آلاف المغاربة يتظاهرون احتجاجا على خفض وظائف حكومية
الرباط- تظاهر آلاف المعلمين المتدربين المغاربة وأسرهم في شوارع العاصمة الرباط، اليوم الأحد،احتجاجا على خطط حكومية لخفض الوظائف في قطاع التعليم،متحدين بذلك حظرا رسميا على المظاهرات.
ورفع آلاف المتظاهرين اللافتات،ورددوا شعارات تنم عن التحدي وساروا أمام المئات من أفراد الشرطة الذين كانوا على مقربة من المكان في شاحنات مزودة بمدافع المياه،وذلك بعد أسابيع من اتهام الشرطة بقمع احتجاج سابق بشكل عنيف.
وهذه الاحتجاجات،هي واحدة من عدة مسيرات خرجت في الشهور القليلة الماضية،احتجاجا على خطط الحكومة المغربية لخفض الإنفاق والحد من التعيين في القطاع العام،ضمن إصلاحات تستهدف زيادة أموال الدولة.
وقال أحد المتظاهرين شارحا أسباب خروجه،"لدي ثلاثة أبناء وظننت أننا وجدنا أخيرا فرصة عمل لأحدهم لكن يبدو أن هذا لم يحدث."
وقالت الحكومة يوم الخميس إنها لن تسمح بأي احتجاجات دون تصريح،بينما يقول المنظمون إن الدستور يكفل لهم الحق في الاحتجاج.
وفرقت شرطة المغرب معظم المظاهرات السابقة للمعلمين المتدربين في المملكة،لكن محتجين يقولون إنهم سيواصلون التحرك لإلغاء قرارات حكومية،وأصيب العشرات بينهم ثلاثة احتاجوا إلى رعاية طبية.
ودفع تعامل الشرطة العنيف مع الاحتجاجات،حكومة رئيس الوزراء عبد الإله بن كيران إلى إصدار أوامر بفتح تحقيق في عنف الشرطة.
وقال وزير الداخلية المغربي محمد حصاد أمام البرلمان، إن قوات الأمن "تدخلت في احترام تام للقانون ولم تسجل سوى حالة واحدة لعنف شديد"،مشيرا إلى أن وزارته فتحت تحقيقا حولها.
وأثنى مقرضون متعددون على التقدم الذي أحرزه المغرب مقارنة بجيرانه في شمال إفريقيا في سبيل ضبط الإنفاق العام المرتفع،الذي يقول محللون إنه يمثل مشكلة أيضا في تونس والجزائر.
لكن المساس بالوظائف العامة والدعم وغيرها من الامتيازات التي تمتع بها المغاربة لسنوات،بدأ يثير توترا اجتماعيا واحتجاجات واعتصامات وإضرابات تمثل تحديا للحكومة.
ونجح نحو عشرة آلاف من الشباب المغربي في اختبار لبدء تدريب يؤهلهم للعمل معلمين في المدارس الحكومية،وفي الثامن من أكتوبر تشرين الأول، قالت الحكومة إنه يجب أن يخضعوا لاختبار ثان في نهاية العام حتى يتم تعيينهم.
وذكرت البيانات الحكومية أنه سيتم اختيار سبعة آلاف ناجح منهم فقط في الاختبارات النهائية.
وقال متحدث باسم المعلمين المتدربين،إن الحكومة أجرت محادثات مع المحتجين أمس السبت خلال اجتماع ساعدت نقابات عمالية على انعقاده.
وردا على أنباء بشأن التوصل لاتفاق بين الحكومة المغربية والمعلمين من أجل توظيفهم على دفعتين، قال سفيان أعزوزن منسق لجنة الإعلام الوطني للأساتذة المتدربين،"إنها مجرد إشاعات ومغالطات. لم نتوصل إلى أي اتفاق."
