بنيامين نتنياهو يراوغ مجددًا للهروب من السلام
بنيامين نتنياهو يراوغ مجددًا للهروب من السلامبنيامين نتنياهو يراوغ مجددًا للهروب من السلام

بنيامين نتنياهو يراوغ مجددًا للهروب من السلام

لا يبدو بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، حول مبادرة السلام العربية، مؤيداً للمبادرة، بالشكل الذي تروج له وسائل الإعلام.

وقال نتنياهو عن المبادرة التي أقرتها جامعة الدول العربية العام 2002 ومجدداً العام 2007، إنها "تشتمل على عناصر إيجابية تساعد في إعادة إحياء مفاوضات بناءة مع الفلسطينيين" وأضاف: "نحن على استعداد للتفاوض على مبادرة منقحة".

إساءة فهم 

رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يرغب فقط بتعديلات على المبادرة،  بل أساء فهم مضمونها، فمن المفترض أن تكون حلاً شاملاً للصراع العربي الإسرائيلي  كتسوية نهائية، كما وصفها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأسبوع الماضي، وليست مجرد خطوة للمفاوضات مع الفلسطينيين.

وتقضي المبادرة بعلاقات طبيعية بين إسرائيل والعالم العربي، مقابل الانسحاب التام من الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل  العام 1967، و"حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين"، وإنشاء "دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية".

وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، فالمبادرة بالكاد تدعو إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وهو ما كان يفترض قيامها به بكل الأحوال، وتم تخفيفها العام 2013 ليصبح الأمر مقتصراً على قبول تبادل الأراضي المتفق عليها من الطرفين، وعلى هذا النحو، تعد المبادرة عادلة، والجبير محق في رفضه لمراجعتها وتعديلها.

ولم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي على التعديلات التي يرغب بها، وهذا ليس صدفة، لأنه يعلم أن قيامه بذلك من شأنه الإعلان للعالم بأنه يرفض المبادئ الأساسية للمبادرة، فأي تعديلات يسعى لها ستجعل مبادرة السلام غير مجدية.

تعنت إسرائيلي

وليس سراً أن حكومة نتنياهو وكل حكومات إسرائيل، تعارض تماماً  "الانسحاب الكامل" من الأراضي العربية المحتلة،  فتصريحات المسؤولين الإسرائيليين واضحة بهذا الشأن، والتوسع الاستيطاني لا يخفى على أحد.

وسبق أن قال نتنياهو، عن مرتفعات الجولان السورية إن تلك الأراضي "ستبقى للأبد" تحت سيطرة إسرائيل.

أما فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية، فيصر نتنياهو على وجوب الحفاظ على مشروع الاستيطان الإسرائيلي، الذي يسيطر تقريباً على نصف الضفة الغربية، بما في ذلك أحواضها المائية وأراضيها الخصبة.

وإضافة إلى ذلك، ترغب إسرائيل بالحفاظ على سيطرتها على الجزء الشرقي من مدينة القدس التي ضمتها بشكل غير قانوني. كذلك تقول إسرائيل إن ما يتبقى من الأراضي الفلسطينية يجب نزع السلاح منه، أو بكلمات أخرى "عزله".

وعليه، فكل هذه الشروط الإسرائيلية، تناقض مفهوم "الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة". وأيضاً تضم حكومة نتنياهو، أعضاء يرفضون بشكل قاطع قيام دولة فلسطينية.

مراوغة إسرائيلية

وفي الفترة التي سبقت إعادة انتخاب نتنياهو العام الماضي، تعهد بنفسه بعدم تحقيق دولة فلسطينية خلال ولايته، كما تنكر إسرائيل الحقوق الأساسية للاجئين الفلسطينيين، ومسؤوليتها عن تهجيرهم.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد أفيغدور ليبرمان وصف المبادرة العام 2009 بـ "الخطرة"، وبأنها "وصفة لتدمير إسرائيل"، ومع ذلك، أعرب نتنياهو وليبرمان عن اهتمامهم "المفترض" بالمبادرة.

ويبدو هذا "الاهتمام"، كمحاولة لإظهار جانب ودي أمام المجتمع الدولي، بهدف تشتيت المخاوف من عودة حكومة إسرائيلية متطرفة.

وأمام هذا الهدف الإسرائيلي، رحبت وزارة الخارجية الأمريكية-  التي قالت إن اختيار نتنياهو لوزير الدفاع "يثير تساؤلات مشروعة"-  بتعليقات نتنياهو وليبرمان حول المبادرة.

ويرغب نتنياهو، بأن ينسى العالم أن ليبرمان دعا في السابق إلى قتل الفلسطينيين من أعضاء البرلمان الإسرائيلي، وإغراق الأسرى الفلسطينيين في البحر الميت "لأنه أخفض بقعة في العالم"، وتفجير سد أسوان في مصر.

  وأدلى ليبرمان سابقاً،  بتعليقات تم تفسيرها بشكل واسع على أنها تدعو لشن هجوم نووي على قطاع غزة، وقطع رؤوس المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.

وربما كانت خطة نتنياهو هي تقويض الاجتماع الفرنسي الذي ضم 25 دولة وأقيم في باريس يوم الجمعة الماضي، وكان يهدف إلى إعادة إحياء فرص السلام بين إسرائيل وفلسطين.

وكان نتنياهو قد رفض الجهود الفرنسية قبل أسابيع من عقد الاجتماع، مشيراً إلى أنه يفضل إجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين، كمحاولة أخرى لمماطلة تطبيق أي حل عادل للصراع، وهي سمة مميزة للسياسة الإسرائيلية.

ولا يعد نتنياهو أول سياسي إسرائيلي يستخدم مبادرة السلام العربية كوسيلة استراتيجية للمراوغة، ولن يكون الأخير، فإثارة احتمال التوصل للسلام، أصبحت مجرد وسيلة لتأجيل السلام إلى أجل غير مسمى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com