى مبارك نصائح ودعوات من دول عربية عدة لاستضافته بهدف تجنب ملاحقته قضائيا، لكنه أصر على البقاء في مصر حتى مع بدء مساعي محاكمته.

من دلتا مصر إلى الجندية فقصر الاتحادية

ولد محمد حسني مبارك في الرابع من ايار/مايو 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر، وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش إلى أن أصبح قائدا للقوات الجوية ثم نائبا للرئيس في نيسان/ابريل 1975.

وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال ما جعله يرفض رفع حالة طوارئ في البلاد على مدى توليه الحكم.

وقد غذى صعود نجم نجله الأصغر جمال القريب من أوساط رجال الأعمال، الشكوك بشأن عملية "توريث" للحكم خلال الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في أيلول/سبتمبر 2011 ما أدى إلى احتجاج المعارضة.

ولمبارك ابن آخر هو علاء نجله البكر من زوجته سوزان ثابت التي كان يقال بان تأثيرها كان كبيرا على زوجها في قصر الاتحادية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com