قوات الدعم السريع
قوات الدعم السريعمتداولة

السودان.. ما مدى سيطرة قوات الدعم السريع على إقليم دارفور؟

حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، تسيطر قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور غربي السودان، عدا مدينة "الفاشر" عاصمة ولاية شمال دارفور، بحسب متابعات ورصد "إرم نيوز" لتطورات الأوضاع العسكرية.

وحسب مصادر وشهود عيان تحدثوا لـ"إرم نيوز"، فإن قوات الدعم السريع تطوق منذ أسابيع مدينة "الفاشر"، كما تتمركز داخل الأحياء من الجهة الشمالية، وتسيطر على مواقع حيوية أهمها محطة مياه المدينة.

وأوضحت المصادر، أن قوات الدعم السريع كانت قد سيطرت على حاميات الجيش في عدد من محليات ولاية شمال دارفور، مشيرة إلى أن الإقليم يعيش حاليًا في عزلة عن العالم، بسبب قطع شركات الاتصالات بالسودان خدماتها عنه عدا "الفاشر"، وأجزاء من ولاية شرق دارفور.

تسلسل السقوط

يتكون إقليم دارفور من 5 ولايات هي "شمال وجنوب وغرب وشرق ووسط دارفور"، تمكنت قوات الدعم السريع من بسط سيطرتها الكاملة على 4 ولايات منها، وذلك خلال 8 شهور من الصراع المسلح مع الجيش السوداني.

قوات الدعم السريع تطوق مدينة "الفاشر" منذ أسابيع
شهود عيان

وسقطت مقرات قيادة الجيش في عواصم هذه الولايات وهي "نيالا وزالنجي والجنينة والضعين"، تباعًا في يد قوات الدعم السريع، بينما تسيطر هذه القوات جزئيًا على الولاية الخامسة وهي شمال دارفور، حيث لم يتبق منها إلا عاصمتها "الفاشر".

وفي السادس من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط أول فرقة عسكرية تابعة للجيش في "نيالا"، وهي "الفرقة الـ 16"، وذلك بعد معارك طاحنة امتدت شهورا، وحصار مطبق لما يقارب الشهر.

ومن "نيالا" عاصمة ولاية جنوب دارفور بدأت قوات الدعم السريع الزحف نحو مقرات قيادات الجيش في مدن الإقليم الأخرى، حيث أسقطت الفرقة الـ 21 بمدينة "زالنجي" وسط دارفور، التي استسلمت دون قتال، بعد أقل من أسبوع من سقوط نيالا، وبالتحديد في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كذلك سقطت الفرقة الـ 15 بمدينة "الجنينة" عاصمة ولاية غرب دارفور، في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بيد قوات الدعم السريع، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني، الذي تسانده بقايا قوات حركة "التحالف السوداني" التي يقودها والي غرب دارفور المقتول خميس أبكر.

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، أعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها على مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، لتصبح رابع ولايات الإقليم الخمس التي تقع تحت قبضتها، وذلك بعد انسحاب قوات الجيش من رئاسة الفرقة 20 وفقاً لترتيبات جرت عبر وساطة قادها زعيم قبيلة الرزيقات، لتجنيب الضعين خطر المواجهات العسكرية بين الطرفين.

تعقيدات الوضع في الفاشر

توقف زحف قوات الدعم السريع نحو مدينة "الفاشر"، بعد تعقيدات أمنية واجتماعية برزت عقب الإعلان المفاجئ لبعض الحركات المسلحة في دارفور الموقّعة على اتفاق جوبا للسلام، عن وقوفها إلى جانب الجيش السوداني في قتاله ضد قوات الدعم السريع، إذا ما أصرت الأخيرة على دخول مدينة "الفاشر".

آثار الصراع في مدينة الفاشر
آثار الصراع في مدينة الفاشرأ ف ب

وكانت بعض الحركات المسلحة الموقّعة على اتفاق جوبا للسلام، على رأسها الحركة التي يقودها حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أعلنت يوم الـ16 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تخليها عن موقف الحياد الذي اتخذته في وقت سابق حيال الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، معلنة أنها "ستقاتل حتى آخر جندي في صفوفها من أجل سلامة المواطن السوداني ووحدة الوطن وترابه".

وتحتضن مدينة "الفاشر" مقر قيادة الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني، الوحيدة المتبقية من أصل 5 فرق عسكرية في إقليم دارفور، بعد أن سقطت الـ4 الأخرى، بيد قوات الدعم السريع.

وتعتبر مدينة (الفاشر) مركز ثقل الحركات المسلحة بدارفور وعاصمة لمجموعاتها العرقية غير العربية، التي ينحدر منها قادة هذه الحركات المسلحة.

وتاريخيًا تعد مدينة "الفاشر" الأقدم، والمركز الحضاري لإقليم دارفور، منذ عهد السلطنة بقيادة السلطان علي دينار، وتقطنها قبائل شتى، بيد أن قبيلتي "الزغاوة والفور" الأفريقيتين، هما الأكثر عددًا في المدينة، كما أن جميع قادة الحركات المسلحة اليوم ينتمون لهاتين القبيلتين.

أخبار ذات صلة
هل يتسبب الصراع حول "الفاشر" بانزلاق دارفور نحو صراع عرقي؟

بالمقابل ينحدر قادة "قوات الدعم السريع" وغالبية المقاتلين من القبائل العربية في دارفور، خصوصًا قبيلة "الرزيقات" الرعوية، التي تتخذ من مدينة "الضعين" بشرق دارفور، حاضرة لها.

ويحفل تاريخ القبائل في إقليم دارفور بالصراعات المسلحة فيما بينها، ما يزيد التخوف من تسبب مدينة "الفاشر" في انزلاق الإقليم نحو أتون الصراعات العرقية المفتوحة، حال هاجمتها قوات الدعم السريع واشتبكت مع قوات الحركات المسلحة فيها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com