الجزائر.. السخرية من قرار حكومي يجبر الأئمة على نشر الدعوة عبر الإنترنت
الجزائر.. السخرية من قرار حكومي يجبر الأئمة على نشر الدعوة عبر الإنترنتالجزائر.. السخرية من قرار حكومي يجبر الأئمة على نشر الدعوة عبر الإنترنت

الجزائر.. السخرية من قرار حكومي يجبر الأئمة على نشر الدعوة عبر الإنترنت

كشف وزير الأوقاف الجزائري، محمد عيسى، اليوم بمحافظة الأعواط 450 كم غربي الجزائر، أن الوزارة ماضية بجدية في توفير الظروف الملائمة لتمكين الأئمة وخطباء المساجد من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في محاربة "الأفكار الهدامة والدخيلة على المجتمع الجزائري".

وأثارت دعوة الأئمة لفتح حسابات على "تويتر" و"فيسبوك"، ضجة في الشارع المحلي، لكنه تمسّك بموقفه المثير للجدل وأوضح أن الأئمة الجزائريين مواطنون ولا يجب أن يعيشوا بمعزل عن مجتمعهم والبقاء رهينة الوسائل الدعوية التقليدية في الوقت الذي يشهد العالم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة، على حد تعبيره.

وأوضح وزير الأوقاف، أن حكومة عبد العزيز بوتفليقة حريصة على محاربة كافة الظواهر الدخيلة على المجتمع الجزائري بكل الوسائل المتاحة، مضيفًا أن مصالح الأمن بأجهزتها المختلفة، والمؤسسات الدينية مجندة كلها لدحر "الجماعات الدينية التي صارت تنشط في العلن على غرار الأحمدية التي تبشر بنبي جديد".

وقال الوزير محمد عيسى، أن دعوة الأئمة لفتح حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعني استغلال هذه الفضاءات للتواصل المباشر مع الشباب وتمرير الخطاب الديني الذي يتجانس ويتوافق مع مرجعية البلاد وهي المذهب المالكي، لحماية المجتمع المحلي من المؤثرات الخارجية وحملات التبشير والتضليل الداعية إلى الطائفية والمذهبية.

وبين إمام أحد مساجد العاصمة الجزائرية، رافضًا كشف هويته في تصريح لموقع "إرم نيوز"، إن خطة الوزير الحالي للأوقاف تثير السخرية وتكرس لسياسة الهروب إلى الأمام ما فتئ المعني يقوم بها منذ التحاقه بالحكومة في أبريل/ نيسان 2014.

وأضاف أن محمد عيسى يدرك جيدًا أن مساجد الجزائر ليست موصولة بخدمة الإنترنت وهو ما يحول دون تحقيق أمنية الوزير الذي يحاول لفت الانتباه والظهور كمسؤول نشيط للمكوث أطول مدة في الوزارة.

ويعتقد القيادي بحركة "مجتمع السلم الإسلامي" المعارض، الدكتور عبد الله بن عجمية، أن هذه الدعوة للانفتاح على منصات التواصل الاجتماعي ظاهرها حسن وباطنها فيه "إن وأخواتها"، مشككًا في نوايا السلطة الحاكمة حيث تساءل:"ما معنى الأفكار والمواقع الهدامة التي يقصدها وزير الأوقاف؟".

ويأسف بن عجمية، وهو أيضًا أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة مستغانم غربي الجزائر، لكون منطق وزارة الأوقاف ما يزال قائمًا على مبدأ لا أريكم الا ما أرى حتى في مجال ولوج عوالم التكنولوجيا.

واستنكر أن هذه الوزارة تعتقد أنها تملك الحق وحدها في تصنيف الأفكار إلى صالحة وهدامة وتأمر الأئمة وموظفي القطاع الديني بمحاربة الفكر الذي تراها هدّامًا وفق قناعات الوزير.

ويجزم أن أصل الأشياء هو أن يدخل الأئمة عالم الإنترنت ويتوغلوا في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التوعية والإصلاح وليس من أجل خوض معارك وحروب مع الجماعات والطوائف كما تريده الحكومة.

وأبرز أن حكومة عبد العزيز بوتفليقة تتحكّمُ المساجد والمؤسسات الصوفية (الزوايا) وقد عجزت على توظيف الخطاب الديني في خدمة المجتمع وتوعيته وإصلاحه وقد أضحت المساجد بلا روح بعيدة عن يوميات الناس وهمومهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com