أفراد من "الحشد الشعبي"
أفراد من "الحشد الشعبي"رويترز

العراق.. ميليشيات إيران تتصارع على رئاسة "الحشد الشعبي"

بعدما كانت تجري خلف الكواليس طيلة الفترة الماضية، ظهرت إلى العلن أخيراً خلافات محتدمة بين رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، أبرز قادة الإطار التنسيقي، المقرب من إيران، مع حركة عصائب أهل الحق، أبرز الفصائل المسلحة العراقية المدعومة من إيران، فيما طالبت العصائب إبعاد الفياض عن رئاسة الحشد لبلوغه السن القانونية وإنشغاله بالعمل السياسي.

وظهر الخلاف جلياً بعد زيارة الفياض إلى الأنبار قبل أيام، ولقائه أمير قبائل الدليم علي حاتم سليمان، والذي تعتبره الفصائل المدعومة من إيران سبباً رئيساً في دخول تنظيم داعش إلى العراق عبر دعمه ساحات التظاهر ضد حكومة المالكي في وقتها.

إذ طالبت كتلة العصائب في البرلمان العراقي بشكل رسمي بإقالة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، بعد لقائه مع سليمان، بينما برر الفياض اجتماعه مع أمير قبائل الدليم، بأنه جاء مصادفة، ولم يكن مخططاً له.

ليس جديدا

وقال السياسي العراقي ناجح الميزان، لـ"إرم نيوز"، إن "الخلاف الأخير ما بين الفياض والعصائب، هو صراع على رئاسة الحشد الشعبي ولما لهذه الهيئة من أهمية مالية وكذلك انتخابية". وأضاف أن "الصراع بين الفصائل المسلحة على المناصب والمنافع ليس بجديد، فهي تقاتل وتتاجر بأي شيء من أجل ذلك".

وبين الميزان أن العصائب تريد "التمدد والتغلغل داخل مفاصل الدولة المهمة، وخاصة الأمنية والعسكرية، فهي سعت سابقاً للاستحواذ على جهاز المخابرات، لكن كان هناك فيتو أمريكي قوي على تولي الميليشيات جهازاً أمنياً حساساً كذاك، كما سعت للحصول على جهاز الأمن الوطني، لكن هذا الأمر لاقى اعتراض أطراف سياسية حتى قوى من الإطار التنسيقي نفسه".

السن القانونية

وأضاف أن "العصائب استغلت حادثة لقاء الفياض بعلي حاتم سليمان، رغم عفوية اللقاء، ولا توجد أي تهمة مثبتة على أمير قبائل الدليم، غير اتهامات تطلق عليه من قبل حلفاء إيران لغرض التسقيط ليس إلا، لكن العصائب استغلت اللقاء لإسقاط الفياض سياسياً، ومحاولة عزله بهدف الاستحواذ على منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي، وإثارة قضية أنه بلغ السن القانونية للتقاعد".

ودعا الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، أمس الأربعاء، فالح الفياض للاستقالة من هيئة الحشد الشعبي لتجاوزه السن القانونية، وأشار عليه بالتوجه إلى العمل السياسي، وليس من الصحيح زج الحشد الشعبي بالعمل السياسي، وإنما بالأمور الأمنية فقط، جاء ذلك خلال حوار معه ضمن ملتقى الرافدين الذي يعقد في العاصمة بغداد.

في المقابل، قال رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، لـ"إرم نيوز"، ان "الخلاف الذي ظهر للعلن ما بين رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض وحركة عصائب أهل الحق، هو جزء من عملية محاولة تمدد العصائب داخل مؤسسات الدولة المختلفة، وخاصة أن هذا الموضوع ليس بجديد، حيث تمتد جذورة لحكومات سابقة، منذ حكومة عادل عبدالمهدي، فكان هناك طموح للعصائب من تسطير على هيئة الحشد الشعبي".

أخبار ذات صلة
ضغوط بغداد على إقليم كردستان تنذر بأزمة جديدة في العراق

وبين الشمري أنه "في ظل التحالف ما بين حركة عصائب أهل الحق ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على مستوى دعم ترشيحه ودعم حكومته، والذهاب نحو تحالف سياسي فيما بينهم للانتخابات القادمة، فهنا تجد العصائب بأن الفرصة سانحة لإزاحة وإقصاء فالح الفياض"

وأضاف أن "هيئة الحشد الشعبي تمثل صوتاً انتخابياً وبطاقة انتخابية ناجحة، لذا فإن حديث العصائب عن نية لعملية تغيير فالح الفياض، خاصة أن تصريحات زعيم العصائب قيس الخزعلي في العلن ضد الفياض، لم تأت من فراغ، بل يدل على أن الأمور وصلت نقطة الإجراء".

وأعرب رئيس مركز التفكير السياسي عن اعتقاده بأن لا تكون هناك تداعيات كبيرة جدا لذلك، وأضاف: "لكن بقية الفصائل قد لا تسمح العصائب بأن تأخذ رئاسة هيئة الحشد الشعبي، فهناك حسابات، إذا ما نجحت العصائب بعزل الفياض وكسبت المعركة، فإن معركة الحصول على المنصب ستكون أصعب بكثير".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com