ما مآرب روسيا من تدخلها في ملف المصالحة الفلسطينية؟
ما مآرب روسيا من تدخلها في ملف المصالحة الفلسطينية؟ما مآرب روسيا من تدخلها في ملف المصالحة الفلسطينية؟

ما مآرب روسيا من تدخلها في ملف المصالحة الفلسطينية؟

أعلنت روسيا رغبتها في التوسط بين حركتي فتح وحماس، بهدف إزالة العقبات أمام طريق المصالحة الفلسطينية، من خلال إرسال دعوة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، لزيارة موسكو ولقاء المسؤولين الروس.

السفير الإسرائيلي لدى موسكو، غاري كورين، وجه إلى الخارجية الروسية رسالة احتجاج رسمية على دعوة هنية، كما وجهت الخارجية الإسرائيلية رسالة مماثلة إلى السفارة الروسية في تل أبيب، في حين رفضت الخارجية الروسية هذا الاحتجاج، وردت على الدبلوماسيين الإسرائيليين بالقول: “أنتم أنفسكم تتحدثون مع حماس”.

حركة حماس، رحبت بدورها بالمقترح الذي أبدته موسكو لعقد لقاء بين حركتي "حماس وفتح" في إطار الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، فيما اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن أي تدخل إلى جانب الجهود المصرية لإنهاء الانقسام مرحبٌ به، مع اتهامه لحماس بتعطيل استحقاقات المصالحة.

ويرى مراقبون أن هناك مآرب روسية من الدخول على خط ملف المصالحة الفلسطينية، فيما تعتبر حماس الدعوة الروسية فرصةً لها لتوسيع علاقاتها الدولية في معزل عن السلطة الفلسطينية، من خلال إدخال أطراف عدة على ملف المصالحة الذي يرواح مكانه منذ 12 عامًا، دون تحقيق أية نتائج تذكر.

المحلل السياسي إبراهيم أحمد، قال:" إن هناك التزامًا روسيًا بأمن إسرائيل، حتى لو كان هناك بعض التعثر في العلاقات الدبلوماسية من حين لآخر، وهذا يعني أن التدخل الروسي لن يكون بأي حال من الأحوال، تجاوزًا لما يتعلق بمسألة الأمن الإسرائيلي".

وأضاف أحمد لـ"إرم نيوز" :" أن تدخل الدب الروسي في ملف المصالحة الفلسطينية، يثير الشكوك حول رغبة سوريا في التمدد في أكثر من جبهة عربية، وأن تتداخل في بعض الملفات، وكون القضية الفلسطينية قضية محورية ومرتبطة إلى حد كبير بإسرائيل، فإنها ورقة ضغط ومساومة رابحة".

وتابع أحمد " أعتقد أن السلطة الفلسطينية لا ترغب بتوسيع دائرة الوسطاء في ملف المصالحة الفلسطينية التي تشرف عليه المخابرات المصرية، إلا أنها لن تعتذر عن أي مشاركة تترك صورة عنها بأنها من يعطل المصالحة وإتمام إنهاء الانقسام الفلسطيني".

بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، عبد الله الحمايدة أن الأفضل لحركتي فتح وحماس "الوصول إلى روسيا بنقاط مشتركة وواضحة والعمل على عدم المراوغة والتأجيل والتسويف والمماطلة، وخاصة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يخفِ طموحه بأن يلعب دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وطرح مبادرة للتسوية بين دولة الاحتلال والفلسطينيين".

وأضاف الحمايدة لـ"إرم نيوز" :" أعتقد أن المستفيد الأكثر من هذه الدعوة، هي حركة حماس التي عاشت عزلة دولية كبيرة، فهي ترغب وتسعى بشكل كبير إلى توسيع دائرة علاقاتها الدولية مع حلفاء جدد، أوعلى الأقل أن تكون على تواصل مع دول عظمى، لم تفتح لها مجالاً من قبل، ولم تكن تحلم الحركة بالوصول إلى قياداتها السياسية، وربما يدفعها ذلك إلى المزيد من المماطلة والتأجيل لكسب علاقات جديدة".

ويشهد الموقف الفلسطيني، انقسامًا سياسيًا وجغرافيًا منذ عام 2006، حيث تتراشق حركتا فتح وحماس الاتهامات حول من يعطل المصالحة وتنفيذ استحقاقاتها، فيما تدخلت الكثير من الدول والمنظمات العالمية لتقريب وجهات النظر وتجاوز الانقسام.

وتشرف المخابرات المصرية على ملف المصالحة الفلسطينية، ولا زالت حتى الآن تعقد اجتماعات متكررة ومركبة بين الوفود الفلسطينية وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، من أجل الوصول إلى اتفاق مصالحة ينهي معاناة الفلسطينيين الذين تضرروا بشكل مباشر من تبعات الانقسام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com