قواعد إيران السرية بسوريا في 90 ثانية (فيديو)
قواعد إيران السرية بسوريا في 90 ثانية (فيديو)قواعد إيران السرية بسوريا في 90 ثانية (فيديو)

قواعد إيران السرية بسوريا في 90 ثانية (فيديو)

كشفت وثائق جديدة عن أن حجم تدخل إيران في سوريا يتخطى كثيرا ما هو معلن، وأظهرت أن وصف مسؤول إيراني لسوريا بأنها المحافظة الإيرانية رقم 35 لم يكن زلة لسان، وإنما هو "حقيقة خفية" نشر بعض تفاصيلها تقرير لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة اعتمادا على مصادر من داخل النظام.

ويقول عضو لجنة الشؤون الخارجية في "المجلس الوطني للمقاومة في إيران"، شاهين غوبادي: "لو لم يدعم النظام الإيراني  بشار الأسد  لكان سقط منذ فترة طويلة".

هذا الكلام ليس مفاجئاً من عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الإيراني المعارض، ولكن العديد من المعلومات التي كشفت عنها هذه المجموعة في التقرير الذي وصل إلي  صحيفة " الكونفيدنشال" الإسبانية تشير إلى أن حجم مشاركة إيران في الحرب السورية، أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقًا، لدرجة أن هناك ضباطاً إيرانيين يتحكمون بالعمليات العسكرية، فيما يتجاوز عدد القوات تحت قيادة الإيرانيين بكثير عدد قوات الأسد.

وقال غوبادي لصحيفة "الكونفيدنشال" إن "إيران تمول الحرب، وهي التي دفعت بعشرات الآلاف من المرتزقة الأجانب من العراق و لبنان والمبعوثين الأفغان لسوريا، حتى أن إيران أقنعت الروس بتوفير الأسلحة المتطورة بسعر منخفض جدًا، والتي تم شراؤها بالمال الذي ألغِي تجميده بعد الاتفاق النووي".

ووفقًا للمجلس الوطني للمقاومة المعارض، فإن إيران قسمت البلاد إلى خمس مناطق عسكرية (المنطقة الوسطى وأربع نقاط أساسية)، كل منها تحت مركز قيادة مختلفة.

ويذكر المجلس أن مقر القيادة في مبنى مطار دمشق يدعى "البيت الزجاجي"، والذي لا يسمح حتى للقوات السورية بدخوله، وفقا لمعارضين.

ومن ذاك البيت الزجاجي، تتحكم القوات الإيرانية بوصول الإمدادات من إيران أو تنفيذ عملية إجلاء سريعة إذا احتل "العدو" العاصمة السورية.

إضافة إلى ذلك، فإن المقاتلين الأجانب، مثل: حزب الله والميليشيات الشيعية في العراق وأفغانستان أو المتطوعين الآخرين، لا يتبعون أوامر الجنرالات السوريين، بل أوامر قادة الحرس الثوري (الباسداران).

وتوضح هذه المعلومات أن إيران هي التي تخوض الحرب فعليا في سوريا، وقادتها هم المسيطرون في الميدان، رغم أنه تم الاستخفاف حتى الآن بعددهم، وطبيعة مهامهم والتي قيل مرارا بأنها "استشارية".

وأضاف غوبادي: "لدينا شبكة داخل إيران، خاصة بين مسؤولي النظام، وأيضا داخل الحرس الثوري بالتحديد، ولقد أكدت مصادر متعددة ذلك".

وقد يكون بديهيا ألا يعد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يتخذ من باريس مقرا له، محايدا، لكن هذا المجلس يعتبر بمثابة منصة سياسية لخمس جماعات معارضة، بما في ذلك منظمة مجاهدي خلق المعروفة بكفاءتها في كشف أسرار النظام الإيراني.

وكان تنظيم "مجاهدي خلق" هو الذي كشف في العام 2002 عن وجود منشآت نووية إيرانية تحت الأرض في نتناز وآراك، وهي المنشآت التي أشعلت أزمة البرنامج النووي الإيراني، وهذه الحادثة المعروفة تعزز مصداقية هذه المعلومات الجديدة بشأن النفوذ الإيراني المتزايد في سوريا.

ولفترة طويلة، كان الإيرانيون ضالعين بشكل عميق في الصراع السوري وفي العراق، وهم يحاولون بكل الوسائل الحفاظ على بقاء المحور الشيعي بين إيران والعراق وسوريا ولبنان، أو ما يعرف بـ"الهلال الشيعي".

