أحد عناصر "داعش" يرفع سلاحا وراية التنظيم
أحد عناصر "داعش" يرفع سلاحا وراية التنظيمرويترز

بعد 5 سنوات من القضاء عليه.. هل يعود "داعش" مجددا؟

محمد حامد

أثيرت حالة جدل بشأن ظهور تنظيم "داعش" مجددا، بعد مرور نحو 5 سنوات على القضاء على آخر معاقله في بلدة "الباغوز" بمحافظة دير الزور السورية، إثر نشاط فروع للتنظيم مثل "داعش خراسان".

وفتحت عودة هذه الفروع التساؤلات عمّا إذا كانت هذه الأنشطة تمثل عودة للتنظيم بكامل قوته مجددا، أم أن الأمر يدور حول انبثاق تنظيمات فرعية على نهج داعش مع استغلال اسمه.

محللون ومراقبون أكدوا أن هذا التنظيم "يمرض ولا يموت"، وأن العودة من الممكن أن تكون قوية في مناطق كان يرتع فيها التنظيم بجانب مناطق أخرى تشهد حاضنة مناسبة لإعادة بناء فروع منه تحمل الأيديولوجيات نفسها.

وقالوا إن ظهور داعش بأي ثوب أو شكل جديد بشكل أقوى في المراحل القادمة بمناطق متفرقة من العالم يعتمد على أمور عدة، من بينها الفوضى الناجمة عن التهديدات والتوترات المستمرة التي يشهدها الشرق الأوسط، في حين أن الفوضى هي العامل الأول الذي يساعد على إيقاظ خلايا هذا التنظيم.

"داعش يمرض ولا يموت"

وأكد الخبير الأمني والاستراتيجي، والباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، فاضل أبو رغيف، أن "داعش لن يستطيع العودة لما كان عليه مرة أخرى، ولكن قد تنفذ فروع منه عمليات في أزمان متباعدة وحقب وفترات على مدى طويل، وهو ما يعتبر نبض العودة".

وأضاف، في تصريح لـ"إرم نيوز": "دائما ما تنبض الحياة داخل التنظيمات الراديكالية الإسلامية، لجملة من الاعتبارات؛ فهي تنظيمات عقائدية، فيها مجلس شورى وهيئة رأي، ما يبعث الروح في بقايا الجماعة؛ لذلك التنظيم يمرض ولكن لا يموت، يقفل لكن لا يتلاشى بطريقة الاندثار".

وتابع: "قد يتحول من عمل دولة التمكين إلى مفارز صغيرة جوالة؛ وهي أفراد لا يتخطون عتبة 3 إلى 5 أفراد، وهي مجموعة خيطية تتوارى في الوديان والسهول والجبال وبعض المناطق ذات الطبيعة الجغرافية المعقدة".

ولفت إلى أن "التنظيم الذي نجح بالتكيّف وسط هذه البيئات، يستطيع التأقلم مع أية بيئة معقدة سواء في كهف داخل جبل أو خندق تحت الأرض".

وأوضح أبو رغيف أن "التعامل حاليا من جانب التنظيم يكون بشكل تدريجي مثلما كانت حالة التمهيد لظهوره قبل ذلك"، مذكّرا بما جرى في الفترة من 2010 – 2015 عندما كان التأهيل لانطلاق التنظيم غير المعلوم وقتئذ بانفجار سيارة مفخخة عبر انتحاري في المدن والمحافظات العراقية.

وبيّن أنه "منذ سنوات لم يكن هناك أي أعمال عنف، والتنظيم أخفق في الالتزام بمشاهد مهمة كان يتبعها، منها ما كان يتم تمريره في تلك الأيام مما يسمى بغزوة رمضان، التي كان يهلل ويعد العدة لها، من جهاز إعلام التنظيم عبر وكالة أعماق أو الفرقان، أو أي من وكالاته التي يعتمدها إعلاميا".

"من عقائدي تطرفي إلى داعش الارتزاق"

وبدوره، قال الخبير في الشؤون العسكرية عبد الرحمن مكاوي، إن "تنظيم داعش سقط بسقوط مدينتي الرقة والموصل قبل سنوات، ثم تحول بعد ذلك إلى تنظيم مشرد ومطارد في بعض النقاط، منها في سوريا وصحراء الأنبار والصحراء الكبرى والساحل".

وأشار مكاوي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن "نهاية تنظيم داعش سمحت لفروع أخرى بالخروج منه، والقيام بنشاطها بتوسع، ومنها ما هو أكثر تطرفا من التنظيم الأم".

وتابع: "بعض هذه الفروع تقوم بالقرصنة على ميراث التنظيم الأم والسيطرة عليه، ورأينا انتقال داعش الأصلية إلى داعش خراسان وأخرى بالصحراء الكبرى في أفريقيا، فيما دخلت عليه تنظيمات جريمة منظمة وعابرة للحدود والقارات".

وأشار إلى أن "دخول هذه التنظيمات حوّل داعش من تنظيم عقائدي تطرفي إلى داعش الارتزاق الذي يعمل لمن يدفع له أكثر، سواء من جماعات أخرى أو من أجل أهداف أجهزة استخباراتية".

"خلايا نائمة"

وبدوره، بيّن مدير المركز الجيواستراتيجي للدراسات في ألمانيا، إبراهيم كابان، أن "العوامل التي تساعد في ظهور داعش مجددا عبر تنظيمات بمناطق في الشرق الأوسط تعود إلى مظاهر، من بينها انتشار ميليشيات إيرانية في عدة نطاقات جغرافية، ومحاولة الفوضى التي تسعى تركيا إلى خلقها خلال الصراع المستمر مع قوات سوريا الديمقراطية".

وأشار إلى أن "محاولة إدخال الدولة السورية في حرب، أعطى المجال الكامل لظهور داعش في مناطق البادية السورية، والانطلاق منها في تنفيذ عمليات ضد الدولة السورية وقسد".

وأوضح كابان، لـ"إرم نيوز"، أن "ظهور داعش بأي ثوب أو شكل جديد بشكل أقوى في المراحل القادمة بمناطق متفرقة من العالم يعتمد على أمور عدة، من بينها الفوضى الناجمة عن التهديدات المستمرة التي يشهدها الشرق الأوسط".

أخبار ذات صلة
"داعش" يقطع طريقاً حيوياً ويتمركز في قريتين تتبعان بادية دير الزور

وأضاف: "الفوضى هي العامل الأول الذي يساعد على إيقاظ داعش، بالإضافة إلى مسائل تتعلق بالحاضنة، إذ إن حاضنة داعش في دير الزور لم تنتهِ، وحاضنته بمناطق الاحتلال التركي في سوريا ما زالت قائمة".

وأوضح أنه "تم القضاء على داعش كدولة تسيطر على الأرض، ولكن الفكرة والخلايا النائمة والجهات الداعمة لم تختفِ؛ لذلك بقيت تلك الخلايا تتدرب بين مجموعات مرتزقة سورية تحتل مدن رأس العين، وجرابلس، وإعزاز، وعفرين، وإدلب".

وختم بالقول: "هذه مناطق السيطرة التركية التي شهدت هروب المئات من عناصر التنظيم لتحتمي وتندمج فيما يعرف بالجيش الوطني الحر، ومن ثم تحويل هذه العناصر إلى قوة فاعلة لإعادة الاتصالات مع الخلايا النائمة في مناطق أخرى".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com