ماذا بعد امتلاك داعش لطائرات بدون طيار؟
ماذا بعد امتلاك داعش لطائرات بدون طيار؟ماذا بعد امتلاك داعش لطائرات بدون طيار؟

ماذا بعد امتلاك داعش لطائرات بدون طيار؟

على الولايات المتحدة وحلفائها التعامل مع التحديات الجديدة التي تعترض الجهود التي تبذلها في الحرب ضد "داعش" في العراق، وخاصة الطائرات بدون طيار، ففي ساحات القتال، يجب على القوات الأمريكية وشركائها مستقبلا التعامل مع مزيج من المسلحين على الأرض و "الطائرات بدون طيار" التي يطلقها التنظيم.

وقال الجنرال "ريموند توماس" قائد العمليات الخاصة الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي بأن "أصعب" مشكلة واجهت قواته في العراق خلال العام الماضي وبداية العام الجاري كانت الطائرات بدون طيار، والتي تتميز بأنها رخيصة ومتاحة تجارياً.

وتمكن "داعش" من العثور على سبل لتثبيت الأسلحة على تلك الطائرات، وإسقاط قذائف الهاون وغيرها من الذخائر على القوات الحليفة للولايات المتحدة، والتي تكبدت خسائر فادحة جراء استخدام داعش لهذا السلاح.

وفي الشهرين الأخيرين من العام 2016، وفي خضم المعارك الهادفة لتحرير "الموصل" معقل "داعش"، قامت طائرات بدون طيار تابعة للتنظيم بالهجوم على القوات المدعومة من الولايات المتحدة على الأقل مرة واحدة في اليوم.

وقال توماس "قبل حوالي خمسة أو ستة أشهر مضت، كانت هناك أكثر من 70 طائرة بدون طيار تطير في الأجواء على مدى 24 ساعة".

وأضاف " داعش يمتلك الآن طائرات بدون طيار، واستخدامها بشكل مؤثر وكبير مشكلة، لكن هذا التطور أيضا يوضح شيئا حول الحروب الحديثة، حيث يمكن لمجموعة من المسلحين صنع أو شراء طائرات بدون طيار مقابل بضعة آلاف من الدولارات وعرقلة خطط أقوى جيش في العالم".

ويقول "ديفيد أنتوني" المدير السابق للعبة الفيديو "نداء الواجب" والذي يعمل الآن كمحلل في معهد التفكير لمجلس حلف الأطلسي ومقره واشنطن حول مستقبل الحروب: "إن الأكثر إزعاجا، أن استخدام داعش للطائرات بدون طيار لا يقتصر فقط على منطقة الشرق الأوسط، وإنما القضية فقط مسألة وقت حتى يتمكن التنظيم من ضرب هدف مهم عن بعد، وهذا ما بدأ يحدث بالفعل".

إبداع داعش

سيطر "داعش" في العام 2014 على أراضي في العراق وسوريا بحجم المملكة المتحدة (بريطانيا)، ولكن الآن وبعد أن فقد التنظيم حوالي 60% من الأراضي التي سيطر عليها في العراق وحوالي 45% في سوريا، فقد تمكن من إيجاد سبل جديدة للقتال مرة أخرى، والطائرات بدون طيار هي واحدة من هذه السبل المستحدثة.

وقال ستيوارت: "في العام الماضي، كان استخدام داعش للنظم الجوية غير المأهولة – التي يتحدث عنها الجيش كالطائرات بدون طيار – قد ازداد في مجال المراقبة وإيصال المتفجرات، مما يشكل تهديدا جديداً للبنية التحتية المدنية والمنشآت العسكرية".

وبينما يدرك مسؤولو البنتاغون تماما التهديد الذي تشكله طائرات "داعش" بدون طيار، للقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها، فهناك أيضا اعتراف مضلل بإبداع "داعش".

وقال الميجور "أدريان رانكين-غالاوي" المتحدث باسم البنتاغون: "إنهم مبدعون، دعونا نصفهم بما هم عليه حقاً".

من جانبه يرى "اولريك فرانك" الباحث في جامعة أوكسفورد والذي يركز على الطائرات بدون طيار بأن " هذا ليس مجرد إبداع، إنه أيضاً انجاز تاريخي، فهذه هي المرة الأولى التي يقوم بها أي عدو باستخدام طائرات بدون طيار مسلحة ضد الولايات المتحدة".

وفي العام الماضي، قامت المجموعة بضرب اثنين من المظليين الفرنسيين بطائرة بدون طيار، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها مسلحون لا ينتسبون إلى قوات حكومية غربية معادية باستخدام الطائرات بدون طيار، والآن يستهدف "داعش" الولايات المتحدة والجماعات التي تدعمها في سوريا والعراق، مما يسبب بعض المشاكل الرئيسية.

ومع ترسانة تضم "كوادكوبترز" (طائرات بدون طيار بأربع مراوح) لقذف القنابل اليدوية،  وتنفيذ تفجيرات انتحارية، وطائرات بدون طيار للمراقبة، فإن "داعش" الآن "لديه قدرة جديدة من نوعها للوصول لأهدافه"، وفقاً لما يقوله "بيتر و. سنجر" من مركز التفكير الأمريكي الجديد.

