ما هي تداعيات نتائج الانتخابات الإسرائيلية على الملفات الفلسطينية؟
ما هي تداعيات نتائج الانتخابات الإسرائيلية على الملفات الفلسطينية؟ما هي تداعيات نتائج الانتخابات الإسرائيلية على الملفات الفلسطينية؟

ما هي تداعيات نتائج الانتخابات الإسرائيلية على الملفات الفلسطينية؟

بعد ظهور النتائج الأولية "الرسمية غير النهائية" للانتخابات الإسرائيلية، بفوز حزب الليكود ومعسكر الأحزاب اليمينية المتطرفة بتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة بقيادة بنيامين نتنياهو، تبدو الملفات الفلسطينية أكثر تعقيدًا وتوترًا، خاصة في ظل قيام الحملات الدعائية اليمينية باستهداف الحق الفلسطيني من خلال ضم المستوطنات في الضفة الغربية واستمرار الاستيطان والتهويد في مدينة القدس.

وتشير النتائج إلى أن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستحمل صفة "اليمينية المتطرفة" مع وجود أحزاب متشددة تدعم نتنياهو في تشكيل الحكومة، لاستكمال الإجراءات التهويدية والاستيطانية على جميع الأصعدة، تحت غطاء الدعم الأمريكي السياسي المطلق لإسرائيل في النيل من الحقوق الفلسطينية.

ويرى مراقبون أن إدارة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية المرتقبة ستقطع الطريق بشكل كامل على أية فرص لنقاط التقاء في أي ملفات سياسية قادمة، ما سيكون له تأثير بشكل مباشر على القضايا الفلسطينية المختلفة، كملف التهدئة مع حركة حماس، وملف المصالحة الفلسطينية، والمفاوضات مع السلطة الفلسطينية، تزامنًا مع عزم الإدارة الأميركية على طرح ما يسمى بصفقة القرن.

المفاوضات والمستوطنات

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، محمد القواسمي لـ "إرم نيوز" إن" الصراع أساسًا في إسرائيل بين اليمين واليمين، ولا يستطيع أي حزب مهما كان وزنه أن يتجاوز المسلمات والقواعد الإسرائيلية باستهداف الفلسطينيين والسعي إلى التهام مزيد من أرضهم وتهويدها".

وأضاف القواسمي أن نتنياهو لن يغير كثيرًا في رؤيته السياسية، التي تشمل ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية للسيادة الإسرائيلية، وهذا كان عنوان دعايته الانتخابية، بالإضافة لتوجهاته فيما يتعلق برفض عملية التسوية مع السلطة الفلسطينية، وما يعزز ذلك هو الموقف الأمريكي الذي يستهدف السلطة الفلسطينية بعد أن رفضت الأخيرة وساطة أمريكا بأي مفاوضات بعد أن أعلنت بشكل واضح وقوفها التام إلى جانب إسرائيل".

وتابع القواسمي: "الإدارة الأمريكية حرقت آخر السفن لاحتمالية عقد أي مفاوضات إسرائيلية فلسطينية، لأنها عبّرت عن دعمها لإسرائيل في القضايا التي تمس جوهر الصراع، مثل القدس والاستيطان وحق العودة والدعم الاقتصادي وغيرها".

التهدئة مع حماس

من جانبه، قال المحلل السياسي توفيق شومر لـ "إرم نيوز" إن "نتنياهو سيحرص على سياسة العصا والجزرة التي يتبعها مع قطاع غزة، على حساب تحقيق إنجازات خارجية دولية يعتبرها أكثر أهمية في المرحلة الحالية، لذلك فهو سيحرص على الهدوء النسبي لحين تحقيق اختراق في العلاقات الدولية وكذلك في ملف الجنود الأسرى لدى حماس".

وأضاف شومر أن ما يقدمه نتنياهو لقطاع غزة بتمويل قطري مقابل الهدوء، سيتيح الفرصة أمام نتنياهو لتعزيز مكانة إسرائيل دبلوماسيًا وعدم الانشغال في الجبهات المتوترة المحاذية لإسرائيل مثل قطاع غزة، ومع ذلك سيسعى نتنياهو إلى امتصاص غضب أهالي الجنود الأسرى عبر عقد صفقة تبادل مقابل تنازلات سياسية تقدمها حركة حماس".

المصالحة الفلسطينية

من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي إبراهيم أحمد أن "اعتراف نتنياهو بشكل صريح بأن الانقسام الفلسطيني هو مصلحة إسرائيلية، وأنه لن يعيد السلطة الفلسطينية إلى حكم قطاع غزة، يؤسس لمرحلة انفصال حقيقي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعبر عن مدى استفادة إسرائيل من شتات الرأي الفلسطيني الذي لا يستطيع مجابهة أي قرارات إسرائيلية بحق القضية الفلسطينية".

وأضاف أحمد لـ إرم نيوز أن "إسرائيل استغلت البون الشاسع في العلاقة بين فتح وحماس، واستفردت بكل منهما على حدة، وحاولت تأسيس ما يتناسب مع مصالحها من استغلال الانقسام الفلسطيني وصراع السلطة، لبذل مزيد من التهويد والاستيطان واستهداف القدس وتشريد العوائل واعتقال الفلسطينيين بشكل يومي".

وأشار أحمد إلى أن "ما يسهم في خروج الفلسطينيين من هذه المرحلة الحساسة، هو موقف فلسطيني موحد ورؤية سياسية استراتيجية واضحة يمكن تسويقها للعالم، تقطع الطريق على مشاريع نتنياهو وترامب لتصفية القضية الفلسطينية".

وتابع أحمد أن "شعور نتنياهو بنشوة الانتصار سيدفعه لفرض سياسات أكثر تطرفًا ضد الفلسطينيين، خاصة بعد أن حصلت الأحزاب اليمينية على أعلى نسبة تصويت داخل إسرائيل، ما يعزز عند نتنياهو بذل المزيد من التطرف واتخاذ خطوات أشد ضراوة تستهدف الحق الفلسطيني".

انتهاء حل الدولتين

في السياق ذاته، قال الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن "أبرز نتائج الانتخابات الإسرائيلية هي انتهاء حل الدولتين وموت ما يسمى بمعسكر السلام داخل إسرائيل"، مضيفًا أن "التنافس يجري بين اليمين العنصري ويمين عنصري آخر، وكلاهما يسعى لترسيخ نظام الابرتهايد العنصري والاستعمار الاستيطاني".

وتابع البرغوثي أن "الحكومة الإسرائيلية الجديدة لن تختلف عن القائمة، إلا أنها ستكون أشد وقاحة في مساعيها الاستيطانية ومحاولاتها ضم وتهويد الضفة الغربية"، مستدركًا بالقول: "أمامنا كفلسطينيين تحدٍ خطير لا يمكن أن نواجهه إلا بتحقيق الوحدة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com