3 غارات إسرائيلية استهدفت مبنى بالضاحية الجنوبية بعد إنذار إسرائيلي بالإخلاء

logo
العالم العربي

هجوم بري جزئي على غزة.. اختبار للقدرات أم تصعيد مُقبل؟

 هجوم بري جزئي على غزة.. اختبار للقدرات أم تصعيد مُقبل؟
29 أكتوبر 2023، 8:51 م

دخلت إسرائيل مرحلة جديدة من حربها على حركة حماس، بعدما وسعت هجماتها البرية، بعد أن قطعت جميع الاتصالات تقريبًا عن قطاع غزة، مع زيادة القصف المدفعي والجوي، في عملية وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالمرحلة الثانية من الحرب الدائرة منذ ثلاثة أسابيع.

وتفضل إسرائيل شن الهجوم البري على الهجوم البحري لأسباب عدة، منها: السيطرة على الأرض، ما يعطيها حرية الحركة والتصرف، والقضاء على الأنفاق التي تستخدمها حماس لاختراق الحدود الإسرائيلية، وكسر إرادة الفصائل الفلسطينية، وتحرير كل الرهائن الإسرائيليين.

المتغيرات الجغرافية في مواجهة إسرائيل

من وجهة نظر الخبير العسكري العراقي، اللواء الدكتور محمد عاصم شنشل، تعتمد العمليات العسكرية الإسرائيلية كليًا على الضربات الجوية، مشيرًا إلى أن "معظم هجمات إسرائيل البرية مصيرها الفشل، رغم إمكانيات التفوق".

وأوضح الخبير العسكري العراقي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الهجمات البرية تفشل بسبب عدم تدرب القوات الإسرائيلية على قتال الشوارع والقتال البري الممنهج، رغم وضعهم خططًا عسكرية كبيرة جدًا"، لافتًا إلى أن "الفصائل الفلسطينية تعول على جغرافية المنطقة التي يعرفونها جيدًا، ما يُمكّنهم من السيطرة على ميدان المعركة".

وقال اللواء شنشل إن "الاجتياح البري الإسرائيلي دائمًا ما يكون محميًا بغطاء جوي ومدفعي لتحقيق أهدافه، خصوصًا أن الفصائل تسيطر على الأرض، وتعلم كل المخابئ لشن هجماتها".

وأشار إلى أن "الإصرار على الهجوم البري يأتي في ظل سعي إسرائيل لإظهار قوتها العسكرية، خصوصًا القطع العسكرية كالمدرعات والدبابات، وكل القطع الجديدة التي انضمت لإسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية المساندة لها".

وتعتمد إسرائيل على استراتيجيات عدة للوصول إلى أهدافها في الحرب على غزة، منها الضربات الجوية على أهداف عسكرية وأمنية في غزة، والعمليات البرية التي تستخدم فيها قواتها البرية للسيطرة على مناطق في القطاع.

إسرائيل لا تتفوق في الهجوم البحري

وعن إصرار إسرائيل على شن هجوم بري، وليس عن طريق البحر، رأى الخبير العسكري العراقي أن "إسرائيل تمتلك قطعًا عسكرية بحرية كبيرة جدًا، لكن لا تتفوق في استخدامها كالعمليات الجوية من خلال المقاتلات التي تقصف قطاع غزة".



وتوقع الخبير العسكري أن تشهد الأيام المقبلة تصاعدًا في الأحداث العسكرية لإتمام العملية، خصوصًا أن حماس والفصائل الفلسطينية تحاول استدراج الجيش الإسرائيلي برًا وبحرًا للانقضاض عليهم من خلال الأسلحة الجديدة، بما فيها الصواريخ بعيدة المدى التي طالت تل أبيب والمدن الأخرى.

استطلاع إمكانيات حماس

وفي سياق العملية البرية الإسرائيلية، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، العميد محمود محيي الدين، إن "هدف الهجوم البري للقوات الإسرائيلية على قطاع غزة، يأتي في إطار تدمير البنية التحتية للفصائل الفلسطينية بالكامل، وعلى رأسها حماس، وتدمير الأنفاق التي تستخدمها الحركة في مهاجمة الداخل الإسرائيلي باستمرار".

ويجمع الخبراء على أن تطهير هذه الأنفاق وانهيارها أمر بالغ الأهمية لتفكيك حماس، لأن الجيش الإسرائيلي قد يكون في وضع غير مؤاتٍ للغاية تحت الأرض. كما يقول خبراء حرب المدن إن "عناصر حماس يمكن أن يختبئوا في ملايين الأماكن، ويختاروا متى وأين ينصبون الكمائن لأعدائهم".



ويضيف العميد محمود محيي الدين، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الاقتحام البري قد يحقق الهدف المرجو منه في بعض المناطق، وهو تصفية قادة حماس، لكن ستواجه إسرائيل صعوبات كبيرة لعدم درايتها بحرب المدن ومواجهة حماس في الأنفاق، لذا ستكون الخسائر كبيرة".

وفيما يتعلق بالاستراتيجيات المتبعة من إسرائيل للوصول إلى الأهداف، رجح الخبير العسكري المصري أن تنفذ إسرائيل الهجمات البرية في مناطق محددة، ولن يكون الاجتياح كاملًا، لاستطلاع إمكانيات حماس من خلال مهام ووحدات مخصصة لهذه الأعمال العسكرية على الأرض، وتحت غطاء جوي مستمر.

المشاة على خط المواجهة

وفي هذا الشأن، يرى المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية في مصر، اللواء الدكتور محمد زكي الألفي، أن التأثير الفعلي على الأرض في أية عملية برية، وفقًا لأي مبدأ عسكري، يكون من خلال وجود جندي المشاة في الخط الأمامي للمعركة، وفي حال أقدمت إسرائيل على الهجوم البري الكامل، ستتكلف خسائر كبيرة جدًا؛ لأن مواجهة حماس برًا ليست مهمة سهلة.

بدوره، أوضح الخبير العسكري المصري اللواء محمد الشماع، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "العملية البرية ستكبد إسرائيل خسائر هائلة؛ لأنها إذا أدخلت عناصر المشاة العسكريين في المعركة دون علمهم بطبيعة حرب المدن، ستفقدهم جميعًا، لكن قد تُشركهم بعد توجيه ضربات مكثفة لسلاح الجو الإسرائيلي".



وكان من المتوقع على نطاق واسع شن إسرائيل هجومًا بريًا في أعقاب هجمات 7 أكتوبر، إلا أن إسرائيل تدير الحرب مع الفصائل الفلسطينية باستراتيجية تقسيم الهجوم على مراحل لتحقيق الأهداف، وهذا ما اتضح خلال الأيام الماضية، إذ بدا أن الخيار المفضل هو سلسلة من العمليات التي تقتصر على قطاعات معينة، وتنفذها قوات عالية الحركة.

ومن المرجح أن تشهد الفترة المقبلة عمليات تصاعدية، سواء على المستوى البري أو الجوي، إذ من المتوقع أن تواصل إسرائيل تقدمها في المناطق الشمالية من غزة، ثم تتوسع إلى مناطق أخرى في القطاع. وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الحرب على غزة قد تدخل مرحلة جديدة من التصعيد، ما يُهدد بمزيد من الخسائر في الأرواح وتدمير البنية التحتية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC