كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف استئناف مفاوضات السلام خلال زيارة ترامب؟
كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف استئناف مفاوضات السلام خلال زيارة ترامب؟كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف استئناف مفاوضات السلام خلال زيارة ترامب؟

كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف استئناف مفاوضات السلام خلال زيارة ترامب؟

يوفر الإعلام العبري صورة أولية لما ستشهده زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل والسلطة الفلسطينية من نتائج، حيث يمكن ملاحظة أن الصورة العامة تميل إلى التأكيد على حقيقة أن ترامب لن يمارس ضغوطًا على إسرائيل في أي من الملفات الأساسية، لا سيما ملف الاستيطان، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية على السواء سيحرصان كل الحرص على منع حدوث خلافات مبكرة تعود بالعلاقات إلى نقطة الصفر.

وتعطي مطالعة التقارير التي ينشرها الإعلام الإسرائيلي انطباعًا بأن ما يمكن أن يحصل عليه الفلسطينيون من الرئيس الأمريكي لن يتخطى المطالب التي عرضها رئيس السلطة محمود عباس "أبو مازن" خلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، وهي في المجمل تتعلق بالنواحي الاقتصادية، وفي هذا الملف يمكن فهم أن الحكومة الإسرائيلية ستتعاطى بشكل إيجابي مع هذه المطالب، طالما أن من سيطرحها هو الضيف الأمريكي الكبير.

وعرض الإعلام العبري جدول أعمال ترامب المرتقب في إسرائيل، وقال إنه سيصل مباشرة إلى مطار "بن غوريون" الدولي ومنه سيتوجه لعقد لقاء مع الرئيس ريؤوفين ريفلين، ثم سيزور المدينة القديمة بالقدس وسيتوجه إلى "حائط البراق" وبعدها سيعقد اجتماعًا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فندق "الملك داوود"، وفي مقره الرسمي، قبل أن يلتقي في اليوم التالي رئيس السلطة الفلسطينية "أبو مازن" في بيت لحم.

ونوهت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأحد، إلى عدم وجود أية فرصة لعقد قمة ثلاثية تجمع بين ترامب ونتنياهو وعباس خلال الزيارة الحالية، وقالت مصادر في البيت الأبيض إن تلك القمة ليست مدرجة على جدول أعمال الرئيس، لكنها ستعقد مستقبلاً.

تقويض المسيرة

وتعمل حكومة نتنياهو على تقويض كل محاولة لاستئناف مسيرة السلام، وتحاول تثبيت واقع على الأرض تحسبًا لتعرضها لضغوط من جانب ترامب، لا سيما في ملف الاستيطان، كما تلقي الكرة في ملعب السلطة الفلسطينية عبر فرض شروط مجحفة وتعجيزية، وتعمل في الوقت نفسه على إظهار نفسها كمن يسعى لتحسين وضع الفلسطينيين اقتصاديًا.

وفي هذا الصدد، تحدثت تقارير إسرائيلية عن قائمة أعدتها الحكومة الإسرائيلية لعرضها على ترامب، تتضمن بعض التيسيرات الاقتصادية للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، من بينها تسهيلات بشأن الدخول والخروج للعمل داخل إسرائيل، هذا بخلاف احتمالات إعلانها قبول طلبات فلسطينية كانت قد عرضت على الرئيس ترامب خلال استقباله لرئيس السلطة الفلسطينية، منها بناء محطة كهرباء بقدرة 45 ميغاوات، وبكلفة 60 مليون دولار، وإقامة محطة لتوليد الطاقة الشمسية، وعدد من المشاريع الاخرى.

وهم السلام

وعدا عن ذلك، تعوّل شخصيات رسمية إسرائيلية على الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي خلال ساعات إلى إسرائيل، لكي تثبت أن التوقعات بشأن استئناف مسيرة السلام مع الجانب الفلسطيني على حساب ملفات أساسية تضعها الحكومة الإسرائيلية على رأس أولوياتها، هي مجرد "أوهام"، وعبرت عن ذلك بقولها إن تلك الأوهام ستتبدد قريبا، بما في ذلك بالنسبة لترامب نفسه.

وعكس وزير إسرائيلي مقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهو وزير السياحة ياريف ليفين،  تلك الرؤية عبر حوار أدلى به الأحد لموقع "واللا"، أشار خلاله إلى أن الرئيس ترامب "لديه فهم بشأن البناء في المستوطنات بما في ذلك بالقدس"، متحدثاً عن تغيير جذري في رؤية البيت الأبيض لهذا الملف، واصفًا ما يتردد من أن هناك صفقة في هذا الشأن مجرد أوهام ستتبدد قريبا.

