أكراد سوريا يقاطعون المنتجات التركية
أكراد سوريا يقاطعون المنتجات التركيةأكراد سوريا يقاطعون المنتجات التركية

أكراد سوريا يقاطعون المنتجات التركية

كشفت مقاطعة الأكراد السوريين للبضائع التركية والتي كانت تهدف للتعبير عن غضب الأكراد من الاعتداء التركي على أراضيهم، مدى اعتماد الأكراد على ألد أعدائهم.

وأدى توسع السيطرة الكردية في شمال شرق سوريا على مدار السنوات الـ 7 الماضية، بفضل المساعدة العسكرية الأمريكية في الحرب ضد داعش، إلى تفاقم العداء بين تركيا والأكراد.

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإنه حتى مع تأكيد الأكراد على استقلالهم، ازداد اعتمادهم على تركيا، فعندما دمرت الحرب السورية الصناعة في البلاد وقطعت طرق التجارة التقليدية، غمرت البضائع التركية المنطقة عبر العراق، من خلال جسر عائم متذبذب على نهر دجلة، والذي يعتبر المنفذ الوحيد في المنطقة الكردية للعالم الخارجي.

وقال سلمان بارودي، المسؤول عن السياسة الزراعية والاقتصادية في المنطقة، إن أكثر من 80% من واردات شمال شرق سوريا تأتي من تركيا.

ومنذ أن غزت تركيا جزءًا من الأراضي السورية في أكتوبر، بعد أن شجعها سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقوات الأمريكية من المنطقة، ثبتت صعوبة مقاطعة المنتجات التركية.

وقالت سيدة كردية تدعى أم علي، وهي تشتري البقالة في أحد متاجر مدينة القامشلي "تركيا تهاجمنا، تقصفنا وتقتل أطفالنا، فكيف يمكنني شراء بضائعهم!"، ولكنها أشارت إلى أن هناك بضائع أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، مثل زيت الطهي وصلصة الطماطم، والتي لا يمكن الحصول عليها سوى من تركيا، وشرحت "أنا أشتري المنتجات التركية إذا لم يكن هناك بديل".

وقال البقال جوان شيخموس إن عملاءه يبحثون عن البدائل، ولكن من الصعب الحصول عليها، كما تكون أسعارها باهظة الثمن. وأوضح أن التفاح التركي، على سبيل المثال، يكلف نصف ما يكلفه التفاح السوري، لأن الحكومة السورية تفرض ضرائب عالية على المنتجات التي تدخل المناطق الكردية من خلال نقاط التفتيش التي أقيمت على طول الطرق السريعة في البلاد.

وفي الوقت نفسه، يحقق التجار الكبار أرباحًا عن طريق تخزين المنتجات التركية التي اشتروها قبل التوغل، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار والاضرار بالمستهلكين.

وقالت جيندا علي المشرفة على السياسة الاقتصادية لمجلس مدينة القامشلي المحلي، إن معظم الزيادات الأخيرة في الأسعار ترجع إلى انخفاض حاد في قيمة العملة المحلية، وليس رفع التجار للأسعار، وذكرت أن الإدارة تدرك أنها لا تستطيع إجبار الناس على اتباع المقاطعة، ولكنها تأمل في استغلال الفرصة لتعزيز الصناعة المحلية.

بدوره، قال كاميران سينجو، الذي يمتلك متجرًا للملابس في سوق القامشلي، والذي كان يصنّع خطه الخاص من الملابس الداخلية والبيجامات، قبل أن تبدأ الحرب "بعض المواد اختفت من الصناعة السورية بالكامل، على الرغم من أن سوريا كانت تصدر الملابس التحتية إلى الشرق الأوسط بأكمله، بما في ذلك تركيا. لقد أغرقت البضائع التركية الأسواق، ولكننا الآن نفكر في البدء من جديد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com