فلسطيني يقف وسط ركام منزله في منطقة رفح بغزة
فلسطيني يقف وسط ركام منزله في منطقة رفح بغزةأ ف ب

مسؤول لـ"إرم نيوز": هذه تحديات إعادة إعمار غزة بعد الحرب المدمرة

يطرح التدمير الكبير الذي شهده قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة أسئلة عريضة بشأن مستقبل عملية إعادة إعمار القطاع، خاصة في ظل معطيات تشير إلى سلسلة أزمات عالمية من جهة، وانقسام فلسطيني لم تنهه الحرب. 

وبينما ينتظر الغزيون انتهاء الجانب العسكري من الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة، يترقبون بقلق حربًا أخرى تتعلق بإعادة إعمار ما دمرته الحرب التي طالت مساكنهم ومنشآتهم التجارية والاقتصادية وحتى البنية التحتية. 

أخبار ذات صلة
إسرائيل تستثني شمال قطاع غزة من دخول المساعدات الإنسانية

دمار كبير

وبحسب أحدث الأرقام التي نشرها المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في قطاع غزة، فإن الحرب الإسرائيلية تسببت بتدمير أكثر من 300 ألف وحدة سكنية ما بين دمار كلي وجزئي.

كما تشير الإحصائيات إلى تدمير 126 مقراً حكوميًا في غزة، و90 مدرسة وجامعة ونحو 282 أخرى بشكل جزئي، إضافة إلى أنه تم تدمير 200 مسجد و3 كنائس، وعشرات المستشفيات والمراكز الصحية التي خرجت عن الخدمة بشكل جزئي أو كلي. 

مسؤولية ثقيلة

الخبير الاقتصادي نصر عبدالكريم يرى أن إعادة إعمار قطاع غزة ستكون مسؤولية ثقيلة لن تستطيع أي من الجهات المانحة والمؤسسات الدولية ولا حتى الدول أن تتحملها بشكل منفرد. 

وقال، لـ"إرم نيوز"، إن "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" قد تكون طرفاً في إغاثة غزة، وقد تكون قناة رئيسية لتمرير مساعدات إنسانية وطبية، لكنها لن تستطيع تحمل تكلفة الإعمار بأي شكل من الأشكال". 

وأضاف: "هذا العدوان ألحق أضراراً بالبنية التحتية وحدها، تمثل أربعة أضعاف الأضرار في قطاع غزة جراء حرب 2014، واليوم التقديرات تتراوح بين 15 و20 مليار دولار لإعادة إصلاح البنية التحتية، وإعادة إعمار المنازل والمساكن والمكاتب وشبكات المياه والصرف الصحي، التي لم يتبق منها شيء، لأن أحياء كاملة تم شطبها". 

آثار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة
آثار القصف الإسرائيلي على قطاع غزةأ ف ب

وتابع عبد الكريم: "هذه البنية التحتية تحتاج لإعادة إعمار وبالتالي فإن إعادة الإعمار والإغاثة والتعافي الاقتصادي لن تستطيع أي جهة واحدة أن تتحمله". 

وقال: "ربما تعقد دول معنية مؤتمراً، كما حدث بعد حرب 2014، وقد تحصل على تمويل من دول ومؤسسات كبيرة، لتشكيل لجنة لإعمار قطاع غزة، وحشد الموارد المالية بناء على وثيقة احتياجات يتم إعدادها". 

عقبات ومخاوف 

وأضاف أن عملية إعمار بنّاءة لقطاع غزة تحتاج لآليات جديدة لا تسمح بدخول مواد البناء بالقطارة، مثلما حدث سابقاً، مضيفًا: "إذا لم يتحرر قطاع غزة من الحصار وإذا لم ينتهِ الانقسام لن يسعف وجود التمويل - وهو مهمة صعبة – غزة". 

وتابع: "لا بد أن ينتهي الحصار حتى تنجح عملية الإعمار، وكذلك الانقسام الفلسطيني، حتى عندما تلوح عملية سياسية تتضمن الإعمار أن يكون الفلسطينيون جاهزين، لأنه إذا بقي الانقسام والحصار ستذهب كل أسباب تحقيق أي ثمن سياسي من كل هذه التضحيات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com