واستشارت صحيفة "الكونفيدنشال" الإسبانية، أحد خبراء الاستخبارات العسكرية والأمن الذي قال: "لم تكن الأرقام دقيقة، ولكنها تتماشى مع التوقعات، كما أن الخسائر الإيرانية من الجند والموارد كبيرة".

واتفق معه العقيد بيدرو باسيز، وهو خبير في الجيوإستراتيجية، والذي كان يرصد الصراع في سوريا بالتفصيل من البداية، إذ قال إن "هناك بيانات مفصلة، ليست معروفة حتى من قبل المحللين المتخصصين في هذا الموضوع، ولكن الفكرة الإجمالية صحيحة تمامًا، ووفقاً للأخبار الواردة، لا يمر يوم دون موت عقيد أو جنرال في الجبهة السورية، ومع موت القادة يموت الجند بأعداد أكبر".

وهناك أيضا حديث عن النقل الجوي الذي أنشئ لتعزيز قدرات قوات الأسد بمقاتلين شيعة.

ويشير العقيد باسيز إلى أن إحدى العبارات الأكثر لفتاً للانتباه في التقرير، هي التي أفادت أن عدد المقاتلين تحت السيطرة الإيرانية يفوق عدد جيش الأسد، الذي تتعدى قواته 50 ألف جندي.

ووفقًا لتقديرات المجلس الوطني للمقاومة، يوجد في سوريا بين 8 و10 آلاف عضو من الحرس الثوري، وبين 5 و 6 آلاف من القوات النظامية الإيرانية، ومن 7  إلى 10 آلاف من أعضاء حزب الله، وبين 40 و47 ألفا من المتشددين الآخرين من بلدان أخرى، وهذه المعلومات ترفع عدد القوات الإيرانية والمدعومة من إيران إلى ما لا يقل عن 60 ألف مقاتل.

علاوة على ذلك، ووفقًا للمعارضين، فإن هذه القوات هي التي تتحمل وطأة القتال، فالجيش السوري لا يقاتل كثيرا بل يقع عبء القتال على عاتق الإيرانيين ومرتزقتهم.

ويصر غوبادي على أن السوريين هناك يعملون فقط كمرشدين محليين لقيادة الآخرين إلى المواقع، والقتال ضارٍ لدرجة أن النظام السوري لا يثق في جنوده، كما أن الوضع متوتر للغاية، ويمكن أن يفروا، لذلك يقع العبء الأكبر على الميليشيات الإيرانية وعناصر حزب الله.

وغوبادي ليس الشخص الوحيد الذي يقول إن "جيش الأسد تم تكريسه في المقام الأول لجمع الرشاوى وترويع السكان المحليين، فيما أعداده قليلة جدًا في ساحة المعركة".

وفي أوائل سبتمبر، قال "ميخائيل خوضارنويك" الخبير العسكري الروسي المتقاعد "من المستحيل إصلاح القوات المسلحة السورية".

ويرى خبراء أن جنرالات الأسد لا يعتقدون أن قواتهم قادرة على إحلال النظام في البلاد دون مساعدات عسكرية أجنبية، كما لا يخططون لعمليات واسعة النطاق، وهناك نقص في الذخيرة والمعدات الحديثة، فضلاً عن الخوف من النتائج السلبية في المعركة.

ويقول غوبادي "عندما أدركت إيران المشاكل العميقة في نظام الأسد، ذهب قاسم سليماني، القائد الأعلى  للحرس الثوري، إلى روسيا وطلب من بوتين المشاركة.

وأضاف غوبادي أن روسيا وإيران تتشاركان المنظور الإستراتيجي نفسه، ولكن في حين أن موسكو لديها مصالح في المنطقة، فإن الأمر بالنسبة للنظام الإيراني مسألة حياة أو موت".

ويوضخ غوبادي أن المسألة بالنسبة لإيران تتعدى بكثير كونها مجرد قضية إستراتيجية إقليمية، إذ يرى النظام الإيراني أن سلطته الحالية تستند إلى حد كبير على بقاء الأسد.

وأشار غوبادي إلى تصريح سابق لخامنئي قال فيه "إذا لم نقاتل في مدن سوريا، فإن العدو سيقاتل في مدننا"، وهذا يؤكد أن إيران تنظر إلى الحرب السورية على أنها "صراع مصيري".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com