صحيفة: حزب الله ربما فقد السيطرة على بعض جنوده جنوب لبنان

قدرت مصادر بالجيش الإسرائيلي، أن تنظيم حزب الله اللبناني "ربما فقد السيطرة" على بعض جنوده في جنوب لبنان، مرجحة خروج آلية اتخاذ القرارات بالمنظمة من سيطرة الأمين العام حسن نصر الله.

وذكرت صحيفة "The Jewish Press" الأمريكية، يوم الثلاثاء، أن "ثمة اعتقادا سائدا داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بأن عناصر من المنظمة الشيعية اللبنانية يبادرون من تلقاء أنفسهم بأعمال لم تصدر بها أوامر من قيادة المنظمة".

ونقلت عن مصادر عسكرية، كانت قد تحدثت إلى صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "عناصر تابعة للمنظمة اللبنانية ربما يرغبون في الصدام مع الجيش الإسرائيلي عند النقاط الحدودية لشمال إسرائيل".

وأشارت إلى أن "الشهور الأخيرة فقط شهدت زيادة الاحتكاكات التي يمكنها أن تتطور إلى اشتباك بنسبة 420%، دون وجود تفسير واضح".

وتساءلت المصادر عن "الأسباب التي قادت إلى هذه الأوضاع، وإذا ما كان الأمر يأتي بناء على سياسة ومنهج ثابت للمنظمة، بحيث تترك انطباعات بأن انفصالا حدث بين القيادة وعناصر المنظمة على الأرض".

وشهد الشهر الماضي، قيام آليات وجرافات عسكرية إسرائيلية بأعمال هندسية على الحدود مع جنوب لبنان.

وتخطت تلك الآليات الجدار الحدودي لتنفيذ أعمال في منطقة الخط الأزرق، مبررة ذلك برغبة الجيش في تجهيز نقاط تمركز آمنة للدبابات. 

لكن الصحيفة الأمريكية اعتبرت أن "الهدف الحقيقي هو توجيه رسالة لحزب الله بأن إسرائيل تطبق سيادتها على المنطقة"، مضيفة أن "عناصر من حزب الله وصلوا إلى المنطقة خلال أعمال الجيش الإسرائيلي لمراقبتها عن كثب، وأصبحوا على بعد أمتار معدودة منهم".

ولفتت إلى أن تلك "لم تكن المرة الأولى التي يصل فيها جنود من حزب الله لمراقبة أعمال الجيش الإسرائيلي من مسافة لا تذكر، وأن أعضاء التنظيم ينفذون يوميا عمليات شبه عسكرية، مثل عمليات تمهيد الأرض بواسطة آليات أو سيرا على الأقدام، فضلا عن دوريات استطلاع على امتداد الحدود".

وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" أشارت، الإثنين، إلى أنه "في الوقت الذي تباشر فيه إسرائيل تنفيذ مهمات استخبارية في لبنان وسوريا، من أجل تقويض محاولات تنفيذ هجمات معادية، ثمة مخاوف داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من حدوث تطورات على الأرض". 

ونقلت عن مصدر عسكري إسرائيلي، لم تكشف هويته، أن حزب الله "يبدو أنه فقد السيطرة على عناصره في الجنوب اللبناني، وأن أعضاء متفرقين من المنظمة يحاولون خلق احتكاك مع جنود الجيش الإسرائيلي". 

وأضاف المصدر، أن "حزب الله نشر عشرات من نقاط المراقبة على امتداد الحدود، وأن هناك مخاوف من أن نشطاء بالمنظمة قد يعملون من تلقاء أنفسهم على تسخين الأوضاع". 

ولفتت الصحيفة إلى أن "الأوضاع الاقتصادية المتردية في لبنان انعكست بشكل واضح على سكان الجنوب، وأن دوي طلقات الرصاص يُسمع يوميا في الجانب الآخر من الحدود، بسبب عمليات الصيد التي يباشرها السكان المحليون هناك، الأمر الذي يؤرق مستوطني شمال إسرائيل الذين يعتقدون أن الحديث يجري عن تدريبات ينفذها عناصر حزب الله". 

من جانب آخر، أكدت الصحيفة، أن "مخاوف عميقة تنتاب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، جراء تزايد عمليات التهريب عبر الحدود اللبنانية، في وقت تتعاون فيه عصابات الجريمة المنظمة في إسرائيل مع حزب الله، الذي يعمل على تهريب أسلحة إلى الداخل الإسرائيلي". 

وبحسب المصدر الإسرائيلي، فإن "عمليات التهريب لا تتوقف، لكن ما تغير حاليا هو الارتباط بين الشقين الإجرامي والعسكري، أي بين عصابات الجريمة المنظمة في إسرائيل وبين التنظيم اللبناني".