عسكرة البحر الأحمر.. لهيب حرب غزة يمتد عبر الإقليم

شكّل إعلان الحوثيين اختطاف سفينة شحن في البحر الأحمر؛ بحجة أنها مملوكة لإسرائيل، إنذارا بشأن توسع الصراع في غزة عبر الإقليم، وما قد يترتب على ذلك من تبعات تهدد الأمن في أحد الممرات الحيوية للتجارة الدولية.

وأعلن الحوثيون، الأحد الماضي، السيطرة على "غالاكسي ليدر"، واقتيادها لشواطئ اليمن والتحفظ على طاقمها نصرة لغزة، إلا أن إسرائيل نفت أن تكون السفينة التي تديرها شركة يابانية تابعة لها أو يوجد على متنها أي من حاملي جنسيتها، مع أن تقارير إخبارية ربطتها برجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام رامي أونغار.

ويتمتع البحر الأحمر بأهمية استراتيجية كونه ممرا حيويا للتجارة الدولية، وحلقة وصل بين ثلاث قارات هي آسيا وأوروبا وإفريقيا، من خلال ربطه بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي وبحر العرب، وهذه الأهمية تجعل التوترات الجارية ذات تأثيرات يتجاوز مداها أطراف الصراع المباشرة، الأمر الذي دفع بعض المعلقين لتوقع أن تكون لحادثة الاختطاف تداعيات كبيرة.

وبقدر ما تؤثر مثل هذه الحادثة في التأمين على التجارة، وتؤدي لارتفاع الأسعار عالميا، فإن بعض القراءات التحليلية تذهب إلى أنها قد تؤثر أيضا في توجهات الدول المطلة على الممر المائي؛ لجهة التحرك لحماية مصالحها.

وتُطل على البحر الأحمر تسع دول هي مصر والسعودية والسودان والأردن واليمن وجيبوتي والصومال، ثم إريتريا وإسرائيل، وكانت الأخيرة بالفعل قد نشرت فيه، مطلع نوفمبر الجاري، زوارق حربية، بعد أن أعلن الحوثيون استهدافها بمقذوفات صاروخية، ضمن ردود الفعل على حرب غزة.

وأشار كينيث لوه، محلل بلومبرغ إنتليغنس، إلى أن التحركات في البحر الأحمر تمثل "تصعيدا كبيرا للتوترات، وأن بعض شركات الشحن قد تقرر الالتفاف حول المنطقة لأسباب مرتبطة بالسلامة، ما يعني تكاليف وتأخيرات إضافية".

ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، الاثنين، عن نائب رئيس هيئة الأركان التابعة للمليشيات، اللواء علي الموشكي، قوله إن "السفن الإسرائيلية أهداف مشروعة لنا في أيّ مكان، ونحن حذّرنا مسبقاً ولن نتردّد في التنفيذ إطلاقاً".

ورغم أن حادثة "غالاكسي ليدر" لم تؤثر بشكل فوري على الأسواق العالمية، يرى مراقبون أن "امتداد رقعة الصراع لتشمل البحر الأحمر ينذر بأزمة في سلاسل التوريد عالميا".

في هذا السياق، نقلت "بلومبرغ" كينيث لوه قوله إن هذا التطور "قد يؤثر في سلاسل التوريد، على نحو يذكِّر بالفوضى التي حصلت حين اجتاح فيروس كورونا العالم 2020، وتسبب في جائحة كونية".

ومع حساسية الموقف، يبقى الرهان قائما على قدرة أطراف الصراع والجهات الدولية ذات التأثير على إدارة الأزمة بشكل يجنب المنطقة سيناريو الصراع المفتوح؛ لما قد يترتب عليه من تداعيات واسعة النطاق.