واشنطن بوست: تعليق بايدن المساعدات للأونروا يصعّب حل قضايا الشرق الأوسط

أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن تعليق إدارة بايدن للمساعدات الغذائية والصحية الحيوية للفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة، تنم عن "تصرفات الإدارة القاسية والتي ستكون لها تأثيرات مضاعفة، من شأنها أن تصعّب حل كافة قضايا الشرق الأوسط."

وتم اتخاذ القرار بقطع "التمويل الإضافي" للوكالة على إثر مزاعم بأن 12 من موظفي الأمم المتحدة في غزة شاركوا في الهجوم الذي شنته حماس ضد إسرائيل، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما كان بمثابة صدمة للكثيرين في واشنطن.

وأضافت الصحيفة أن ردة فعل إدارة بايدن "غير المحسوبة" ستعمّق معاناة الفلسطينيين، وتقوّض أهداف الولايات المتحدة بعيدة الأمد، وتزيد العبء على الحلفاء، منوهةً إلى أن هذه "سياسة غير إنسانية وغبية من ناحية إستراتيجية."

وفي يوم الإثنين، ظهرت المزيد من التفاصيل حول الأدلة التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية حول التصرفات المزعومة لبعض موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وادّعت إسرائيل أن هؤلاء الموظفين شاركوا في إيذاء واختطاف إسرائيليين، حتى باستخدام مركبات الأونروا ومرافقها، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وقالت وكالة الغوث، إن اثنين من المتهمين ماتا بالفعل، وتم فصل آخرين بينما تُجري الأمم المتحدة تحقيقًا كاملاً بالقضية.

وصرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، يوم الجمعة، بأنه تجب معاقبة تصرفات عدد قليل من موظفي الأونروا وعدم "الطعن في المنظمة بأكملها"، بحسب الصحيفة، التي أفادت أن وزارة الخارجية لم تنتظر نتائج التحقيق، وأعلنت إيقاف التمويل الإضافي للأونروا مؤقتًا مع الاعتراف بأن المنظمة "تلعب دورًا حاسمًا في تقديم المساعدات التي تنقذ حياة الفلسطينيين".

وقال وائل الزيات، المسؤول السابق بوزارة الخارجية، والذي يشغل حاليًا الرئيس التنفيذي لـ "مؤسسة إمغاج" السياسية الإسلامية الأمريكية: "إن تعليق المساعدات قبل اكتمال التحقيق أمر كارثي من منظور إنساني وإستراتيجي...هناك ملايين الأشخاص، معظمهم من الأطفال، يعتمدون على هذه المساعدات." 

ومن الناحية الإستراتيجية، قال زيات "إن إنهاء المساعدات يفرض ضغوطًا على كل دولة تستضيف اللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك الحلفاء الرئيسيين."

وشاركت 9 دول أُخرى حليفة للولايات المتحدة بتعليق المساعدات عن الوكالة أيضًا، فيما قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، يوم السبت، إن برنامج الوكالة داخل غزة والذي يدعم مليوني شخص، “ينهار” بسبب تعليق المساعدات، واصفًا إياها بأنها ”عقاب جماعي إضافي”.