محمد الزيتي يبيع الفلافل في مخيم جباليا شمال غزة لطلبة المدارس قبل الحرب الإسرائيلية
محمد الزيتي يبيع الفلافل في مخيم جباليا شمال غزة لطلبة المدارس قبل الحرب الإسرائيليةإرم نيوز

طالب فلسطيني يبيع "فلافل النزوح" من خيمته برفح

دشن شاب فلسطيني مشروعًا لإعداد الطعام، من داخل خيمته في رفح، أطلق عليه اسم "فلافل النزوح".

وقال الشاب محمد الزيتي وهو يقوم بتعبئة أقراص الفلافل ويتحدث عن حياته بعد النزوح: "كنت أعمل بائعًا في محل للفلافل في مخيم جباليا، حيث أقيم قبل نزوحي إلى مدينة رفح بسبب استمرار نيران المدافع والقصف الإسرائيلي".

وروى الزيتي ذو الخمسة والعشرين عامًا لـ"إرم نيوز" تفاصيل قصته قائلًا، "خرجت من مخيم جباليا قبل الهدنة المؤقتة بيوم واحد فقط، رأيت في تلك الفترة ألوانًا من العذاب، حيث تعرّض منزلنا لأضرار جسيمة بفعل قصف منزل بجوار منزلنا، وأصيبت والدتي وشقيقي بجروح ما اضطرَّنا إلى نقلهم إلى المشفى".

أخبار ذات صلة
غزي يُحول منزلاً مهجوراً إلى متحف فني (صور)

وتابع، "عندما قررنا أن ننزح لأننا شعرنا بأننا سنموت لا محالة إن بقينا، فإن لم نمت قصفًا سنموت جوعًا قمنا بأخذ والدتي وشقيقي من المستشفى برغم عدم اكتمال علاجهما واتجهنا على الفور نحو شارع صلاح الدين مشيًا على الأقدام حتى مخيم النصيرات ومنه أقلتنا سيارة أجرة إلى مدينة رفح أقصى جنوب القطاع".

وأكمل، "كنت في مخيم جباليا إلى جانب دراستي أعمل بائعًا للفلافل صباحًا لطلبة المدارس والجامعات ومن ثم أنطلق إلى محاضراتي قبل الظهر، برغم أنني كنت أحصل على أجر زهيد إلا أنني كنت راضيًا جدًّا وأحاول تطوير نفسي".

وأوضح الشاب الزيتي، "عندما وصلت إلى مدينة رفح داخل خيمة ومع قسوة الحياة والظروف وغلاء الأسعار بشكل كبير جدًّا فكرت أن أقوم بفتح بسطة لبيع الفلافل للنازحين، وشجعني أهلي وأصدقائي على ذلك وبالفعل، قمت بتجهيز البسطة ومكونات الفلافل وأطلقت على البسطة اسم "فلافل النزوح".

مجموعة من المواطنين يتجمعون أمام بسطة "فلافل النزوح" وسط مدينة رفح
مجموعة من المواطنين يتجمعون أمام بسطة "فلافل النزوح" وسط مدينة رفحإرم نيوز

وزاد بالقول: "بالفعل بدأت ببيع الفلافل للمواطنين لساعات طويلة خلال اليوم؛ لأن الفلافل أصبحت وجبة رئيسة للمواطنين بسبب غلاء أسعار المواد الغذائية، وازداد الطلب عليه بشكل كبير جدًّا لسد الجوع".

وتابع، "ما أجمعه من مال أعطيه لوالدي لكي يستطيع قضاء جزء من احتياجاتنا الأساسية، وتأمين الدواء اللازم لعلاج والدتي وشقيقي من الإصابة التي تعرَّضا لها في مخيم جباليا".

ختم بائع الفلافل حديثه قائلًا: "لا أعتقد أن هناك حربًا تستمر بوتيرة واحدة طيلة خمسة أشهر، لقد تشوّهت حالاتنا النفسية لكثرة ما تعرضنا له، وما رأيناه خلال هذه الحرب لا يستوعبه عاقل، يكفي دمار وقصف وحالة النزوح المذلة وعيشة الخيام القاسية، أعطونا قسطًا قليلًا من الراحة نلتقط فيه أنفاسنا".

محمد الزيتي أثناء عمله في مخيم جباليا قبل الحرب الإسرائيلية
محمد الزيتي أثناء عمله في مخيم جباليا قبل الحرب الإسرائيليةإرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com