الشاورما النفطية تنتشر بين العُمانيين
الشاورما النفطية تنتشر بين العُمانيينالشاورما النفطية تنتشر بين العُمانيين

الشاورما النفطية تنتشر بين العُمانيين

 سخر مغردون وناشطون عمانيون على شبكات التواصل الاجتماعي من وكيل وزارة النفط والغاز العماني سالم العوفي، وذلك في رد على تغريدة للعوفي على حسابه على توتير قلل فيها من أهمية وأثر ارتفاع أسعار الوقود في السوق المحلية لشهرنيسان/ أبريل على المستهلك.

وقال وكيل النفط والغاز، ردا على تغريدة تنتقد "التسعيرات المزاجية للمنتجات النفطية"، إن "الفرق بين تسعيرة أمس وتسعيرة اليوم لسيارة 80 لترا هو ريال واحد (قيمة شاورما)، لاأعتقد أنه يستحق كل هذا الزحام".

لكن جملة " قيمة شاورما" هي التي اشعلت تويتر وفيسبوك في موجة تهكم غير مسبوقة ضد المسؤول النفطي العماني البارز.

واطلق مغردون هاشتاغ "# شاورما_نفطية شهد مئات التغريدات التي تنتقد ما وصف بالنظرة المتعالية لسالم العفوي، وعدم مراعاته ظروف الفقراء من الناس الذين يمثل لهم الريال قيمة شرائية مهمة تأتي بخمس سندويتشات شاورما لا سندويتشة واحدة، حسب زعم وكيل النفط والغاز.

المغرد إسحاق الأغبري كتب "أتفهم أن الحديث عن "الريال" و"الشاورما" عند البرجوازيين هو فراغ فكري، لكن الفقير يعتبر الريال غنيمة والشاورما وليمة"، فيما كتبت الشاعرة عائشة السيفي مقالا مطولا على مدونتها على الإنترنت عنوانه "شاوَرمَا يا معلِّم!" تساءلت فيه إذا ما كان وكيل الوزارة اطلق تغريدته تلك قبل تناوله الغداء أم بعده؟

وقالت السيفي "إن تغريدَة الوكيلِ ذكّرتنيْ بتقريرِ صندُوق النقدِ الدولي الذي أعدّ مطلعَ عام 2015 حاثاً الحكومة على سرعَة اتخاذ إجراءات جذريّة في إدارَة سياسَاتها الاقتصاديّة في ظلّ تدهور متوقّع لأسعارِ النفط وإعداد استراتيجيّة عالية الدّقة للتواصل الاجتماعي والجماهيري مع الشّعب لاستيعاب المتغيّرات الجذريّة القادمَة والتيْ ستمسّ بشكلٍ كبير نمط حياتهِ وأسلُوبها فهل عملت الحكومَة بالنصيحة؟!"، في إشارة إلى ضعف دراية بعض مسؤولي الحكومة بكيفية عمل شبكات التواصل الاجتماعي من جهة، وبالوعي والحساسية النقدية التي لدى المواطنين، خصوصا الجيل الجديد من جهة أخرى.

وأضافت عائشة السيفي تصريحُ سعادَتهِ الذي يعدّ ـ على حدّ علمي ـ شخصيّة مجتهدَة ومحبّبة كشفَ ثلاثة أبعاد أوّلها أنّ سعادته، وقد أخذته الحميَة في تلكَ اللحظة، تحدّث بصفَة (المغرّد التويتريّ ) وليسَ بصفتهِ كمسؤول، وشتّان بينَ الأمرين.. الثّاني أنّ سعادتهُ نسي أن هذا الارتفاع هو خلال شهرٍ واحد فقط، وبالتّالي فإن الريال الذي استصغره سعادتهُ يمثل ارتفاعاً بنسبة 9% في إنفاق الفرد على تعبئة سيارتهِ خلال شهر واحد فقط.. ثالثاً أنّ الريال الذي يعادلُ قيمة شاورما، كما وصفهُ الوكيل، قد يكُون قيمة عشاء أسرة عُمانيّة أو محصّلة ما يجنيهِ بائع الخضار الواقف بشاحنتهِ على الطّريق أو الرّجل الذي "يشكّ النعلان" على بسطتهِ المفرُوشة في سوقِ نزوى ..".

وخاطبت الشاعرة، التي تعد واحدة من أبرز المهندسين المعماريين العمانيين الشباب وكانت قضت نحو أربع سنوات تعمل في شركة دولية مقرها هولندا، خاطبت الوكيل قائلة: "يا رَجُل أنا أكتُب مقاليْ هذا وأتذكّر الأرملَة بنتُ الخمسة والثلاثينَ عامَاً والأمّ لستَّة أطفال وهيَ تحكِي لزميلَتها أنّه لمْ يكُن فيْ منزلهَا غيرَ ٣ريَالات ليلَة وفَاة زوجهَا".

من جانبه دعا الشاعر سيف الرمضاني، الذي يعمل مستشارا بمجلس الدولة، إلى إخضاع وكيل وزارة النفط والغاز لدورة تأهيلية لمعرفة كيفية مخاطبة العملاء.

وقال الرمضاني ساخرا بإن الوكيل بحاجة لدورة أخرى "في الحساب (خصوصاً ما يتعلق بالجمع والطرح والضرب)؛ ففارق السعر لسيارة ٨٠ لتراً بين شهري مارس وأبريل هو (1040) ريالا وأربعين بيسة، وليس ريالاً واحداً كما أشرتَ في تغريدتكَ !كما أن الفارق بين سعر ما قبل رفع الدعم وسعر اليوم لسيارة الـ 80  لتراً هو  ثلاثة ريالات وأربع بيسات؛ أي قيمة عدد 3 شاورما بحساباتك، وأكثر من 10 شاورمات بحساب المواطن الفقير".

وكتب الإذاعي نصر البوسعيدي ساخرا  "سعادته ما لعبها صح، لو قال مثلا: التسعيرة نفس قيمة قوطي (علبة) بيبسي بريال تدفعه في مقهى وقت مباراة الكلاسيكو كان ما حد يزعل، بجد نحتاج وقت الأزمات ثقافة مقاه أكثر اتزانا".

أما المغرد هشام الاسماعيلي فقد رأى أن "الاحتقان الشعبي هو ما يفسر ردة الفعل الكبيرة على تغريدة العوفي، وطالب المسؤول الرفيع بوزارة النفط والغاز بمراعاة مشاعر الناس في ظل الاحتقان أو "ليتحمل تبعات الاستظراف".

وفي سياق موجة السخرية وضع مغردون رسما به ثلاثة أسياخ شاورما، كل سيخ يمثل نوعا من أنواع الوقود وعليه السعر بالريال.

يذكر أن وكيل وزارة النفط والغاز سالم العوفي يلتزم الصمت تجاه حملة السخرية والتهكم المتواصلة ضده على مدى اليومين الماضيين.

ويتوقع مراقبون أن تغريدة سالم العوفي تلك قد تكلفه وظيفته كوكيل لواحدة من أهم الوزارات في الدولة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com