حادث سير في لبنان
حادث سير في لبنانمتداولة

"الصدامات المرورية".. السبب الأول للموت بين شباب لبنان

حصدت "الصدامات المرورية"، في النصف الأول من شهر آب/ أغسطس الجاري، أرواح 23 شخصًا في لبنان، وأصابت 123 آخرين بجراح في 86 حادثًا، فيما بلغ مجموع الخسائر البشرية، منذ بداية عام 2023 ولغاية 13 آب/ أغسطس، 226 ضحية.

ووفقًا للدراسات ذات الصلة، تمثل الصدامات المرورية السبب الأول لوفيات الشباب في لبنان. و"الصدامات المرورية" هي المصطلح الرسمي المعتمد من جانب الأمم المتحدة، بدلًا من "حوادث السير"، لأن الحادث بما يعنيه هو قضاء وقدر، بينما هناك أكثر من 90% من الكوارث على الطرقات ناجمة عن الأخطاء البشرية.

 الأعلى في المنطقة

وقال سمير سنو منسق أنشطة "اليازا" في بيروت، وهي جمعية  تُعنى بالتوعية من الصدامات المرورية، إن نسبة الخسائر البشرية، ونسبة الصدامات المرورية، "هي نسبة مرتفعة جدًا بالنسبة لمساحة لبنان، وعدد سكانه".

وأضاف في تعليق لـ"إرم نيوز أن "نسبة أعداد الضحايا في لبنان هي الأعلى في المنطقة، وعادةً ما تقاس النسب في دول مثل أوروبا، وكندا، باحتساب 4 أو 5 ضحايا من بين 100 ألف نسمة، أما في لبنان فإن لكل 100 ألف هناك 25 ضحية تقريبًا".

أخبار ذات صلة
لبنان.. قتلى بتبادل لإطلاق النار إثر انقلاب شاحنة أسلحة لحزب الله

وأوضح "سنو" أن أشهر الصيف تشهد النسبة الأعلى من الصدامات المرورية في لبنان، لأن الناس يتجولون أكثر في هذا الفصل، كما تشهد عطلة نهاية الأسبوع الذروة في عدد الصدامات المرورية.

وتابع قائلًا إن "ثلث الضحايا هم من المشاة، الذين يجب عليهم أن يدركوا أنهم حين يخطون خارج منزلهم، فإنهم يدخلون إلى عالم بالغ الخطورة، ويجب عليهم معرفة كيف ومتى يعبرون الطريق، وأن ينظروا في عينيْ السائق للتأكد من رؤيته لهم وإعطائهم الفرصة للعبور".

أسباب مباشرة وغير مباشرة

 يُدرج "سنو" أسباب الصدامات المرورية في خانتين؛ مباشرة وغير مباشرة، ويقع في الخانة الأخيرة عدم تطبيق قانون السير الذي اقترحته "اليازا" والذي أُقر العام 2012 ، ومن شأنه "ضبط نواحٍ أساسية بموضوع القيادة والسلامة المرورية، مثل تعليم القيادة، وفحص أهلية من يقود، وتطبيق ضوابط حازمة إزاء المخالفات وتكرارها، وتحديث امتحان القيادة الذي لا يزال معمولًا به منذ ستينيات القرن الماضي".

في الأسباب غير المباشرة، يشير "سنو" إلى عدم قيام وزارة الأشغال والبلديات على صيانة الطرقات وإنارتها ليلًا، وعدم وجود معاينة ميكانيكية وغيرها من الأسباب، التي تندرج تحت عنوان تخلّي الدولة عن القيام بواجباتها، موضحًا أن "واقع  السلامة المرورية يشهد تدهورًا مزمنًا وليس مرده الأزمة الاقتصادية الأخيرة".

وتتضمن الأسباب المباشرة، بحسب سنو، تدني وعي المواطنين بنسبة المخاطر، التي قد لا يدركونها إلا حين يخسرون أحدًا من عائلاتهم، مشيرًا إلى أن هذا الأمر أكثر ما ينطبق على حوادث الدراجات النارية، التي أصبحت تستخدم على نطاق واسع بفعل ارتفاع أسعار المحروقات، إضافة إلى الصدامات المميتة التي تسببها الشاحنات، واستخدام الهواتف الخلوية التي تُعد من أكثر عوامل التلهي خطورةً.

وعن دور "اليازا" قال سنو إن دور الجمعية محدود، ويتمثل في التوعية على المستويات المختلفة، لأنه ليس لدى الجمعيات صفة التغيير، الذي هو مناط بالإدارات الرسمية.

وختم سنو بأن "الإنسان ليس في أولويات هذه الإدارات، التي أهملت موضوع النقل المشترك، الذي من شأنه أن يقلص نسبة الصدامات المرورية، وما تخلفه من خسائر في الأرواح نتيجة الإهمال الشامل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com