هل اختطف مقتدى الصدر الاحتجاجات العراقية لصالح إيران؟
هل اختطف مقتدى الصدر الاحتجاجات العراقية لصالح إيران؟هل اختطف مقتدى الصدر الاحتجاجات العراقية لصالح إيران؟

هل اختطف مقتدى الصدر الاحتجاجات العراقية لصالح إيران؟

مثلت سيطرة أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، وإبعاد المتظاهرين الآخرين، مفاجأة مدوية في الأوساط السياسية والشعبية، فيما واجه الأخير اتهامات بالولاء لإيران و"سرقة" التظاهرات.

ومنذ يومين تسيطر فصائل سرايا السلام التابعة للصدر، على ساحة التحرير، وسط حالة من القلق والخوف في صفوف المحتجين، حيث تنتشر حالات الإرهاب والتخويف والتهديد بالقتل والخطف، فضلا عن السيطرة على عدد من الخيم، إضافة إلى مبنى المطعم التركي الشهير.

ومساء أمس الاحد، قال معتصمو ساحة التحرير، في بيان، إن "ما نتعرض له اليوم في ساحة التحرير وساحات الاحتجاج الأخرى هو إرهاب من نوع آخر، تقوم به مجاميع خارجة عن القانون تدعي الانتماء إلى التيار الصدري مع تواطؤ وسكوت مخجل من قيادات هذا التيار المتواجدين في الساحة، على تصرفاتهم التي تريد فرض مرشح التسويات السياسية محمد توفيق علاوي علينا، عبر استخدام الهراوات والآلات الجارحة، والسيطرة على منصة المطعم التركي، في مشهد يعيدنا إلى سلطة القمع الأولى والديكتاتورية".

أسباب التحول 

كان الصدر من أبرز الداعمين للاحتجاجات العراقية، منذ انطلاقتها الثانية في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وحث أتباعه على المشاركة الفاعلة فيها، لكن مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، قلب موقف الرجل، حيث اصطف سريعا إلى جانب قادة الميليشيات المسلحة، واستغل قوته ضد الاحتجاجات، حيث أعلن انسحابه منها، وعاد بعد ذلك ضمن سلسلة خطوات أثارت الاستغراب.

لكن قياديا في التيار الصدري كشف عن تفاصيل جديدة في سبب تغير موقف الصدر.

وقال القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ "إرم نيوز" إن "الصدر تعرض إلى ضغوطات كبيرة من قبل إيران بعد مقتل سليماني، بشأن طبيعة التعاطي مع الاحتجاجات العراقية، وضرورة تهدئتها أو السيطرة عليها، مع حسم ملف اختيار رئيس الوزراء، خاصة أن الصدر مقيم حاليا في إيران، وقريب من دوائر صنع القرار هناك، وما زالت الزيارات مستمرة إلى محل إقامته، من قبل أطراف إيرانية تقول إنها تساند العراق في الأزمة الراهنة".

وأضاف القيادي أن "ما حصل في ساحة التحرير ربما قام به بعض الشباب المتحمس لكنه لا يمثل رأي الصدر، وإن الهجمة التي تعرض لها والتخوين واتهامه بالولاء لإيران زادت من حنق أنصاره على بقية المحتجين، لكن في النهاية الجميع عراقيون، ويجمعهم هدف واحد".

إجهاض الحراك

وتمكن الصدر من فرض مرشحه إلى رئاسة الوزراء، وهو محمد توفيق علاوي، رغم المعارضة الشديدة التي واجهها الأخير من ساحات الاحتجاج، باعتباره مخالفا للشروط التي أعلنها المتظاهرون، في المرشحين لمنصب رئيس الحكومة.

واعتبر الصدر أن الشعب هو الذي اختار محمد توفيق علاوي رئيسا للوزراء وليس الكتل السياسية، ما أثار حفيظة ساحات التظاهر التي أعلنت رفضها هذا الخيار، وأكدت أنه جاء بطريقة مشابهة لوصول رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي.

ورأى المحلل السياسي أحمد العبيدي أن "الصدر تمكن من إجهاض الاحتجاجات العراقية لصالح إيران، وهذا ضمن الأدوار التي أنيطت به، بعد اصطفافه الأخير مع الميليشيات المسلحة، واقترابه من المحور الإيراني، حيث فشل قادة تلك المليشيات سابقا في القضاء على التظاهرات، لكن الصدر بما يتمتع به من شعبية واسعة، وجماهير مطيعة بشكل مطلق، فهو الوحيد القادر على ذلك".

وأضاف العبيدي خلال حديثه لـ"إرم نيوز" أن "مستقبل الاحتجاجات العراقية ربما سينتهي بعد الإرباك الحاصل، والخلافات والسجال بين المحتجين، إلا في حالة نقل مركز الاحتجاج إلى الناصرية وإعلانها رسميا أنها مكان الاحتجاجات الرئيس، وإعادة تنظيم الصفوف، فلربما تصمد لفترة طويلة مقبلة".

ويوم أمس الأحد، تصدر هاشتاغ "مقتدى يسرق الثورة" الترند العراقي، حيث تفاعل معه آلاف المدونين والناشطين، الذي أعلنوا رفضهم ممارسات أتباع الصدر في ساحة التحرير والساحات الأخرى، وطالبوا بوقف تلك الانتهاكات، حفاظا على حركة الاحتجاج.

وطرد متظاهرو ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية جنوبي العراق الأحد، أصحاب القبعات الزرقاء التابعين للتيار الصدري، بعدما مزقوا لافتة تندد بتكليف محمد توفيق علاوي برئاسة الحكومة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com