حي سلوان بمدينة القدس
حي سلوان بمدينة القدس أرشيفية - رويترز

عائلات أحياء سلوان بالقدس يواجهون خطر التهجير القسري

تفاجأت عائلة المقدسي زياد أبوسنينة والمكونة من 31 فرداً، بقرار عُلّق على أعمدة حيهم، حي البيضون في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، يقضي بتهجيرهم من منازلهم وبلدتهم التي ولدوا وترعرعوا فيها، ولم يعرفوا غيرها.

وقال أبو سنينة: "تربينا هنا وطفولتنا هنا وأولادنا وأحفادنا ولدوا هنا، هذه أرضنا وبلدنا ووطنا ودمنا، وهذا تطهير عرقي، ولا يوجد أي مكان آخر يمكننا الذهاب إليه".

أخبار ذات صلة
الجيش الإسرائيلي يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية

وشدّد في حديث لـ"إرم نيوز" على ملكيته للأرض والمنزل وتمسكه به، رغم المهلة القليلة للإخلاء، قائلا: "البيت بيتي بالقانون والورق، وأعيش فيه منذ 48 سنة، ولدي مستندات تثبت ذلك".

وأضاف "الجيش الإسرائيلي ماطل في تسليم الإخطارات حتى تتقلص المهلة من 60 يوماً إلى 20 يوماً فقط، لا يكون لدينا وقت كافٍ للتحرك القانوني".

خطر التهجير القسري

عائلة أبو سنينة ليست العائلة الوحيد التي تواجه خطر التهجير القسري عن منازلها وبلدتها، فقد أخطرت السلطات الإسرائيلية 30 عائلة في بلدة سلوان بإخلاء منازلهم، خلال شهرين؛ إذ علّقت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء الإسرائيلية في القدس لافتات تطالب سكان الحي بإخلاء منازلهم وأراضيهم في الحي، وذلك بهدف بناء قاعدة للقطار الهوائي "التلفريك"، بدعوى تطوير وجه المدينة والمواصلات العامة.

وأعلنت اللجنة نيتها الحصول على الحقوق الكاملة للأرض الفلسطينية وحرية التصرف فيها، حسب "قانون الأراضي" و"قانون التنظيم والبناء"؛ إذ ستبلغ مجموع المساحة المصادرة نحو 8725 متراً مربعاً.

مستوطنة بالقرب من بيت لحم
مستوطنة بالقرب من بيت لحمأ ف ب

وتمتلك تلك الأرض المهددة بالمصادرة موقعا مهما وحساساً؛ لقربها من سور القدس وباب المغاربة، وبؤرة (مدينة داود) الاستيطانية، وموقع حفريات ما يسمى (موقف جفعاتي) حيث تسعى السلطات الإسرائيلية لتهويد المنطقة بالكامل وقطع أي اتصال فلسطيني بها.

يأتي هذا القرار الذي صدر في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي ونُشر أمس، استكمالاً لمشروع القطار الهوائي (تلفريك) الذي تعمل وزارة السياحة الإسرائيلية منذ أشهر لتشييده جنوبي سور القدس، قريباً من الجسر المعلق الذي افتتح فوق وادي الربابة.

مشاريع استيطانية

وقال الخبير في شؤون الاستيطان خليل تفكجي، إن "خطورة قرار المصادرة والإخلاء من قبل حكومة إسرائيل تكمن في كونه يندرج تحت مظلة مشاريع تهويدية لمنطقة الحوض المقدس أو الحوض التاريخي، الذي يتكون من جبل الزيتون، ووادي النار أو وادي جهنم، وسلوان، بهدف السيطرة عليها بذرائع المصلحة العامة كمشروع القطار الهوائي الحالي".

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز": "بهذا المشروع تكون الحكومة الإسرائيلية أكملت كافة أركان التهويد في مدينة القدس، على الأرض بالمستوطنات، وتحت الأرض بالأنفاق، وفوق الأرض من خلال القطار الهوائي".

وتابع "هناك رؤية إسرائيلية بإقامة مجمع فوق هذه المنطقة، بالتالي يدعي الجيش الإسرائيلي بأن عملية التهجير لسكان المنطقة، تأتي من أجل المصلحة العامة لإنشاء طريق مواصلات، إلّا أن الغاية الحقيقة من المشروع هي تهويد المنطقة ووضع اليد على كل هذه الأراضي، بالأخص أن الجانب الإسرائيلي يقوم بعملية دمج بين القدس الشرقية والقدس الغربية، عن طريق المواصلات، والجسور، والأنفاق، بالإضافة إلى الاستيطان المركّز".

ونوه التفكجي إلى أن الاستيطان يندمج مع الرؤية الإسرائيلية ضمن ثلاثة مفاهيم، المفهوم الأول يأتي من ناحية أمنية بهدف تطويق مدينة القدس بالمستوطنات الإسرائيلية، والمفهوم الثاني يأتي تحت مصطلح الاختراق بمعنى إقامة البؤر الاستيطانية داخل الأحياء العربية، ثم عملية التشتيت، وهذه المفاهيم هي ملخص لما يحدث الآن داخل مدينة سلوان وداخل مدينة القدس بشكل عام.

وأشار إلى أن ما يحدث داخل مدينة القدس اليوم هو عملية تفكيك للأحياء الفلسطينية وفصل بعضها عن بعض، ضمن إستراتيجية واضحة تماماً تضمن جعل القدس منطقة لا يمكن تقسيمها، وأنها عاصمة لدولة واحدة وهي الدولة العبرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com