بعد مصادقة مجلس الشيوخ.. فريدمان سفيرًا لأمريكا في إسرائيل
بعد مصادقة مجلس الشيوخ.. فريدمان سفيرًا لأمريكا في إسرائيلبعد مصادقة مجلس الشيوخ.. فريدمان سفيرًا لأمريكا في إسرائيل

بعد مصادقة مجلس الشيوخ.. فريدمان سفيرًا لأمريكا في إسرائيل

صادق مجلس الشيوخ الأمريكي رسميًا على تعيين المحامي اليهودي ديفيد فريدمان سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، بأغلبية 52 نائبًا ومعارضة 46 آخرين، وهي الخطوة التي تأتي عقب جلسة استماع أمام لجنة الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ منتصف شباط/ فبراير الماضي، وبذلك يخلف فريدمان السفير الأمريكي السابق في إسرائيل دان شابيرو.

وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس لمصادقة مجلس الشيوخ على تعيين فريدمان، وكتب عبر حسابه على "تويتر" أن السفير الجديد "سيُستقبل بحفاوة كبيرة كممثل للرئيس ترامب وكصديق عزيز لإسرائيل".

واستدعت لجنة الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ فريدمان منتصف الشهر الماضي لجلسة استماع روتينية قبيل المصادقة، لكنها جاءت على وقع الضجة الكبيرة التي أحدثها اختيار الرئيس دونالد ترامب لتلك الشخصية الداعمة بشكل منقطع النظير للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وشهدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي خلافات خلال جلسة الاستماع التي خصصت وقتها لتقييم مواقف وآراء فريدمان قبيل اتخاذ القرار النهائي، وأقر السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام بأن ثمة خلافات بينه وبين فريدمان بشأن جملة من القضايا، وقال إن الأخير طالما أطلق تصريحات وعبر عن مواقف لا يتفق معها، لكنه في النهاية أشار إلى تأييده الكامل لتعيينه سفيرًا لبلاده في الدولة العبرية، بزعم امتلاكه الخبرات الكافية لمباشرة مهام هذا المنصب.

وقال السيناتور الديمقراطي المخضرم بن كارين، إنه قلق في ضوء مواقف فريدمان، وتوجه إلى الأخير ببعض الأسئلة، من بينها: "كيف سيمكنك أن تمثل مواقف كل الأمريكيين في الوقت الذي لديك انحيازات محددة تجاه الإسرائيليين؟"، كما وجّه إليه سؤالاً: "هل ستلتزم بالسياسات الأمريكية المتأصلة منذ سنوات طويلة والتي تقوم على حل الدولتين للشعبين؟"، معبرًا عن شكوكه في إمكانية التزامه بذلك.

وتحدث فريدمان خلال جلسة الاستماع عن حل الدولتين، وزعم أنه "يبقى الحل الأفضل من أجل السلام في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أنه في حال استطاع الإسرائيليون والفلسطينيون التوصل إلى مفاوضات بشأن حل الدولتين، فإنه سيكون سعيدًا بذلك، لافتًا إلى أنه مع توصل الطرفين إلى حل الدولتين الذي بدأت بلورته إبان اتفاقيات أوسلو العام 1993.

وتابع  أن ما وصفه بـ "الإرهاب" شهد قفزات كبيرة منذ الاتفاقيات المشار إليها في مقابل الفترة التي سبقتها، رغم أنه كان يفترض أن تمهد هذه الاتفاقيات الطريق أمام الدولة الفلسطينية.

وبرر فريدمان روايته بشأن الشكوك التي تساوره بشأن إمكانية تنفيذ حل الدولتين، وقال خلال جلسة الاستماع إنه أعرب عن شكه لأنه ظن أن "هناك رفضًا من جانب الفلسطينيين للتنصل من "الإرهاب" والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية"، على حد قوله.

 ونوه فريدمان إلى أنه لا يظن أن أحدًا في العالم سيدعم دولة تشهد مستويين متباينين من المعيشة والحقوق، مضيفًا: "لا أعرف إسرائيليين، حتى ممن ينتمون لليمين، يمكنهم القبول بذلك"، على حد زعمه.

انقسام حاد

ونشر موقع "إن. آر. جي" الإسرائيلي مساء الخميس تقريرًا حول ردود الفعل بين الأوساط اليهودية بالولايات المتحدة الأمريكية عقب المصادقة على تعيين فريدمان، وقال إن هناك انقسامًا حادًا إزاء هذه الخطوة.

وطبقا لما أورده الموقع، فقد قابلت المنظمات اليسارية والإصلاحية  اليهودية في الولايات المتحدة مصادقة مجلس الشيوخ بغضب شديد، معتبرة أن الحديث يجري عن "فضيحة"، فيما رأت منظمات يهودية أخرى أن الحديث يجري عن "اختيار الشخص الصحيح للمكان الصحيح".

دبلوماسيون أمريكيون يرفضون

وكان العشرات من نشطاء منظمة "جي ستريت" الأمريكية اليهودية قد نظموا تظاهرات الشهر الماضي، احتجاجًا على تعيين فريدمان سفيرًا في إسرائيل، وانضم خمسة من السفراء الأمريكيين السابقين ممن خدموا في تل أبيب إلى مواقف المنظمة اليسارية المعارضة لتعيين فريدمان، وهم: السفير دان كارتسر، والسفير وليام هاروف، والسفير جيمس كانينغهام، وادوارد ووكر، وتوماس فيكرينغ، مطالبين لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ بعدم المصادقة على تعيينه.

وبرر هؤلاء الدبلوماسيون رفضهم وقتها بأن مواقف فريدمان المستبعدة لحل الدولتين تعد مواقف متطرفة، وعبروا عن ذلك عن طريق خطاب وقعوا عليه، وأرسلوه إلى اللجنة، جاء فيه أن "من سخر من حل الدولتين واعتبر أنه وهم لا يستحق أن يعمل كسفير للولايات المتحدة في إسرائيل، ينبغي على اللجنة أن تتأكد من امتلاكه التوازن الداخلي والانضباط المطلوب لكي يمثل البلاد بالصورة الصحيحة".

ولفت السفراء الأمريكيون السابقون إلى أن السفير الأمريكي في إسرائيل "ينبغي أن يكرس نفسه من أجل المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، عن طريق تعزيز أمن حليفتها إسرائيل، والعمل على دفع السلام المستقبلي مع الدول المجاورة، لا سيما مع الفلسطينيين"، لافتين إلى أنه في حال أرادت إسرائيل أن تظل دولة ديمقراطية يهودية وأن تحظى باعتراف دولي، فإنه لا يوجد حل آخر سوى حل الدولتين.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية في كانون الثاني/ يناير الماضي إن فريدمان قرر نقل مقر إقامته إلى القدس بدلا من المقر الحالي في مدينة هرتسيليا، التابعة للواء تل أبيب، وذلك عقب دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مشيرة إلى أن لدى فريدمان نوايا جادة لنقل مقر إقامته  للقدس، معربًا عن أمله أن يتم تنفيذ "الوعد الرئاسي" الذي تعهد به ترامب أمامه بالعمل على نقل مقر إقامة السفير إلى القدس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com