وفي شهر شباط/فبراير، تمكن "بين سولومان" مراسل صحيفة نيويورك تايمز المتواجد مع القوات الخاصة العراقية في الخطوط الأمامية في غرب مدينة الموصل، من تصوير شريط فيديو مباشر لطائرة من طائرات "داعش" بدون طيار وهي تسقط قنبلة يدوية على بعد 30 قدما من حيث كان يقف.

وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر، تمكن مقاتلون تابعون للحكومة العراقية من إسقاط طائرة من دون طيار لـ "داعش" فوق  قاعدة "تلعفر" الجوية خارج الموصل، حيث كانت تتمركز القوات العراقية.

وهذه الطائرات بدون طيار لا تشكل فقط  تهديدا للقوات العسكرية بل إنها يمكن أن تكون خطرة على السكان المدنيين، كما أشار "رانكين غالاوي"، ومع كل هذا، فإن "داعش" لا يأبه كثيرا للإصابات في صفوف المدنيين، والقنابل التي تسقط من المحتمل أن تضر بالمارة الأبرياء الذين قد يتصادف وجودهم في المكان مع هجمات الطائرات.

ومع امتلاك "داعش" بعض القدرة على المراقبة من تلقاء نفسه – حتى ولو أنها لا تزال بدائية – فإن هذا يؤدي إلى تآكل بعض الميزات التي تتمتع بها قوات الولايات المتحدة أثناء المعركة. وهذا ينذر بمشاكل في المستقبل، الأمر الذي يثير تساؤلا عما سيحدث للمزايا العسكرية الأمريكية عند قيام أي شخص باستخدام الطائرات بدون طيار.

الطائرات بدون طيار تنتشر

ومن الواضح أن الجيش الأمريكي سوف يواصل التمتع بمزايا ضخمة في أي قتال في المستقبل المنظور، لكن تفوقه هذا يجري إضعافه ببطء عند كل عملية شراء لطائرة بدون طيار .

ولمدة ثلاث سنوات، من العام 2001 إلى العام 2004، كانت الولايات المتحدة البلد الوحيد في العالم الذي يستخدم طائرات بدون طيار في القتال، والآن تسع دول تفعل بذلك، و 28 دولة أخرى لديها برامج للطائرات بدون طيار، وفقا لدراسة أجراها مركز "أمريكا الجديدة".

ويقول فرانك: " الولايات المتحدة ليس لديها أي احتكار للطائرات بدون طيار، اليوم هناك دول مثل باكستان وإيران، وتركيا قد بدأت في استخدام الطائرات بدون طيار في بعض الحالات".

وليس من الصعب أن نعرف لماذا تريد الدول طائرات بدون طيار، وذلك لأنها توفر القدرة على رؤية الأشياء بعيداً عن ساحة المعركة، ولها القدرة على إطلاق الصواريخ على الأهداف دون تعريض قواتها للخطر.

وفي حين أن الأفراد لا يملكون القدرة على شراء هذا النوع الكبير والمتطور من الطائرات بلا طيار التي يمكن للحكومات امتلاكها، لكن الطائرات  الصغيرة التي يمكن شراؤها بإمكانها أن تعيث فساداً كما تثبت "داعش"  ذلك كل يوم في العراق.

وفي المجمل ليس من الصعب جداً شراء طائرة بدون طيار وإلصاق قنبلة بها، وإرسالها إلى مكان تواجد المقاتلين الأعداء، وإسقاط القنبلة.  يقول سنجر: "نحن لا نتحدث عن علم الصواريخ هنا".

وبدأت "داعش" بتوظيف العلماء والمهندسين لإبقاء الطائرات بدون طيار التي تملكها حالياً تحت الخدمة ولبناء طائرات أخرى جديدة من الصفر، والبعض تجاوب لهذه الدعوة والآن "داعش" لديه مخزن ضخم من سلاح الطائرات بدون طيار.

وفي المقابل قامت القوات الجوية الأمريكية بإنشاء سلاح إلكتروني يمكنه دحر طائرات "داعش" بدون طيار من السماء، وهو "بندقية سايبر" التي تعبث مع الطائرة بدون طيار لتصبح غير فعالة.

ويقول سنجر: "يبدو أن الأشرار دائماً يتمكنون من إيجاد سبل جديدة لاستنساخ المشاكل، هناك تاريخ طويل مع المتشددين والمجموعات الضعيفة التي تقوم باستخدام الأشياء المتاحة تجارياً".

وأضاف "لذا فلا مفر من أن تتمكن داعش من التوصل لمعرفة كيفية استخدام الطائرات بدون طيار عاجلاً أو أجلاً، فما الذي يمكن أن يأتي بعد ذلك؟".

ويقول "ديفيد أنتوني" مدير لعبة "نداء الواجب" الذي تحول إلى محلل، إنه يعتقد "أنها فقط مسألة وقت قبل أن يتم استخدام طائرة بدون طيار في ضرب أهداف سهلة على الأراضي الأميركية".

و أضاف متسائلا "الآن وبعد أن أصبح بإمكان داعش استخدام الطائرات بدون طيار في ساحات القتال في العراق وسوريا، فلماذا لا تستخدم طائرة بدون طيار مسلحة في مكان ما في أمريكا، مثل مدرسة أو مطار؟ "

وختم حديثه قائلا "إنها فكرة مخيفة بالتأكيد، لكنها ليست خارج نطاق الإمكانية، وبعد كل هذا وكما يعترف البنتاغون فإن داعش مبدع".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com