هاريس: هناك حاجة لخفض التصعيد في الشرق الأوسط

logo
العالم العربي

بين حكومة جديدة وحرب متصاعدة.. هل وقعت حماس بين "فكي كماشة"؟

بين حكومة جديدة وحرب متصاعدة.. هل وقعت حماس بين "فكي كماشة"؟
20 مارس 2024، 7:44 ص

إسماعيل صافي

رأت أوساط سياسية فلسطينية، أن حركة حماس دخلت "مرحلة جديدة من التخبط" جعلتها طرفاً في معركتين إحداهما سياسية مع السلطة الفلسطينية والأخرى عسكرية مع إسرائيل لتقع "بين فكّي كماشة"، بحسب وصف بعضهم.

وتعالى صوت التنديد من حركة حماس بعد تكليف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الملياردير الفلسطيني محمد مصطفى بتشكيل الحكومة الجديدة عقب تعيينه رئيساً جديداً للوزراء خلفاً لمحمد اشتية المستقيل.

وكان الأمر الأكثر صعوبة على حركة حماس خلال الأسابيع الأخيرة، خسارتها لأكثر من من قيادي على المستوى العسكري، لعل آخرهم مروان عيسى وغازي أبوطعيمة رغم عدم تأكيد الحركة لذلك رسمياً كما دأبت على التكتم على عدد وهوية قتلاها خلال الحرب.

وزاد تأكيد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح بهدف معلن هو "القضاء على الكتائب المتبقية من حماس"، الضغط على الحركة التي لم تعد قادرة على مواكبة الزخم العسكري، بدليل توقف إطلاق الصواريخ تماماً وضعف العمليات التي كانت تعلن عنها باستمرار.

نتائج كارثية

ويتضح تراجع وضعف موقف حماس، بعد "النتائج الكارثية"، التي لم يكن يتخيلها قادتها في أسوأ كوابيسهم، عقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول واندلاع فتيل الحرب التي أحرقت كل شيء في غزة، من تراخيها في كل مرة تقدم فيها مقترحات للهدنة وتنازلها عن الكثير من أعقد طلباتها السابقة.

ويؤكد ذلك الطرح، بحسب المراقبين، أن "الإدارة الأمريكية ذاتها باتت تعوم على موجة واحدة مع حركة حماس، بعدما رأت واشنطن أن الحركة باتت تتواءم مع المطالب العقلانية التي كانت في السابق ترفضها مصرة على تحقيق مكاسب أكثر من الحرب التي خسرتها من أول يوم".

وكان الأكثر مأساوية في مسيرة حركة حماس خلال الحرب على غزة تلك الصور والمقاطع، التي لا مجال معها للشك، بأن هناك من يقوم من بين أفرادها أو الموالين لها، بنهب وسلب مساعدات الغزيين الشحيحة، وكانت الصور والمقاطع وشكاوى الناس دليلاً لا تشوبه شائبة.

وتخرج أصوات منهكة من خارج قطاع غزة، بين الحين والآخر، كلما توفرت الاتصالات وشبكة الإنترنت، لتحكي عن بشاعة ما لم تتمكن الكاميرات من رصده وما يعجز الصوت عن وصفه، فقطاع غزة، أو نسبة عظمى من كيانه، أصبح ركاماً يعتليه الأنين ويبطنه الدم.

ويؤكد مراقبون أن حركة حماس لم تعد تملك عصا إدارة الحرب ولا حتى معارك منها، بعد تدمير كل مكان وطأته دبابات الجيش الإسرائيلي، والأمل الوحيد المتبقي هو إنهاء الحرب ليعرف قطاع غزة من تبقى على أنقاضه من أهله.

أخبار ذات صلة

نتنياهو يجدد التأكيد على اجتياح رفح برا لـ"تدمير" حماس

           

"خيارات ضيقة"

ويقول المحلل السياسي إياد أسعد، إن "أحد أهم أسباب إطالة أمد الحرب هو أن حماس ونتنياهو على حدا سواء باتوا أمام معضلة نهاية حياتهم السياسية، كل في موقعه".

وقال أسعد لـ"إرم نيوز"، إن "حماس تدرك جيداً أن غالبية القوى المؤثرة في العالم لن تقبل بأن تكون الحركة جزءاً من مستقبل الحكم في قطاع غزة، وهو ما يجعل الحركة أمام خيارات محدودة تتمثل في الاستمرار في الحرب بأي ثمن وهو ما تتجه إليه الحركة الآن".

وأكد أن "الرهان حالياً على الملف الإنساني في غزة لخلق حالة ضغوط دولية تنهي الحرب، مع تقبل أقل الأضرار فيما يتعلق بملف مستقبلها السياسي في غزة".

وأضاف أسعد، أن "الخيار الآخر أو القبول بصفقة تضمن السلامة الشخصية لعدد من قادتها والانسحاب تدريجياً من المشهد السياسي فيما يتعلق بغزة، على أمل العودة حين تكون الظروف سانحة لذلك في وقت سابق".

وأوضح أن "إسرائيل تدرك ما تبحث عنه حماس في هذا الصدد، لذلك تلجأ لمحاولة ضرب مفاصل قوة جهاز العمل الحكومي الذي أنشأته حماس على مدار سنوات حكمها لغزة، حتى تضعف قدرة الحركة إلى أقصى حد في الاستمرار بإدارة ملف السيطرة على غزة".

وبحسب المحلل السياسي، فإن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس قدم لحماس طوق نجاة على طبق من ذهب عبر تشكيل حكومة تكنوقراط، لإدارة ملف الأراضي الفلسطينية بشكل كامل، لكن حماس قدمت موقفاً غريباً بمعارضتها هذه الخطوة".

وقال إن "حماس يجب أن تكون أكثر تجاوباً مع فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط تتولى مهمة إدارة قطاع غزة، خاصة بعد الحرب؛ حيث تنتظر أي جهة ستكون مسؤولة عن غزة ملفات ثقيلة مثل إعادة إعمار ما دمرته الحرب".

وأوضح أسعد، أن "حماس حتى لو بقيت في دائرة حكم غزة فإنها لن تكون قادرة بأي شكل من الأشكال على إدارة ملفات غزة ما بعد الحرب، لأنها تتطلب جهداً دولياً ولن تقبل أي من الأطراف الدولية الفاعلة بأن تكون حماس جزءاً من خطط إعادة الإعمار التي سيرافقها ضخ مليارات الدولارات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC