عاجل

البيت الأبيض: إسرائيل عثرت على 6 جثث لرهائن لدى حماس بينهم مواطن أمريكي

logo
العالم العربي

نهاية "أوهام" إسرائيل في غزة.. تحول استراتيجي وتحديات متزايدة‎

نهاية "أوهام" إسرائيل في غزة.. تحول استراتيجي وتحديات متزايدة‎
04 نوفمبر 2023، 4:15 م

قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن الصراع بين حماس وإسرائيل دفع الأخيرة إلى مواجهة حرب ذات نطاق وصعوبة استثنائيين، على عكس أي صراع سابق في غزة.

وأضافت المجلة أن على إسرائيل لتحقيق نجاح في هذا المسعى أن تنشر نهجا شاملا يجمع بين الاستراتيجيات العسكرية المستمدة من نماذج الحرب الطويلة، والاستفادة من الأدوات الدبلوماسية والمعلوماتية والاقتصادية.

وكشف هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عن فشل ذريع في الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية القائمة، حيث لم يعد نموذج الردع، الذي اعتمد على التكنولوجيا الدفاعية، قابلاً للتطبيق.

وتتحمل أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية، إلى جانب المشرفين الحكوميين عليها، مسؤولية كبيرة لهذا الفشل، حيث تم تجاهل علامات التحذير الرئيسة أو التقليل من أهميتها، وفق التقرير.

وقال إن نجاح أهداف الحرب التي تسعى إسرائيل لتحقيقها ضد حماس، وما سيلي ذلك من خلق نموذج أمني جديد، من شأنه أن يشكل مستقبل البلاد بشكل كبير.

وتابعت: "في خارج غزة، سيتعين على إسرائيل أن تواجه شبكة أوسع من التهديدات والجماعات المسلحة المدعومة من إيران، والتي تشكل تحديات على جبهات متعددة، بما في ذلك العراق ولبنان وسوريا واليمن، وداخل السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية".

مفهوم الصراع المحدود

وبحسب التقرير، فقد تطور نموذج الردع، الذي وجه السياسات الأمنية الإسرائيلية تجاه غزة، على مدى السنوات التي أعقبت فك الارتباط الإسرائيلي عن غزة في عام 2005 واستيلاء حماس على السلطة في وقت لاحق في عام 2007.

واعتمد هذا النهج على الإنذارات الاستخباراتية المبكرة، والدفاعات الحدودية القوية، واستخدام القوة من حين لآخر لردع مقاتلي حماس.

وكشفت الصراعات بين الطرفين عن قدرات حماس المتزايدة، بما في ذلك استخدام الصواريخ طويلة المدى وبناء الأنفاق تحت الأرض.

وقالت "فورين أفيرز": "على الرغم من هذه القدرات المتنامية لحماس، واصلت الحكومة الإسرائيلية تطبيق مفهوم الصراع المحدود، والذي تضمن عمليات عسكرية قصيرة الأجل نسبيًا وترتيبات وقف إطلاق النار، والتي غالبًا ما توسطت فيها مصر".

وأضافت: "كان هذا التوجه يهدف إلى منع الإطاحة الكاملة بحماس، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى فراغ في السلطة يتعين على إسرائيل أن تملأه".

وتابعت: "نتيجة لذلك، اختارت إسرائيل عدم تعطيل برامج أسلحة حماس بالقوة، مما سمح لحماس تطوير استراتيجيات جديدة، مثل "مسيرات العودة"، التي استخدمت المظاهرات المدنية بالقرب من السياج الحدودي لإخفاء أنشطتها العسكرية".

ووفقا للتقرير، فإن مفهوم الصراع المحدود قد فشل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عندما تم الكشف عن أوجه القصور في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، مما أظهر أن الصراع الفلسطيني لم يعد من الممكن احتواؤه، وأن حماس أعطت الأولوية لأيديولوجيتها الجهادية وخطط إبادة إسرائيل على الحكم والرفاهية الاقتصادية في غزة.

ونتيجة لهذه المعطيات، فإن أحد الجوانب الحاسمة للصراع الحالي هو الاعتراف بأنه لن يتم حله بسرعة، مما يحتم على إسرائيل اتباع استراتيجية طويلة المدى تجمع بين الأعمال العسكرية والجهود الدبلوماسية والإعلامية والقانونية والاقتصادية، بدعم من الشركاء الإقليميين والدوليين. 

نتائج دائمة

ولتحقيق نتائج دائمة، يتعين على إسرائيل أن تستمد الإلهام من تاريخها، مثل حرب 1948، وحرب 1967، وعملية الدرع الواقي ضد حماس عام 2008. إلا أن التهديد الحالي الذي تشكله حماس في غزة أكثر تعقيداً، حيث يوجد مقاتلوها المسلحون في مناطق حضرية كثيفة السكان.

واضاف التقرير أن "نموذج الحرب الطويلة لا يخلو من المخاطر، كما أظهرت الحملة الإسرائيلية المطولة في لبنان بعد عملية عام 1982، والتي أدت إلى إحجام إسرائيل عن المشاركة في عمليات برية كبيرة وحاسمة، مما ساهم في تبني نهج الصراع المحدود في غزة".

وذكرت المجلة الأمريكية أنه "نظراً لهذه التحديات، فمن المرجح أن تتألف الحرب المستمرة ضد حماس من سلسلة من العمليات العسكرية، تهدف كل منها إلى إضعاف قدرات معينة لحماس حتى يتم هزيمتها".

"وفي الوقت نفسه، تحاول إسرائيل أن تحافظ على استراتيجية دفاعية قوية لإحباط التهديدات القادمة والتنسيق مع الشركاء الدوليين"، بحسب المصدر نفسه.

وأشار إلى أنه "لكي يتسنى لإسرائيل هزيمة حماس، فيتعين عليها أن تعالج أيضاً البعد الأيديولوجي والاجتماعي، حيث تتمتع حماس بجذور عميقة في المجتمع الفلسطيني، بالتالي فإن حشد الدعم الإقليمي والمحلي للترويج لبديل معتدل والتصدي لخطابات حماس المتطرفة هو ما ستسعى له إسرائيل".

وأردف: أما على الصعيد الإنساني، فقد وضع الصراع الحالي إسرائيل أمام معضلات صعبة، بما في ذلك العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين وقضية الرهائن الذين تحتجزهم حماس، حيث أصبح ضمان إطلاق سراح الرهائن بشكل آمن مع تقليل المخاطر إلى أدنى حد مهمة معقدة تتطلب الموازنة بين العمليات العسكرية والاعتبارات الإنسانية".

المصدر: مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC