غزّي يروي مأساة فقدان آثار شقيقيه أثناء عودتهما إلى شمال القطاع (صورة)
يروي الغزّي يوسف عبد المجيد عفانة مأساته إثر فقدان آثار شقيقيه منذ نحو أسبوع، بعد أن قررا العودة من دير البلح وسط قطاع غزة إلى شمالي القطاع.
يقول عفانة: "كان يتملكهما إصرار غريب على العودة إلى شمالي القطاع، رغم المخاطر التي حذرناهما منها، بسبب منع الجيش الإسرائيلي عودة أي شخص، لكنهما قررا العودة صباح الخميس الماضي".
ويضيف عفانة، في حديث لـ"إرم نيوز"، لقد "كنّا مشتتين فجزء منا ما زال يعيش في شمال غزة، والجزء الآخر في جنوبه، ومع استشهاد زوج شقيقتي وأحد أبنائها في مخيم جباليا شمالي القطاع، ولعدم توفر لقمة العيش لديهم، قرر الأخوان أحمد ومحمد العودة لإعالتها هناك، لاسيما أنها مصابة وترقد بالمستشفى".
وتابع القول: "لم يتحملا شقيقاي هذه الظروف القاسية، وهذا التشتت المرعب، فاختارا العودة إلى شقيقتي ولأولادها في ظل المجاعة التي يعيشونها، في محاولة منهما لإعالتها".
واستطرد عفانة بالقول: "أتذكر مكالمة شقيقتي بعد نحو شهرين من الانقطاع، حيث البكاء والصوت المرتجف خوفًا من أن تموت وأطفالها جوعًا، الأمر الذي أصابنا بالانهيار، في تلك اللحظة قرر على إثرها الشقيقان أحمد ومحمد العودة إليها".
وزاد: "تجهز أحمد ومحمد صباح يوم الخميس الماضي، وانطلقا من الخيمة التي نفترشها في مدينة دير البلح، سالكين طريق العودة إلى شمال القطاع".
وأوضح عفانة أنهم كانوا في البداية على تواصل مع شقيقيه حتى أصبحا على مشارف مدينة الزهراء، حيث انقطع الاتصال تمامًا، ولم يعد هناك أي طريقة للتواصل.
وبين أن العائلة قررت الانتظار يومًا كاملًا إدراكًا منها بخطورة الطريق، "فمن الممكن أن يكونا مختبئين في أحد الأماكن خوفًا من الجيش الإسرائيلي المنتشر في تلك الطرق، لكن الاختفاء استمر قرابة أسبوع كامل دون أي معلومات عنهما، ودون وصولهما إلى شمال غزة".
وأشار عفانة إلى أنه تواصل مع الصليب الأحمر الدولي في غزة منذ الأيام الأولى لاختفاء شقيقيه، وزود الصليب الأحمر بجميع البيانات في محاولة للتأكد من احتمالية أن يكون الجيش الإسرائيلي قد اعتقلهما، لكن دون رد إيجابي حتى اللحظة ودون توفر أي معلومات حولهما.
وختم عفانة بالقول: "مع فقدان آثار أحمد ومحمد نعيش لحظات قاسية وصدمة عز نظيرها، فالخوف يتملكنا من أن يكون قد أصابهما مكروه، أو قام الجيش الإسرائيلي بقتلهما في أحد محاور القتال على الطريق".