ونقل الموقع عنه أن "الأمر مسألة وقت قبل أن تتبدد أوهام ترامب نفسه"، مضيفًا أنه من المبكر الحكم على سياسات ترامب حاليا، وأنه "على إسرائيل أن تستغل الزيارة الوشيكة لكي توضح مواقفها وتقنعه بأن الفلسطينيين ليسوا شركاء في السلام على حد زعمه".

وزعم أن الإدارة الأمريكية مثلها كل إدارة سابقة، "ستكتشف أنه لا شريك في الجانب الفلسطيني، وأن الفلسطينيين لا يريدون السلام، وليسوا على استعداد لبلوغه، وأن الطريق المتبع لديهم هو طريق الخداع والكذب وتشجيع الإرهاب"، على حد قوله. مضيفا: "ينبغي علينا أن نكشف أمامه الحقيقة، ويبدو أن هذا الأمر سيستغرق وقتًا، لكنه لن يتبع نفس الطريق التي اتبعها الرئيس أوباما ولن يتهم إسرائيل بذلك".

أزمات ترامب الداخلية

ونظر محللون تحدثوا مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أمس السبت، إلى الزيارة بشكل ملفت للانتباه، ووضعوها في قالب غير متوقع، ربما يدل على حالة من الحذر في تناولهم للزيارة الخارجية الأولى التي يقوم بها ترامب، إذا اعتبروا أن تلك الزيارة تأتي في إطار صرف الأنظار عن التحقيقات الجارية حاليًا بشأن علاقات ترامب مع موسكو، وكواليس ما دار بينه وبين مسؤولين روس إبان حملته الانتخابية، هذا بخلاف إقالة رئيس وكالة التحقيقات الفيدرالية "FBI" جيمس كومي الأسبوع الماضي على خلفية تسريب تلك المعلومات.

ونظر محللو موقع "واللا" للزيارة على أنها محاولة عملية أولى من جانب الرئيس الأمريكي لتحقيق نجاح في ملف السياسة الخارجية والحرب على الإرهاب، وملف حلف الناتو فضلاً عن العلاقات مع إسرائيل، حيث أن تطبيق شعار "أمريكا أولا" الذي رفعه الرئيس خلال خطابه الرئاسي الأول، سيبدأ من وجهة نظرهم من الخارج.

ونوه موقع "واللا" إلى الأزمات الداخلية التي تركها ترامب خلفه، والتي دفعت بعض المسؤولين الأمريكيين لحث ترامب على تقصير أمد زيارته الخارجية إلى خمسة أيام فقط، فيما نوه متحدث البيت الأبيض شون سبايسر إلى أن الحديث يجري عن زيارة مركبة وجدول أعمال مزدحم.

وتتعلق الأزمات التي يواجهها ترامب داخليًا بملف علاقاته بموسكو فضلاً عن التقارير التي تحدثت عن كشفه عميلا إسرائيليا زرع في صفوف "داعش"، أمام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد أن تلقى معلومات استخباراتية سرية من الجانب الإسرائيلي، وخاطر بحياة مصدر في غاية الأهمية.

ووصف المحللون هذا التورط بـ"الدراما التي تركها ترامب داخل أمريكا"، أدت إلى وضع فريق عمل ترامب تحت ضغط دائم، ما يعني أنه خلال الزيارات الخارجية الحالية سيكون تحت تأثير الضغوط الداخلية.

حشد العالم العربي

وأسهب الموقع في سرد تفاصيل استقبال ترامب والوفد المرافق وأفراد عائلته، وحالة الود التي بدت لدى استقباله، والتي قد تعكس علاقات غير مسبوقة مع المملكة العربية السعودية، عارضًا وصفاً دقيقاً لكل التفاصيل التي شهدها حفل الاستقبال وما تلاه، على أساس أن كل ذلك يحمل دلالات واضحة على منظومة علاقات تبدو استثنائية.

ورأى محللون إسرائيليون أن الرئيس ترامب سيعمل على حشد الدول العربية المعتدلة للحرب ضد إيران وداعش، وإعطاء دفعة للعلاقات الأمريكية – العربية، مقارنة بما كانت عليه إبان ولايتي الرئيس باراك أوباما، بحيث يسهم كل ذلك في تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وسلط الإعلام العبري الضوء بالأمس على نقطة تحمل دلالة كبيرة، تتعلق بزيارة ترامب لثلاث مناطق تعد الأكثر قداسة للديانات السماوية الثلاث، فعقب زيارته للمملكة التي تضم بيت الله الحرام، سيزور الرئيس الأمريكي مكانا آخر يقول اليهود إنه مقدس لهم، ويجري الحديث عما يسموه "حائط المبكى" أو "الحائط الغربي"، وهذا الأخير لا يعد كونه الاسم اليهودي لحائط البراق الشريف، والذي يحمل قداسة محددة بالنسبة للمسلمين. فيما لفت الموقع إلى زيارة ترامب المتوقعة للفاتيكان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com