انتقادات واسعة لمناورة "حزب الله" العسكرية في الجنوب اللبناني
انتقدت أوساط سياسية واسعة في لبنان تنفيذ تنظيم "حزب الله" اللبناني مناورة عسكرية نفذها في الجنوب، الأحد، خاصة أنها اعتبرت تحدياً للسلطات في البلاد.
واستدعت المناورة، بحسب مراقبين، الكثير من الأسئلة "المقلقة" حول طبيعة المرحلة المقبلة على الصعيد الداخلي اللبناني وما يتصل بها من ضرورات التوافق الوطني.
واعتبرت أوساط سياسية أن مناورة "حزب الله" حملت رسالة تتضمن تأكيدات بأن الحزب لن يسمح بقيام دولة في البلد الذي تعصف به أزمات سياسية وأمنية منذ سنوات.
وفي معرض رده على استفسار المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونتسكا، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: "إن الحكومة اللبنانية ترفض أي مظهر يشكل انتقاصا من سلطة الدولة وسيادتها".
وأضاف: "إلا أن الإشكالية المتعلقة بموضوع سلاح حزب الله تحديدا ترتبط بواقع يحتاج إلى وفاق وطني شامل، وهو أمر يجب أن يكون من أولويات المرحلة المقبلة".
وأوضح أنه "في الوقت الحاضر، تشدد الحكومة على الحفاظ على الاستقرار الأمني على كامل الأراضي اللبنانية وعدم القيام بأي عمل يتسبب بزعزعته".
من جهته، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إن مناورة "حزب الله" مرفوضة تماما ووصفها "بالتصرف الأرعن".
وأشار جعجع في بيان صادر عنه، إلى أنه "في الوقت الذي شهدت فيه المنطقة بعض الخطوات الإيجابية، آخرها ما صدر عن القمة العربية لجهة الرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق الدولة" بشّر حزب الله الجامعة العربية كما المجموعة الدولية بأنه غير معني بكل ما يحدث".
وقال جعجع: "أما إذا كان حزب الله يعتقد أن هذه المناورة بإمكانها أن تزيد من حظوظ مرشحه الرئاسي فهو مخطىء تماما".
الانتقادات للمناورة العسكرية صدرت كذلك عن جهات سياسية مختلفة، فقد غرّد النائب التغييري إبراهيم منيمنة عبر حسابه على تويتر قائلاً: "في زمن ترسيم الحدود البحرية والمصالحة الإيرانية - السعودية تصبح المناورات واستعراض القوة لزوم ما لا يلزم، ورسالة فارغة المعاني".
ودعا منيمنة إلى "انتهاز اللحظة الإقليمية والدولية لوضع أسس لتوافق داخلي لا مفر منه حول السياسة الدفاعية والخارجية، يتقاطع مع مشروع لإعادة بناء الدولة المنهوبة اقتصادياً".
