رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوكرويترز

حمدوك يبدأ "مهمة صعبة" لوقف الحرب في السودان

شرعت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المعروفة بـ"تقدم"، في تقديم الدعوات لقوى سياسية وعسكرية متعددة بهدف تشكيل أكبر جبهة مدنية لمناهضة الحرب الجارية في السودان، وإلزام طرفيها بالذهاب إلى طاولة المفاوضات لتحقيق السلام، بحسب ما ذكرت مصادر "إرم نيوز".

تنسيقة "تقدم"، التي يقودها رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، تضم أحزاباً سياسية بارزة في السودان، على رأسها "حزب الأمة القومي"، و"المؤتمر السوداني"، و"التجمع الاتحادي"، فضلًا عن تجمعات نقابية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وطنية مستقلة.

ومنذ تشكيلها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحركت "تقدم" في اتجاهات مختلفة داخليًّا وخارجيًّا لحشد الدعم والتأييد لجهود وقف الحرب في السودان، وأسفرت تحركاتها عن توقيع "إعلان أديس أبابا" المشترك بينها و"قوات الدعم السريع"، التي أعلنت بموجب هذا الاتفاق، استعدادها الفوري وغير المشروط لوقف الحرب ودخول مفاوضات مع القوات المسلحة؛ لإنهاء القتال المستمر بينهما.

وتسعى تنسيقية "تقدم" حاليًّا إلى عقد مؤتمرها التأسيسي بمشاركة أكبر مكونات سودانية من قوى سياسية ومدنية وتجمعات نقابية وإدارات أهلية وشخصيات مستقلة.

سودانيون يعبرون الحدود إلى تشاد هربا من الحرب
سودانيون يعبرون الحدود إلى تشاد هربا من الحربرويترز

وأكدت مصادر "إرم نيوز" أن المؤتمر التأسيسي لـ"تقدم" قد يُعقد في الأسبوع الأخير من الشهر القادم، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة واسعة من القوى المدنية المناهضة للحرب.

وكشفت المصادر أن وفدًا من تنسيقية "تقدم" سيذهب إلى مدينة جوبا عاصمة "جنوب السودان"، يوم السبت المقبل، في زيارة تستغرق عدة أيام لإجراء لقاءات مع قوى سودانية هناك، تتعلق بوحدة الجبهة المدنية لمناهضة الحرب، كما يزور الوفد مخيمات اللاجئين السودانيين للوقوف على أوضاعهم الإنسانية.

وكانت "تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية" أرسلت خلال الأيام الماضية خطابات لعدد من القوى السياسية والمسلحة السودانية، تطلب فيها اجتماعات مباشرة وعاجلة لبحث سبل وقف وإنهاء الحرب وبناء أوسع جبهة مدنية ديمقراطية تتصدى لهذه المهمة.

وأرسلت الخطابات لكل من "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة "جيش تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد نور، و"الحزب الشيوعي السوداني"، و"حزب البعث العربي الاشتراكي" (الأصل).

وحدة الهدف

وقال المتحدث باسم "قوى الحرية والتغيير" في الخارج، عمار حمودة، لـ"إرم نيوز"، إن تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية، تسعى لخلق أكبر التفاف مدني لترجيح مجهودات وقف الحرب، وأضاف أنه "من غير المتوقع تحقيق إجماع بنسبة مئة في المئة، ولكن من المتوقع وحدة الهدف مع الحد الضروري من الإجماع المدني للوصول إلى وقف الحرب".

ووصف حمودة تحركات "تقدم" حتى الآن بهدف وقف الحرب بأنها "جيدة رغم بطء الإيقاع الذي لا يتناسب مع الظرف الحرج الذي يمر به الشعب السوداني"، وأوضح أن عوامل النجاح تتطلب تقديم تنازلات كبيرة وتضحيات، إلى جانب المجهودات المستمرة تنظيميًّا وسياسيًّا ودبلوماسيًّا وإعلاميًّا.

عوامل النجاح

ويرى المحلل السياسي الدكتور صلاح الدومة، أن قوى "تقدم" ستنجح في توسيع الجبهة المدنية المناهضة للحرب، لكن من الصعب أن يتم توحيد الجميع؛ لأن هنالك طرفاً آخر وهو جماعة "حزب المؤتمر الوطني"، وأنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير، التي قال إنها تعمل في الاتجاه المضاد لذلك، وتسعى لتأجيج الحرب.

وقال الدومة لـ"إرم نيوز"، إن عوامل النجاح كبيرة أمام "تقدم"؛ لأنها عمليًّا الآن تمثل الكتلة الأكبر مدنيًّا مقارنة بالقوة الداعية للحرب، كما تؤيد قوى "تقدم" قوات الدعم السريع الأوسع انتشارًا من الناحية العسكرية.

وحول إمكانية استجابة الجيش لدعوات "تقدم" بشأن عقد اللقاء المشترك، يقول الدومة، إن "التوصيف الحقيقي للجيش السوداني هو أنه "مختطف من قبل حزب المؤتمر الوطني وكتائبه الأمنية ودولته العميقة؛ ما يجعل أمر استجابته لدعوات وقف الحرب مستبعدة".

أخبار ذات صلة
قائد "الدعم السريع" يناقش مع الرئيس الكيني إنهاء الحرب في السودان

وأضاف أنه "ربما يستجيب لدعوة "تقدم" باللقاء معها إذا شعر بالخطر الحقيقي ويمكن أن يرفض في آخر لحظة، أو يعقد الاجتماع ولا يلتزم بتنفيذ مخرجاته، هؤلاء في حالة لا تخضع لأي معايير".

من جهته يرى الكاتب الصحفي علي الدالي، أن أمام "تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية"، فرصة كبيرة لمحاصرة دعاة استمرار الحرب وحمل طرفيها إلى طاولة التفاوض لتحقيق السلام، موضحًا أن معظم قطاعات الشعب السوداني وصلت الآن إلى قناعة بضرورة وقف الحرب.

وقال الدالي لـ"إرم نيوز"، إن تحركات "تقدم" أتت متأخرة، إذ كان من المفترض أن تتشكل الجبهة المدنية منذ انقلاب العسكريين على الحكومة المدنية بقيادة عبدالله حمدوك في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021؛ لأن خطر الحرب بدأ منذ ذلك الوقت، وما جرى في 15 نيسان/أبريل الماضي ما هو إلا نتيجة للانقلاب على حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وتوقع أن تحظى تحركات "تقدم" الحالية بتأييد عدد كبير من التنظيمات السياسية والمدنية المناهضة للحرب، بعد أن أصبحت الأجواء مهيأة لوقف الحرب.

وذكر أن "تقدم" مقبولة من طرفي الحرب، ورغم تحفظات الجيش واتهاماته لها، إلا أن العلاقة بين الطرفين لم تصل مرحلة الطريق المسدود، مؤكدًا أن "تقدم" هي الطرف المدني الوحيد الذي يحظى بقبول واسع، كما يتوقع أن تنخرط في محادثات السلام القادمة التي دعت إليها منظمة "إيغاد".

ويأمل السودانيون أن تمثل الجهود التي يقودها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، "شعلة ضوء" تنير سبل إطفاء نيران الحرب المستعرة منذ نحو 9 أشهر.

ودخلت الحرب بين الجيش و"الدعم السريع" شهرها التاسع، وسط توسع قوات الدعم السريع في بسط سيطرتها على ولايات السودان، فيما برزت دعوات من قوات الجيش للمدنيين بحمل السلاح؛ ما يهدد بدخول البلاد في حرب أهلية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com