تقرير: ملفات ساخنة في حقيبة السيسي للسودان
تقرير: ملفات ساخنة في حقيبة السيسي للسودانتقرير: ملفات ساخنة في حقيبة السيسي للسودان

تقرير: ملفات ساخنة في حقيبة السيسي للسودان

يحمل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جملة من الملفات الهامة خلال زيارته إلى العاصمة السودانية الخرطوم الخميس المقبل، عندما يلتقي نظيره السوداني عمر البشير، لاسيما في ظل تشابك ملفات أمنية وسياسية، وخلافات نشبت بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.

وأكد خبراء مصريون أن أهمية القمة المرتقبة تكمن في محاولتها تفعيل مسارات التعاون الثنائي من الناحية الاقتصادية والأمنية، وتخطي العقبات التي تعطل هذه المسارات والبحث في حلول عملية لأزمة سد النهضة الإثيوبي، وإعطاء الأولوية لمشاريع التنمية المشتركة، إذ تبلغ رؤوس أموال الشركات السودانية بمصر 434 مليون دولار.

وكان الرئيسان قد التقيا الشهر الماضي على هامش منتدى التعاون الصيني- الأفريقي في بكين، لتأكيد تنفيذ المشاريع المشتركة المتفق عليها بين البلدين، وإطلاق عملية تنفيذ واسعة لها في اجتماع اللجنة العليا في الخرطوم.

وزار الرئيس السيسي الخرطوم في آب/ أغسطس الماضي، واتفق البلدان على تنسيق الجهود لتعزيز أمن البحر الأحمر وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي.

من جانبه قال عطية عيسوي المتخصص في الشأن السوداني، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي تأتي في إطار التشاور بين البلدين في الملفات التنموية، وتنقية الأجواء السياسية من الشوائب والخلافات العالقة بين البلدين.

ملفات تجارية وجمركية

وأوضح عيسوي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن الزيارة تهدف إلى دفع العلاقات التجارية لنطاق أرحب من خلال تقديم التسهيلات السودانية، بكسر الحواجز الجمركية المرتفعة على الصادرات المصرية، وإلغاء حظر دخول المنتجات الزراعية المصرية للسودان، الذي فرضته الخرطوم منذ عامين بدعوى أنها غير مطابقة للمواصفات الصحية.

وأشار المتخصص في الشأن السوداني إلى أن هناك مجموعة من الملفات الهامة والساخنة، التي ستكون محل اهتمام الرئيسين، أبرزها التنسيق فى ملف سد النهضة على اعتباره من الملفات المحورية، فضلًا عن مناقشة التباين في موقف البلدين تجاه القضية الليبية، إذ موقف السودان مؤيد للجماعات الإسلامية، وموقف مصر مؤيد لحكومة فايز السراج المعترف بها دوليًا، مع تأييد البرلمان الليبي في الشرق وكذلك الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأضاف: "الملف الأمني سيحظى بمناقشة واسعة، في ظل التحديات التي تواجه مصر والسودان بمواجهة الإرهاب أمنيًا، وإحكام السيطرة على الحدود من الإرهابيين والمتطرفين"، مشيرًا إلى أن هناك متطرفين كانوا قد تدربوا في السودان وتسللوا إلى الأراضي المصرية.

قوى مصرية سودانية مشتركة

وألمح عيسوي، إلى أن اللقاء ربما يتطرق لمناقشة مقترح تشكيل قوى مصرية سودانية مشتركة، الذي أثير منذ عام، ولكنه لم يتحقق نظرًا للخلاف المصري السوداني على الاتفاق على مكان نشر هذه القوى، فمصر تريد نشرها على خط العرض 22 المعترف بأحقيته وسيادته لمصر، بينما السودان يريد أن تنشر هذه القوات على حدود مثلث حلاليب التي تراه من وجهة نظرها أنه يخضع لسيادتها.

وأوضح أن هذا المقترح لم يعلن عنه رسميًا سوى مرة واحدة منذ عام مضى، وجاء المقترح على غرار القوات السودانية التشادية على الحدود وأيضًا السودانية والجنوب السودانية.

وأكد أن الحل من وجهة سياسيين كثيرين لتلاشي النزاع المستمر على مثلث حلاليب بإقامة منطقة تكامل اقتصادي بين البلدين، حيث تم طرح هذا المقترح في عهد الحكومات السودانية السابقة ولم ينفذ

ولفت المتخصص في الشأن السوداني إلى أنه من المقرر أن تنعقد اللجنة الرئاسية العليا بين البلدين، لذلك تعتبر هذه الزيارة تمهيدية وتنسيقية.

وكان وفد فني من الهيئة العامة لسكك حديد مصر، قد عقد سلسلة اجتماعات مطلع الشهر الجاري مع مسؤولين في وزارة النقل السودانية، على مدى 3 أيام في الخرطوم، لبحث الإسراع في تنفيذ مشروع خط ربط السكك الحديد بين البلدين، والمخطط له من أسوان حتى أبو حمد، مرورًا بوادي حلفا، وتم الاتفاق على تذليل العقبات التي تقف في طريق تنفيذه.

وعلى هامش اللجنة العليا المشتركة التي ستعقد خلال الأسبوع الأخير من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تنطلق فعاليات معرض «إيجي ميد برو» للمنتجات الطبية، المقررة إقامته الخميس.

أخبار سارة

وقال السفير السوداني لدى القاهرة عبد الحليم عبد المحمود، إن القمة المصرية السودانية المرتقب انعقادها بين الرئيس السيسي ونظيره البشير تشكل أهمية كبيرة، وستحمل أخبارًا سارة لشطري وادي النيل، وتُعد حدثًا بالغ الأهمية في مسيرة العلاقات بين البلدين، كما تتميز بأهميتها القصوى توقيتًا ومضمونًا.

وأوضح عبدالمحمود في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن القمة تأتي والعلاقات بين البلدبن في أفضل حالاتها، إذ ستستعرض سبل ووسائل تعزيز علاقات البلدين في كافة المجالات، وجعلها نموذجًا للتعاون والتكامل في العالمين العربي والأفريقي.

مشروعات كبرى

وكشف السفير السوداني عن الملفات التي يتم مناقشتها بين الجانبين، منها الاتفاق على قيام مشروعات كبرى في مجالات الربط الكهربائي والنقل، لا سيما السكك الحديدية، وعبر وسائط النقل الأخرى إلى جانب مشروعات الأمن الغذائي والبنيات الأساسية والصناعات والتجارة والاستثمار ومجالات الثقافة والتعليم وغيرها.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج  التنفيذية في هذه الأوجه، وستتيح الزيارة للرئيسين بحث قضايا المنطقة والإقليم ذات الاهتمام المشترك، بما فيها القضايا ذات الحساسية بين البلدين.

ولفت إلى أن القمة السودانية المصرية ستكون  يوم ٢٥تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ويسبقها اجتماع تحضيري للوزراء يوم ٢٤، ولكبار المسؤولين يوم ٢٣من الشهر نفسه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com