نتنياهو يتقاسم النفوذ في سوريا مع بوتين
نتنياهو يتقاسم النفوذ في سوريا مع بوتيننتنياهو يتقاسم النفوذ في سوريا مع بوتين

نتنياهو يتقاسم النفوذ في سوريا مع بوتين

تتوالى التحليلات حول قائمة أهداف زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين  نتنياهو إلى موسكو ومدى ارتباطها بالتطورات الراهنة في المنطقة.

وتتفق التحليلات والمعلومات المسربة، في معظمها، على هدفين رئيسيين: الأول يتصل بتطورات الأزمة السورية، والتنسيق  الاستخباري والعسكري بشأنها بين الجانبين . والثاني بالتحولات الاستراتيجية التي تشهدها المنطقة، وسعي دولها لملء الفراغ المترتب على الانسحاب الأمريكي المتدرج من المنطقة وقضاياها.

 ملء الفراغ الأمريكي

وبخصوص هذه النقطة بالتحديد يرى سفير إسرائيل في الولايات المتحدة سابقا، مايكل اورن أن روسيا تملأ الآن الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وفي اعتقاد السفير السابق، وفقا لما نقلت عنه الصحف الاسرائيلية، ان “هذه حقائق على الارض لا يمكن التنكر لها.  حيث وقع انسحاب أمريكي استراتيجي دبلوماسي من المنطقة، بينما يجري تزايد  واضح لتدخل روسيا دبلوماسيا وعسكريا في المنطقة.

ولاحظ السفير أن  نتنياهو  ليس وحده الذي يزور الرئيس الروسي بوتين عدة مرات في السنة. فزعماء عرب وشرق اوسطيون آخرون يزورونه ايضا.

ويرى السفير أن الاميركيين سيظلون ماضين في هذه السياسة الانسحابية ، حتى بعد الانتخابات الرئاسية  في الولايات المتحدة. معللا ذلك  باجتياز الأمريكيين حروبا منهكة في منطقتنا، ومللهم  الشرق الاوسط.  بعد ان استثمروا تريليون دولار في العراق ولم يروا سنتا واحدا بالمقابل على حد قوله .

 وفي قناعة السفير أن المزاج الامريكي العام شجع توجه وقف  التدخل في الشرق الاوسط. وعليه فقد نشأ فراغ دخلت اليه جهات اخرى.   حيث ينجح بوتين في ملء الفراغ مستخدما قدرته العسكرية، بينما يصر اوباما على رفض استخدام قدراته في سوريا”.

مقايضات سوريا

وقبل ساعات من لقاء نتنياهو مع بوتين تولت صحيفة التايمز البريطانية الكشف عن المقايضة الروسية الإسرائيلية  بشأن الدور العسكري  الروسي في الشمال السوري  مقابل  النفوذ الإسرائيلي  في الجنوب السوري ، من درعا الى الجولان .

ويشير  تقرير الصحيفة إلى أن كلمة السر في هذا الخصوص هي عقد تحالف بين الجانبين  يتضمن كبح جماح حزب الله اللبناني. بعد ان تشجع النظام السوري وحزب الله بما حققاه مؤخرا من تقدم في جبهات القتال لشن هجوم أوسع جنوبي سوريا.

 تعاون وثيق

وتستذكر الصحف الإسرائيلية في هذا السياق بداية التعاون والتنسيق  بين موسكو وتل أبيب  بعد دخول القوات الروسية الى سوريا .وبعد أن روجت أوساط الجانبين في البداية أن الأمر مجرد تنسيق امني بين الطرفين، خرج نتنياهو اخيرا  ليؤكد ان قوات الجيش الاسرائيلي تهاجم خلف الحدود “لمنع السلاح عن حزب الله”. وقال نتنياهو اثناء مناورة للواء المظليين في الاحتياط في هضبة الجولان ان “داعش وحزب الله خلف الجدران، ونحن نعمل”. وفي اثناء الجولة اعترف بأن اسرائيل تحبط نقل “السلاح محطم التوازن” لحزب الله.

اما بخصوص التناقض الظاهري بين وجود روسيا على رأس التحالف الذي يضم  النظام السوري وايران وحزب الله و ميليشيات شيعية، وبين جهود التحالف الروسي الاسرائيلي ،تنقل الصحف الاسرائيلية عن المسؤولين  الاسرائيليين  اطمئنانهم إلى التعاون الروسي  مع اسرائيل ضمن منظومة علاقات واسعة . حيث يؤكد المسؤولون  أن  الجانبين  اتفقا على تنسيق العمل وحرية العمل للهجمات الاسرائيلية، داخل سوريا، مقابل سكوت اسرائيل وحياديتها في المواجهات التي تقودها روسيا على الارض السورية .

ومن المفلت لانتباه المراقبين  في سياق العلاقات الروسية الإسرائيلية الصاعدة أن موسكو قررت بمناسبة  زيارة نتنياهو إعادة دبابة إسرائيلية كانت القوات السورية قد غنمتها  في المواجهات التي جرت العام 1982 ،وتم نقلها لمتحف موسكو لتسلم الآن الى اسرائيل  ضمن المقايضة الاسرائيلية الروسية حول سوريا .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com