إذاعة الجيش: إسرائيل تواجه نقصاً في صواريخ الاعتراض
انخفضت وتيرة القصف الإسرائيلي على مدن قطاع غزة منذ بداية شهر رمضان، مع استمرار جهود الوساطات الدولية والإقليمية لعقد هدنة تُفضي إلى وقف إطلاق نار مؤقت، وإطلاق سراح المعتقلين من كلا الطرفين.
وعزا الخبير في الشؤون السياسية الدولية رائد نجم ذلك إلى دخول شهر رمضان، وإعطاء الفرصة للوسطاء للعمل من أجل إنجاز صفقة خلال الشهر.
وقال نجم في حديث لـ"إرم نيوز"، إن الضغوطات الأمريكية ازدادت على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الآونة الأخيرة، وظهر ذلك جليًّا في زيارة عضو مجلس الحرب بيني غانتس الأخيرة إلى واشنطن دون التنسيق مع نتنياهو، والالتقاء بمسؤولين أمريكيين لبحث سبل اليوم التالي للحرب.
وتابع: "يجري التحرّك على الأرض من قبل الجيش الإسرائيلي بحرية مطلقة في مناطق شمال غزة، وبدأ فعليًا بفصل شمال القطاع عن جنوبه بطريق عسكرية من أقصى شرق القطاع حتى غربه، ويجري الآن التجهيز لميناء عائم بدعم أمريكي وأوروبي مطلق، وهو ما كان يريده نتنياهو منذ بداية الحرب الإسرائيلية".
تغيير جذري
وأوضح أن "إسرائيل تسعى بكل قوة وسرعة إلى تغيير الوقائع على الأرض مرة واحدة وإلى الأبد، من خلال خفض وتيرة القصف العسكري، وإدخال مزيد من شاحنات المساعدات، والسماح بتنفيذ عمليات إنزال جوي تخفف من الضغط السياسي الدولي والعالمي".
وتابع نجم: "يبدو أن التحرّك العسكري الإسرائيلي تجاه الطرق العسكرية الجديدة داخل قطاع غزة، إلى جانب تنفيذ بناء ميناء عائم، له علاقة مباشرة بإمكانية الوصول إلى نقطة اللاعودة على الجبهة الشمالية مع "حزب الله"، ويحاول من خلال هذه الطرق والمعابر توفير طرق بديلة بعيدة عن مرمى نيران الميليشيا وتهديده العسكري، ويمكن حمايتها عبر تدويلها وجعلها منطقة عمل إغاثية ودولية".
هدنة غير معلنة
وبيّن نجم أنه استنادًا إلى التقارير الإسرائيلية الصادرة عن مركز الأمن القومي الإسرائيلي، فإن قيادات سياسية وأمنية وازنة أشارت على الكابينيت بضرورة خفض وتيرة التصعيد خلال شهر رمضان، وكشفت هذه التقارير أن هناك توجهًا إسرائيليا لقبول عقد هدنة وقف إطلاق نار فقط دون الإعلان عنها.
من جهته قال الخبير في الشؤون العسكرية رائد موسى: "انخفاض وتيرة القصف الإسرائيلي هو محاولة لتمرير الوقت، وكسب مزيد من التغيير على الأرض، لا سيما أن الجيش الإسرائيلي، حتى يخفّض حدّة القتال في المحاور الشمالية والشمالية الشرقية والغربية، زاد من حدّة القتال في خان يونس بمدينة حمد، لحرف الأنظار عمّا يتم إنشاؤه من طرق ومعابر عسكرية إسرائيلية جديدة في غزة".
وأضاف موسى في حديث لـ"إرم نيوز"، من المتعارف عليه في العلوم العسكرية أن تغيير نمط القتال خلال الحرب سواء بخفض الوتيرة أو التصعيد له علاقة بتغيير مجريات الوقائع على الأرض، فضلًا عن إمكانية وجود مفاوضات ووساطات فرضت على طرفي الصراع بادرة حسن نية لتهيئة الأجواء لعقد هدنة.
تنحية حركة حماس
وأكمل: "هذا جزء مما يعيشه قطاع غزة هذه الأيام، لا سيما في أيام شهر رمضان الأربعة، ومن المهم الإضاءة على فشل حركة حماس عسكريًا في الوقوف أمام التغيرات الجيوغرافية والسياسية على الأرض في قطاع غزة، التي يسعى من خلالها الجيش الإسرائيلي إلى استثنائها وتنحيتها بشكل كامل عن الحكم، تنفيذًا لأحد أهداف الحرب المعلنة، وهو إسقاط حكم حركة حماس".
ولفت موسى خلال حديثه إلى أن انخفاض وتيرة القصف الإسرائيلي سيستمر طيلة شهر رمضان، حتى الانتهاء من بناء الطرق العسكرية، وتجهيز المعابر والميناء".
وختم قائلاً: بعد ذلك سيتم استئناف القصف المكثف والعنيف عند بدء عملية عسكرية في مخيمات المحافظة الوسطى ومدينة رفح كآخر مرحلة من مراحل الحرب".