قاعدة الوطية الليبية تتحول إلى معركة مصيرية لتركيا
تعرضت قاعدة الوطية جنوب غرب العاصمة الليبية يوم أمس إلى قصف مكثف من خارج الحدود الليبية عن طريق البحر، وفق ما أفاد به مصدر عسكري.
وقال الضابط في الجيش الليبي خليفة النايلي لـ "إرم نيوز" إن قصفا بحريا جرى من بارجات تركية أطلقت أكثر من 90 صاروخا من داخل المياه الإقليمية التونسية.
وأضاف أن القاعدة تعرضت لعشرات الغارات بطائرات حربية ومسيرة انطلقت من قاعدة رمادة التونسية بمحاذاة الحدود الليبية الغربية.
من جانبه، قال المحلل العسكري عبد اللطيف الهوني إن قاعدة الوطية أصبحت معركة مصيرية لتركيا خصوصا أنها لم تحقق نصرا ملموسا يقنع الرأي العام التركي أو الدولي بنتيجة تدخلها في ليبيا.
وأضاف الهوني في تصريح لـ "إرم نيوز" أن تركيا اتبعت سياسة الأرض المحروقة لتحقيق هدفها من الاستيلاء على قاعدة الوطية وركزت على كثافة النيران لأن القوة المهاجمة على الأرض لم تحقق أي نجاح منذ أكثر من شهرين.
ويوضح الخبير العسكري العقيد المتقاعد سليمان الشافعي أن الحرب في طرابلس أصبحت حرب دول ولم تعد حربا ضد ميليشيات متطرفة أو مجرمة فحسب، خصوصا بعد دخول بارجات وصواريخ متطورة لقصف القاعدة ووجود قاعدة خلفية لتركيا في تونس بعد فشل تحقيق وجود لها في مصراتة وطرابلس.
وأشار الشافعي إلى أن السبب الرئيس في تأجيل حسم المعركة كان الهدنة التي تدخلت بعض الدول لفرضها في ليبيا، ومن هذه الدول روسيا التي يبدو أنها أخلت بتعهداتها مع قيادة الجيش الليبي لحسم بعض الأمور في سوريا وتوريط تركيا في ليبيا للتخفيف عن حليفها بشار الأسد في سوريا.
ويرى الناشط الإعلامي الليبي بشير المكنون أن ترك الجنود يموتون تحت القصف داخل القاعدة التي لها عدة أشهر خارج الخدمة لا يعتبر أمرا جيدا في المعركة، لذلك رأت قيادة الجيش الليبي الانسحاب من القاعدة تحت غطاء جوي مكثف وتأمين جميع الأرتال والآليات والأفراد.
وأوضح المكنون في تصريح لـ "إرم نيوز" أن الانسحاب من القاعدة لا يعتبر خسارة أولا لأن قوات الجيش لم تطرد منها، وثانيا لأن قوات الوفاق ستكون هي الأخرى عرضة للقصف من قبل مدفعية الجيش وطيرانه خصوصا أن لدى الجيش قواعد قريبة مؤمنة جيدا مثل قاعدة القرضابية وتمنهنت والجفرة وعدة مهابط صحراوية قريبة.
