انتخابات مصر 2024.. حرب غزة ترجّح كفة السيسي
أثَّرت حرب غزة في الانتخابات الرئاسية المصرية، بعدما أدخلت البلاد في حالة من القلق الأمني والاقتصادي والخوف من تأزم الأوضاع؛ ما انعكس بنحو كبير على آراء الناخبين.
ويُرجّح أن يصوت المصريون للمرشح الذي يعتقدون أنه قادر على حماية الأمن القومي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
وأظهرت الحرب أن إسرائيل لا تزال تُشكّل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي المصري؛ ما دفع العديد من المواطنين إلى تأييد سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسي الخارجية التي تركز على مواجهة أهداف حكومة بنيامين نتنياهو، وأهمها تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
"تخدم السيسي"
ورأى الخبير السياسي وعضو مجلس الشيوخ المصري عبدالمنعم سعيد، أن "الإجراءات المصرية التي اُتخذت عقب الحرب على غزة والتي عكست تضامنًا كبيرًا مع الشعب الفلسطيني، تصب في مصلحة المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي".
وتخشى مصر من أن يكون أحد أهداف الهجوم الإسرائيلي على غزة، إلى جانب "القضاء على حماس"، هو دفع أكبر عدد ممكن من سكان القطاع إلى سيناء، وهي خطوة تعتقد القاهرة أنها تُشكّل تهديدًا لأمنها القومي.
ومنذ بداية الحرب، يشدد السيسي على أن "القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة وحسّاسة للغاية"، مؤكدًا أنه "لن يكون هناك إخلاء من قطاع غزة إلى مصر".
ويستبعد سعيد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، وجود أي خلاف بين القيادة السياسية الحالية فيما يتعلق بإستراتيجية التعامل مع الأزمة في غزة، على أساس أن الدولة ترى بوضوح أهداف إسرائيل المتعلقة بدفع سكان قطاع غزة إلى الفرار لسيناء المصرية.
ويعتقد عبدالمنعم سعيد أن "حالة التضامن الشعبي مع المدنيين في غزة، تخدم السيسي -الذي في نهاية ولاية مدتها 6 سنوات فاز بها في عام 2018- لتولي دورة جديدة"، بالإضافة إلى "برنامجه الذي يعتمد على التنمية العمرانية والاقتصادية، وتحقيق رؤية 2030".
برامج المرشحين
وبشأن البرامج الانتخابية للمرشحين الثلاثة الآخرين، يركز رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، على الإصلاح السياسي والاقتصادي، إذ يسعى إلى تعديل الدستور لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعزيز دور الأحزاب، ووضع برنامج اقتصادي شامل لتنمية الاقتصاد.
أما المرشح حازم عمر، فيركز على التنمية الاقتصادية، إذ يسعى إلى حل أزمة البطالة وزيادة فرص العمل، وتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين.
بينما يركز المرشح فريد زهران، على العدالة الاجتماعية، إذ يسعى إلى مواجهة أزمة ارتفاع الأسعار، وتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية.
ويتوقع عبد المنعم سعيد، أن "تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية متواضعة، على غرار الاستحقاقات الانتخابية السابقة في مصر، ويرجع ذلك إلى عدم وجود ثقافة مشاركة سياسية قوية في البلاد".
ومع ذلك، يعتقد الخبير أن هناك احتمالية لزيادة نسبة المشاركة في هذه الانتخابات، بسبب شعور المواطنين بالقلق الأمني والاقتصادي، قائلًا "شعور بعض المواطنين بالخطر، والرغبة في التعبير عن رأيهم، يصبان في مصلحة السيسي".
الأزمات توحد المصريين
ويرى رئيس حزب الجيل المصري ناجي الشهابي، أن "الحرب على غزة أصبحت محل اهتمام المصريين، وعندما اتخذ السيسي مواقف حاسمة لكشف مخطط إسرائيل، والوقوف أمامه بقوة، زادت شعبيته بعد تراجعها عند تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي".
ويشير الشهابي في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "كل المرشحين الآخرين يتناولون القضية الفلسطينية، لكنهم ليسوا في مواقع متخذي القرار، بالتالي لم يحصلوا على تأييد يُضاهي تأييد السيسي، نتيجة استعادة الدور المصري الإقليمي، رغم الأزمات الاقتصادية".
ويتوقع الخبير السياسي أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية متوسطة وتتراوح بين 40 و50%.
تأييد شعبي
بدورها قالت سارة كيرة وهي أحد مؤسسي الحزب الليبرالي المصري، إن "الحرب على غزة أعادت إحياء المشاعر الوطنية لدى المصريين، الذين سيدلون بأصواتهم أيام الـ10 والـ11 والـ12 من الشهر الحالي، وعزّزت من شعورهم بالخطر على الأمن القومي".
وتشير إلى أن "هذا الأمر أدّى إلى زيادة التأييد الشعبي للسيسي، باعتباره القائد الذي يقف في وجه التهديدات الخارجية".
وتنتشر صورة السيسي على اللوحات الإعلانية العملاقة واللافتات التي ظهرت الأسابيع الماضية في جميع أنحاء القاهرة، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، وإلى جانب الصور توجد عبارات الدعم، بما في ذلك "كلنا معك" و"معًا لاستكمال المشوار".
وأوضحت كيرة لـ"إرم نيوز"، أن "الحرب عزّزت من الوحدة الوطنية، وجعلت من الأمن القومي أولوية قصوى لدى المواطنين"، متوقعة أن يميل المصريون إلى التصويت للمرشح الذي يتمتع بخبرة في الملف الخارجي.
