"نغرق في الوحل والأمراض".. الشتاء يعمّق جراح النازحين في غزة
لمعاناة النازحين في قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية فصول كثيرة، وحروب يخوضونها في معركتهم من أجل البقاء، بعد أن تحولت منازلهم لخيام بمراكز الإيواء والمستشفيات، لا يجدون فيها ما يقيهم من برد الشتاء وأمطاره.
ويشهد قطاع غزة، منخفضًا جويًّا قويًّا تسبب بسقوط أمطار غزيرة على مختلف مناطقه، وأدى لغرق خيام النازحين بمراكز الإيواء والمستشفيات، وذلك بعد دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام، والتي تطاير بعضها بفعل الرياح.
وحسب التقارير الدولية، فإن 1.9 مليون فلسطيني من قطاع غزة نزحوا من أماكن سكناهم بفعل الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلى أماكن أخرى، واتخذ بعضهم المدارس والمستشفيات كمراكز للإيواء.
وقال النازح من حي الشجاعية بغزة لمستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، سلامة السرسك، إنه "ومنذ الليلة الماضية لم نتمكن من النوم في الخيمة التي نصبناها بشق الأنفس بسبب الكميات الكبيرة من الأمطار التي تساقطت علينا".
وأضاف السرسك، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "مياه الأمطار أغرقت خيام النازحين داخل المستشفى، والطرقات التي بينها، كما أن الأغطية التي حصلوا عليها من المؤسسات الإغاثية غرقت بالكامل ولم تعد صالحة للاستخدام".
وأشار السرسك، إلى أنه "ومنذ دخول فصل الشتاء والجميع متخوفون من الأمطار ويستعد لها عبر تغطية الخيام بالنايلون ووضع السواتر الترابية على أطرافها"، مستدركاً: "إلا أن الكميات الكبيرة من المياه أغرقت كل شيء".
وحسب النازح الفلسطيني، فإن "معاناة النازحين ازدادت مع دخول فصل الشتاء، فهم عرضة للبرد الشديد ولا يمتلكون الملابس والأغطية اللازمة لتدفئهم"، و أضاف قائلاً: "نقترب من بعضنا كثيراً خلال الليل للحصول على بعض الدفء ولا يوجد لدينا أي وسائل للتدفئة".
بدوره، قال محمد أبو عيسى، إن "المياه أغرقت خيمته وتسببت الرياح بتطاير أجزاء منها، الأمر الذي جعله وعائلته في العراء"، مشيراً إلى أن "الأوضاع في مراكز الإيواء صعبة للغاية بسبب الهطول الكثيف للأمطار".
وأوضح أبو عيسى، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "استطاع إكمال جميع احتياجات خيمته بشق الأنفس، وانتظر طويلاً للحصول على النايلون والأغطية والألبسة الخاصة بأطفاله"، مضيفاً: "كل هذه الحاجيات غرقت الآن".
وتابع: "نعاني الأمرين بسبب النزوح ونخوض حروباً كثيرة من أجل البقاء على قيد الحياة وإنقاذ عائلتنا"، مطالباً المجتمع الدولي بالعمل بجهد من أجل وقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وإعادة جميع النازحين لمنازلهم بعد إعمارها.
واستكمل أبو عيسى: "أمامنا أشهر طويلة من المعاناة، معظم البيوت دمرت بفعل الحرب الإسرائيلية وعودة النازحين لمنازلهم تحتاج وقتاً طويلاً، لذلك يجب أن يكون هناك حل لمعاناتنا، خاصة وأن فصل الشتاء في بداياته".
بدوره، قال خالد الطويل، أحد النازحين لوسط القطاع، إن "النازحين قضوا ليلة صعبة بسبب المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع"، لافتاً إلى أن معظمهم بات في العراء وغرق بمياه الأمطار، خاصة أولئك الذين نصبوا خياماً في الشوارع.
وأوضح الطويل، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "على الرغم من استعدادات النازحين للشتاء إلا أن الخيام غرقت وتساقط معظمها"، مشيراً إلى أن الوضع في مراكز النزوح مأساوي من حيث انتشار الأمراض والظروف الحياتية الصعبة للنازحين.
وأضاف: "نفتقد بمراكز الإيواء لأدنى الاحتياجات الإنسانية، النظافة منعدمة والطعام شحيح والأمراض انتشرت بشكل كبير جداً، وفصل الشتاء سيزيد من معاناتنا"، مطالباً بإدخال مساعدات دولية لها علاقة بترتيبات فصل الشتاء.
وأكد الطويل، أنه "يتوجب على الجهات الإغاثية تسليم النازحين خياما تتحمل التغيرات المناخية وتقلبات الجو، وتقيهم من برد الشتاء"، قائلاً: "الخيام التي تم بناؤها ضعيفة ومتهالكة ولا تصمد أمام قوة الرياح والأمطار".
